العالم الآن فى حالة حرب، حرب حقيقية ضد فيروس كورونا الذى يتمدد وينتشر كالنار فى الهشيم، ورغم أن رحمة الله بسكان هذا الكوكب أن نسبة الشفاء من هذا الوباء الفتاك عالية جدا، إلا أن انتشاره الواسع هو أكبر معوق لجهود مكافحته والقضاء عليه.
من جانبها لم تدخر الدولة المصرية جهدا فى وضع الخطط الاستباقية للسيطرة على انتشار الفيروس فى ربوع المحروسة، ومنها حملات التوعية البصرية والسمعية، وأيضا الإجراءات الاحترازية الأخيرة التى تصب فى خانة السيطرة على تفشى الفيروس، والعمل على قدم وساق من أجل حماية الوطن من بلاء تسبب فى انهيار أعظم المنظومات الصحية فى دول تصنف على أنها من الدول الكبرى والعظمى.
وسط كل تلك المحنة يظهر معدن الشعب المصرى الأصيل، الذى دائما يتكاتف ويتلاحم فى الملمات والأزمات، لدرجة أن الخصومات تذوب، والخلافات تتلاشى عندما يكون هناك خطرا محدقا بالبلاد، فالصور الإنسانية والمجتمعية وروح التعاون بين أبناء الوطن التى ظهرت خلال الأزمة، تدل على أصالة وأخلاق وجدعنة هذا الشعب الأبى الذى لم تكسره أزمة على مر التاريخ ولم تحنى ظهره ملمة حيث دائما يضع ثقته فى الله وفى قوته وتلاحمه.
موقع الفيفا أشاد بمبادرة تحدى الخير، لكفالة عدد من الأسر الفقيرة فى تلك الظروف العصيبة، والتى بدأها لاعب الأهلى سعد سمير، واستجاب لها الكثير من اللاعبين من الأهلى والزمالك، رغم الخلافات التى كانت بين لاعبى الفريقين عقب مباراة السوبر، إلا أن هذه الخلافات توارت مع أزمة كورونا واستجاب عدد من لاعبى الأهلى والزمالك الزمالك للمبادرة التى اتسعت رقعتها لتشمل الكثير من اللاعبين والفنانين ونجوم الإعلام والسياسة والمجتمع.
كما تبارى الكثير من الشباب فى العديد من المناطق فى عمل "بوستات" تشير إلى استعدادهم لقضاء حوائج كبار السن والتبضع لهم وشراء ما يلزمهم وتوصيله إلى محل سكنهم، حتى لا يتعرض كبار السن لأى عدوى من الفيروس.
وتسابقت العديد من العائلات على تقديم عبوات من المطهرات والمنظفات إلى الأسر الفقيرة التى لاتستطيع شراءها، كما رأينا تطوع العديد من الشباب فى رش الشوارع والساحات والميادين بالمطهرات فى مناطقهم.
هذا إلى جانب النصائح والإرشادات التى يتسابق أبناء الشعب فى إرسالها لبعضهم البعض عن طريق مواقع التواصل الاجتماعى أو "الواتس آب"،وتتضمن أى معلومات جديدة ومفيدة فى محاربة الفيروس والحد من انتشاره.
وكثيرة هى الصور التى تدل على التعاون والتماسك المجتمعى التى يشتهر بها الشعب المصرى والتى تكون دائما هى ذخيرته وسلاحه فى تجاوز أى محنة أو أزمة يمر بها طوال تاريخه الضارب فى أعماق الزمن.
و فى الوقت الذى نثمن ونقدر هذا التلاحم ، إلا أننا نشدد على ضرورة زيادة الوعى الصحى وتضافر كافة الجهود من جميع أبناء الوطن لمقاومة هذا الوباء، عن طريق الوعى المجتمعى، من الفرد والأسرة، فعلى كل رب أسرة أن يكون مرشدا لعائلته وموجها لهم إلى الخطوات الصحيحة والأفعال الصائبة لتجنب العدوى أو نقل الفيروس.
حتى من يذهب إلى عمله، يجب أن يكون ذلك من خلال بروتوكول شخصى، يضعه لنفسه أو لأفراد أسرته التى تضطرهم الظروف إلى الذهاب للعمل، من بداية خروجه من باب منزله وحتى عودته إليه، حيث كل خطوة وتصرف بحساب وبإرشادات حتى لا يصاب بالفيروس "لاقدر الله" وبالتالى يكون حاملا له وسببا لنقله لغيره.
بالتلاحم والتعاون بين الشعب المصرى ، والوعى المجتمعى والصحى العالى نستطيع كبح جماح الفيروس الفتاك وتنتهى تلك المحنة على خير وسلام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة