أكد الدكتور سيف رجب قزامل- رئيس فرع المنظمة العالمية لخريجى الازهر بالغربية - عميد كلية الشريعة والقانون الأسبق بطنطا، أن المولى عز وجل قد كرم الإنسان فسواه وابدع في خلقه ونفخ فيه من روحه، وعلمه الأسماء كلها دون الملائكة، وانزل عليه المنهج الذي يسير عليه، والتشريع القويم الذي حفظ له رسالته في الحياة، وتعمير الأرض، وأمره بتذكية النفس وتطهيرها، حتى ترتقي من همزات الشياطين، والنفس الأمارة بالسوء، والتي تفسد الحياة، وتخلق الهموم والمتاعب.
وأضاف الدكتور "قزامل"، أن النفس المطمئنة تأتي مع سمو النفس، وتجردها من همزات الشياطين والهوى والموبقات، فالإنسان له مهمة سامية وهي خلافة الله في الأرض، وتعميرها ، دون أضرار بما قصدته الشريعة من مقاصد، ومنها حفظ النفس التي كرمها الله، وصانها من الهلاك والاعتداء النفسي أو البدني .
وأشار إلى أن المنهج السماوي حمى النفس حتى تؤدي المهمة التي خلقت من أجلها، والتي غابت عن الملائكة قال تعالى ( إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرًا من طين، فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين، فسجد الملائكة كلهم أجمعون، إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين قال يا وإبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين قال فاخرج منها فإنك رجيم وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون قال فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين قال فالحق والحق أقول لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين ).
موضحًا من تلك الآية الكريمة ما يقوم به الشيطان من تعطيل المهمة السامية التي خلق الله الإنسان من أجلها، عن طريق الغواية، والدفع به نحو هلاكها، كما أغوي قابيل كي يقتل أخيه هابيل رغم حسن النية التي أبداها هابيل نحو أخيه والمتمثل في قوله تعالى ( لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين )، فقد تأكد أن أخيه يدبر له أمرًا ما، فخاف عليه من عقاب الله بعد قبول قربانه وعدم قبول قربان أخيه، فقد كان الأول على حق، وصدق وقرب من الله عزوجل، فعن أبي هريرة قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم :"إنَّ الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإنَّ الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين".
ومن هنا نؤكد أن الشرائع السماوية كلها تحافظ على النفس، وتصونها، وتحرم الاعتداء عليها مطلقًا، وما يفعله الظلاميون وأعداء الدين من قتل وسفك للدماء، وإهلاك للنفس التي صانها الشرع، وحافظ عليها تحت مسميات دينية، يختلقونها فهو أمر مرفوض وبعيد كل البعد عن منهج الشريعة السمحاء، والتي هي منهم ومن أفعالهم براء، وأن إقرار العقوبات وغيرها من مهام القضاء فهو منوط بشئون تحقيق العدل والفصل بين النّاس بالأحكام، ومن يفعل غير ذلك فقد توعده الله عزوجل بالعقاب قال تعالى (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً).
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة