المراكز البحثية، بمختلف دول العالم، وتحديدا فى الدول الكبرى، فى صراع مخيف للتوصل لعقار مكافحة فيروس كورونا، سواء فى الصين أو الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا وألمانيا وفرنسا، وغيرها من الدول، ورغم مرور الوقت، وتزايد انتشار الفيروس السريع، إلا أنه وحتى كتابة هذه السطور، فشلت هذه المراكز البحثية فى التوصل إلى لقاح يكبح جماح انتشار الفيروس الخطير.
لكن اللافت فى الأمر، أن هناك مراكز بحثية مصرية أعلنت، فى وقت مبكر من انتشار الفيروس، عندما سارع المركز القومى للبحوث، بالإعلان أن هناك عددا من الباحثين فى مكافحة الفيروسات، يعكفون على اختراع مصل مضاد لكورونا، وتطاير الخبر، وانتشر انتشار النار فى الهشيم فى مصر، والمنطقة العربية، وسارعت وسائل الإعلام بمختلف مشاربها، لاستضافة الفريق، الذين أكدوا أنهم بالفعل عاكفون على ابتكار المصل، واقتربوا كثيرا من التوصل لنتائج مبهرة.
ثم أصدر الدكتور محمد محمود هاشم، رئيس المركز القومى للبحوث، بيانا حول إجراءات المركز لمواجهة فيروس كورونا المستجد، مؤكدا أنه يمتلك معامل مجهزة على أعلى مستوى تضم مجموعة من العلماء ذوى الخبرة فى مجال الفيروسات، وأيضا مركز تميز علمى خاص بدراسة إنتاج الأمصال واللقاحات المضادة للفيروسات، وله خبرة سابقة فى إنتاج لقاح مضاد لأنفلونزا الطيور.
وأوضح البيان، أنه منذ الإعلان عن ظهور فيروس كورونا المستجد فى الصين تم تشكيل فرق عمل منها فريق، برئاسة الدكتور محمد أحمد على أستاذ الفيروسات، ومدير مركز التميز العلمى للفيروسات، ويعكف هذا الفريق الآن على أبحاثه لإنتاج فاكسين مضاد لفيروس كورونا المستجد ولم يصدر عن هذا الفريق أى تصريحات تخص المدة الزمنية التى يستغرقها إنتاج هذا الفاكسين.
وعندما سافرت وزيرة الصحة، الدكتورة هالة زايد، إلى الصين، زادت التكهنات، وانتشرت شائعات على السوشيال ميديا، أن الوزيرة ذهبت للصين، لتقدم لهم العقار الذى تمكن الباحثون من ابتكاره، لمكافحة الفيروس، وعقب هذه الزيارة، بدأت الصين فى السيطرة على الفيروس، ويكاد يكون اختفى، من الصين، اللهم إلا من عدد قليل للغاية من الولايات مازال الفيروس، منتشرا فيها.
ثم خرج علينا رئيس جامعة القاهرة، مؤخرا، يؤكد أن أستاذ مساعد بقسم الفيزياء الحيوية بكلية العلوم، أعد بحثين، حول فيروس كورونا، وطرق العلاج والوقاية، وعلى أثر ذلك، قرر الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس الجامعة، تشكيل 5 فرق بحثية، تتلقى مشروعات أبحاث مكافحة الفيروس الخطير، ورصد مبالغ تمويل البحث الواحد، بحد أدنى 200 ألف جنيه، وحد أقصى مليون جنيه..!!
رائع أن تجد فى مصر، مراكز بحثية وجامعات وأكاديميات، لديها القدرة على الابتكار، وتقديم الحل، تتوصل لعلاج أعتى الأمراض الوبائية، إذا ما وضعنا فى الاعتبار أن صناعة الأدوية فى مصر كانت تتبوء مكانة كبيرة، ورائعة، لكن ما نخشاه، هو أن الشطط فى التصريحات، من بعض الباحثين، حول توصلهم لابتكار لقاح، أو عقار قادر على كبح جماح انتشار فيروس كورونا، دون أسانيد علمية قوية، غير قابلة للشك، قد يورط المراكز البحثية والجامعات والأكاديميات المصرية، ويضعها فى موضع الشك والريبة، وينال من قدرها العلمى والبحوث، محليًا وإقليميًا وعالميًا.
إذا ما وضعنا فى الاعتبار، أن البحث العلمى، بجانب الاعتماد على العقول المؤهلة والمدربة، فإنه يحتاج إلى إمكانيات كبيرة، من أحدث الأجهزة، والأدوات، وخلافه، فهل المراكز البحثية والجامعات المصرية تمتلك الإمكانيات، والأجهزة والأدوات الحديثة والمتطورة..؟!
لذلك، نرجو من المؤسسات البحثية، ألا تنساق وراء شطط بعض الباحثين، والإعلان عن تمكنهم من التوصل لمصل أو عقار، يعالج مرضًا وبائيًا، إلا بعد إجراء كل التجارب، وإخضاعه لعملية تقييم علمية كبرى، حتى لا تتورط المؤسسات، وتتعرض لحملة تشكيك، والنيل من قدرها ومكانتها، ونتمنى ونحلم، أن يتوصل باحثون مصريون للقاح يقهر كورونا، حينها، سيكون أعظم وأهم اكتشاف فى القرن الجديد، دون منازع، ويدفع بالمؤسسات العلمية والبحثية قمة الهرم العلمى فى العالم..!!