فى حياة كل منا أشخاص أثروا فى مسيرته وفى مجرى حياته يظل يذكرهم طوال عمره، لأن وجودهم وتأثيرهم ساهم فيما حققه من نجاحات أو ما مر به من تجارب مفيدة.
والفنانون كغيرهم من الناس فى حياتهم محطات وأشخاص ساهموا فى صناعة نجوميتهم وشهرتهم وما حققوه من نجاحات.
وقد يكون هؤلاء الاشخاص المؤثرون من الأقارب أو الأصدقاء أو الجيران أو الأساتذة ذوى التأثير القوى، حتى وإن لم يكونوا على قدر من التعليم أو الثقافة، مثل خالتى أم أحمد التى كتبت عنها وعن تأثيرها الفنانة الكبيرة مديحة يسرى مقالاً خاصة لمجلة الكواكب عام 1957 تتحدث فيه عن دورها فى حياتها ومشوارها الفنى تحت عنوان"دروس من خالتى أم محمد".
وقالت سمراء النيل فى مقالها أن خالتى أم أحمد لعبت دورا ً هاماً فى حياتها الفنية، وهى سيدة طيبة القلب كانت جارتها عندما كانت تسكن فى حى شبرا وكانت أحد عوامل الإقناع التى اثرت على اسرتها لتوافق على عملها بالفن.
وأشارت مديحة يسرى على الرغم إن خالتى أم أحمد كانت دقة قديمة ولم تكن متعلمة إلا أنها كانت تحب الفنون بكل أنواعها، وخاصة التمثيل والسينما، وكانت ذات صوت رخيم تحفظ الأغانى وتغنى وتقلد الممثلات، وتحفظ أسماء فنانات هوليوود وتنطقها بطريقة مثيرة للضحك.
وأوضحت الفنانة الكبيرة أن خالتى أم أحمد كانت تصطحبها معها لمشاهدة السينما وبعد عودتهما تتبارى معها فى تقليد الفنانات ، حتى أنها علمتها كيف تتقن البكاء فى بعض المشاهد، وكيف تنفعل لتبدو مشاعرها حقيقية فى التمثيل، مؤكدة أن هذه الدروس أفادتها كثيرا عندما احترفت التمثيل، وأعجب بها المخرج محمد كريم عندما اختبرها فى أحد الأدوار فأجادت الضحك والبكاء.
وأشارت سمراء النيل إلى أنها عندما حصلت على أول بطولة فى فيلم "شهر العسل" أمام الموسيقار الكبير فريد الأطرش كانت حريصة جدا على هذا الدور الذى يقدمها كبطلة وكان عمرها 17 عاما ولكن قبل بدء التصوير التوت قدمها ونصحها الأطباء بعدم مغادرة الفراش ، وظنت أن المنتج سيستعين ببطلة أخرى وأن البطولة ضاعت منها فحزنت حزناً شديداً، ولكنها ففوجئت بزيارة مخرج الفيلم الذى كمانها وأكد لها انه أقنع المنتج أن يؤجل التصوير حتى تتماثل للشفاء ففرحت فرحاً كبيرا".
وأضافت:" بعد أن تماثلت للشفاء وذهبت لبدء التصوير سقط فوق ظهرى لوح خشبى فعدت لملازمة الفراش مرة أخرى وتم تأجيل التصوير"
وتابعت:"بعد اسبوع شفيت و ذهبت للاستديو لاستئناف التصوير، ولكن هذه المرة أصرت خالتى أم أحمد أن تصنع لى حجاباً أحتفظ به حتى لا تصيبنى عين الحسود"
وأكدت مديحة يسرى أن علاقتها بخالتى أم أحمد ظلت مستمرة بعد احترافها الفن وكانت تحرص على أن تدعوها لمشاهدة كل أفلامها وتنتظر رأيها بفارغ الرأى لأنها كانت ائما صاحبة رؤية صادقة لا تقل احترفا ووجاهة عن أكبر النقاد، مشيرة إلى أنها كانت دائما تنصحها باختيار القصص التى تبتعد عن القصور وتصور حياة المواطنين العاديين، كما كانت صاحبة ذوق رفيع فى اختيار الملابس وتتوقع الموضات قبل ظهورها.
واختتمت سمراء النيل مقالها بالدعاء لأم أحمد قائلة: رحمها الله فقد كانت فنانة صادقة الإحساس رغم أنها لم تكن تقرأ أو تكتب"