بوتيرة متسارعة، خرج وباء كورونا القاتل عن السيطرة في الولايات المتحدة الأمريكية لتسجل أعلى معدلات حول العالم وتجتاز كلاً من الصين وإيطاليا على حد سواء، بحسب ما نشره موقع "فوكس" الأمريكي، حيث باتت الإصابات في الولايات المتحد بحلول فجر الجمعة 82404 فيما سجلت الصين 81782 حالة وإيطاليا 80589 حالة.
الأرقام الصادمة جاءت في وقت يتطلع فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى عودة عمل المصانع بحلول عيد الفصح، معلناً ان الاقتصاد القوي هو مفتاح مكافحة كورونا ولا شيء آخر، فيما بدأت بعد المصانع الأمريكية بالفعل ومن بينها مصانع السيارات في دراسة عودة التشغيل الجزئي لوقف نزيف الخسائر.
وحذرت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق من هذا الأسبوع من أن المرض اصاب إلى أكثر من نصف مليون شخص في كل دولة حول العالم تقريبًا ولا يزال يسارع إلى الارتفاع.
وتمثل ولاية نيويورك ما يقرب من نصف جميع الحالات في الولايات المتحدة مع وجود 37،258 حالة مؤكدة حتى الساعات الأولى من صباح الجمعة، وفقًا للحاكم أندرو كومو الذى حذر من أن النمو السريع للحالات المؤكدة يرجع جزئياً إلى "تراكم" الإصابات التي لم يتم تأكيدها أبداً بسبب نقص الاختبارات.
وفى وقت سابق، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم "إن الوباء في تزايد"، مشيرا إلى أنه استغرق 67 يومًا من أول حالة تم الإبلاغ عنها للوصول إلى 100000 حالة، و11 يومًا للحالات الثانية 100000 ، وأربعة أيام فقط للحالات الثالثة المائة ألف الأخرى".
وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن الولايات المتحدة تتحول لتصبح بؤرة لانتشار الفيروس، في حين أصدرت حوالي 20 ولاية أوامر أو توجيهات بشأن البقاء في المنزل وأغلقت الأنشطة التجارية غير الضرورية. أغلقت سبع ولايات وواشنطن العاصمة الأعمال غير الضرورية كما أصدرت العديد من المدن والمقاطعات في فلوريدا وتكساس وبنسلفانيا أوامر فردية للإقامة في المنزل في غياب التفويضات على مستوى الولاية.
القلق المتواجد لدى غالبية الأمريكيين، قابله الرئيس دونالد ترامب بمزيد من التحدي، مؤكداً أن الأمريكيين سيعودون قريباً لممارسة حياتهم اليومية، وقال في مؤتمر صحفي منتصف ليل الخميس، إن الإدارة الأمريكية "لديها معلومات جديدة ستساهم في الحرب ضد العدو غير المرئي" في إشارة إلى كورونا.
وأعلن ترامب خلال المؤتمر أن هناك مستشفى على متن سفينة تابعة للبحرية الامريكية تصل السبت إلى ميناء نيويورك، وستصل فرجينيا بعد التوقف بنيويورك، ووجه شكره لمجهودات البحرية الأمريكية حيث وفرت 3 إلى 4 اسابيع من الوقت الذي كان مقرر في السابق لوصول الدعم للولاية، وأوضح أن المستشفى سيكون محمل بكافة الامدادات والمعدات الطبية بدءا من الكمامات الى اجهزة التنفس الصناعي.
ووفقا لتقرير نشرته شبكة سى إن إن، فإن الانتشار السريع وارتفاع حالات الاصابة المؤكدة في الولايات المتحدة يهدد أنظمة المستشفيات المحلية التي تحتوي على عدد محدود من الأسرة والموظفين والمعدات، وخاصة أجهزة اجهزة التنفس الصناعي التي يمكن أن تنقذ الأرواح ووضعت المدن والولايات تدابير صارمة للحد من انتشار الفيروس.
وفى وقت سابق، تبني البيت الأبيض سياسة تسمى "15 يومًا لإبطاء الانتشار" ، والتي شملت الابتعاد الاجتماعي ، والعمل من المنزل، وتجنب تجمعات أكثر من 10 أشخاص للحد من انتشار فيروس COVID-19 . وقد أجبرت العديد من الولايات الشركات غير الأساسية على الإغلاق.
ورغم اتهامات الديمقراطيين وبعض وسائل الإعلام الأمريكية لإدارة ترامب، وتحميلها مسئولية خروج كورونا عن السيطرة بسبب البطئ في التعامل مع الأزمة بالجدية اللازمة، إلا أن خبراء أكدوا أن حجم الإصابات يرجع لأسباب آخري، بمقدمتها أن الولايات المتحدة هي ثالث أكبر دولة من حيث تعداد السكان في العالم، وبخلاف ذلك، فإن الولايات المتحدة تضم أجانب أكثر من غيرها من الدول الأخرى لوجود شركات متعددة الجنسيات داخل أراضيها في قطاعات مختلفة.