صارت المجموعات "الجروبات" على تطبيق الواتساب الشهير، علامة بارزة، وما من شخص حاليا، إلا ومنضم لأكثر من "جروب".. عائلى، زمالة الابتدائى، وزملاء الإعدادى، ورفقاء الثانوى، وأصدقاء الجامعة، وزملاء العمل، ومدرسو الدروس الخصوصية، والجيران، وغيرها من المجموعات، التى لا تعد ولا تحصى.
ومن أشهر المجموعات "الجروبات" على التطبيق الأشهر، واتساب، جروب الماميز، وزملاء العمل، فنواب البرلمان، لهم "جروب" يتحدثون ويتناقشون فى كافة القرارات، وما من مؤسسة أو هيئة أو وزارة أو مصنع وشركة، إلا وهناك "جروب" يضم الموظفين والقيادات يتواصلون فيما بينهم ومناقشة سير العمل، وإبلاغ التعليمات أولا بأول، والقرارات السريعة.
وصارت المجموعات "الجروبات" على الواتساب، موضع نقاش جاد، وجوهري، فى قضايا خلافية وقانونية شائكة، منها محاولة إثبات يمين الطلاق، وهل يقع شرعًا فى حالة زوج ألقى يمين الطلاق على زوجته عبر الواتساب؟! وهل يمكن أن تصبح الأحاديث على التطبيق الأشهر، وثيقة ودليل إدانة أو تبرئة أمام المحاكم وجهات التحقيق..؟!
الحقيقة، أن مجموعات "جروبات" الواتساب، بمختلف تنوعاتها، صارت ماكينات ضخمة لإنتاج وترويج الشائعات، والرافد الأقوى الذى يمد مواقع التواصل الاجتماعى بكل الشائعات والمعلومات الخاطئة والمجتزئة، وما تفعله "جروبات الماميز" دليل واضح وجلى، لا يحتاج قريحة العباقرة فى التأكيد على خطورة ما يتم تداوله عليها.
وعندما انتشر فيروس كورونا، وبدأ يشكل خطرا كبيرا فى الصين، سرعان ما عبر الحدود ليصل إلى كل دول العالم فى قاراته الست، ومن بينها مصر، اتجهت الأنظار إلى مجموعات "جروبات" الأطباء فى المستشفيات التابعة لوزارة الصحة، والتعليم العالى، والمستشفيات الخاصة، فى المحافظات والمدن المختلفة، ودارت حلقات نقاشية قوية وعنيفة فى بعض الأحيان، حول انتشار الفيروس اللعين، ومحاولة معرفة حجم انتشاره فى مصر، وهل الأرقام المعلنة حقيقية، أم لا، وهل هناك علاج أو لقاحات تكبح جماح انتشار الفيروس، وماذا عن الأبحاث التى يجريها المركز القومى للبحوث وجامعة القاهرة حول الفيروس..؟!
للأسف الشديد، يحدث نقاشات، فى جروبات الأطباء المختلفة على الواتساب، عن طرق العلاج، والوقاية، وكيفية المواجهة، وبشكل أو بآخر، تتسرب هذه المحادثات مجتزئة، وتنتشر على الجروبات الأخرى، خاصة جروبات الماميز، ومنها إلى السوشيال ميديا، وتبدأ تنتشر طرق علاجات، وبوستات الوقاية، وتغريدات الأعراض، لا أساس علمى أو طبى لها..!!
هذه الوصفات، المنتشرة على جروبات الواتساب، ومواقع التواصل الاجتماعى، يستغلها أصحاب الشركات والمصانع المنتجة للعقاقير والمطهرات، لتحقيق مكاسب كبيرة، مستثمرا حالة الخوف والفزع من الإصابة بالفيروسات، دون إدراك حقيقة أن ما يتردد على جروبات الواتساب وما ينشر على السوشيال ميديا، لا علاقة له بالحقائق الطبية، وما هى إلا نقل مناقشات من جروبات الأطباء، بشكل مجتزئ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة