الجميع فى مقرات العمل، وفى الشارع والأسواق والمراكز التجارية، ووسائل المواصلات العامة، يتحسسون خطاهم، خوفا ورعبا، من الإصابة بفيروس كورونا اللعين.
فيروس كورونا، أجبر غالبية العالم، والشعب المصرى أيضا، على التخلى عن عادات وتقاليد راسخة، رسوخ الرواسى فى الأرض، مثل المصافحة والأحضان والتقبيل بين الأهل والأصدقاء والزملاء، كما دشن لأول معركة من نوعها فى التاريخ، يخوضها البشر من المنازل..!!
فيروس كورونا، أشاع الرعب فى العالم، وكشف حقيقة إمبراطوريات، كان يُنظر إليها من الخارج، باعتبارها القادرة على صناعة المعجزات، فجاء الفيروس، ليكسر أنف الغرور والغطرسة، لهذه الإمبراطوريات، ويعيد الزمن لقرون طويلة، ليُذكر الإنسانية بكوارث انتشار الأوبئة التى كانت تحصد ملايين الأرواح، ويزلزل أولويات البشر، وأهدافهم، فى ضرورة العودة للتسامح وإعلاء القيم الإنسانية والاجتماعية والمساندة والتكاتف والدعم، ونبذ الصراع، والحيلولة دون تدشين الحروب والخراب والدمار..!!
كشف الفيروس، أن دولًا كبرى تنفق مليارات على التسليح ودعم التنظيمات الإرهابية، وشراء الولاءات وتجنيد الجواسيس لتخريب الأوطان، ولا تنفق خُمس هذه المبالغ على الاهتمام بالقطاع الصحى، وإجراء الأبحاث الطبية، والمحافظة على البيئة، وتركت الحبل على الغارب لشركات الأدوية لتتسابق وتتناحر فيما بينها لترويج منتجاتها وتحقيق أرباح فلكية بالغش والخداع، فى أبشع تجارة تفوق تجارة السلاح والمخدرات..!!
ودول العالم المختلفة، ومنها مصر، تبذل جهودًا مضاعفة، وفى سباق محموم، للوقاية من الفيروس، وتجهيز المستشفيات، وتوفير الأدوية والمستلزمات والأجهزة الطبية اللازمة، بجانب الاعتكاف على البحث عن لقاح يكبح جماح انتشار كورونا، لكن يبقى السؤال الجوهرى: هل وضعت الحكومة المصرية، ممثلة فى وزارة الصحة وإدارة المستشفيات، من ناحية، وهيئة النظافة من جهة ثانية، خطة محكمة للتخلص من نفايات كورونا، المتعلقة بكل استخدامات المصابين بطريقة آمنة وصحية..؟!
مع ظهور الفيروس، واكبه استخدامات أدوات ومستلزمات طبية ووقائية مختلفة، وزاد الاستخدام لوسائل الوقاية، مرة واحدة فقط، مثل القفازات والكمامات، والتى تلقى فى الشوارع وصناديق الزبالة، وفى صناديق المخلفات بالمستشفيات، وهنا يجب اتخاذ التدابير اللازمة لحماية عمال النظافة، وفرز هذه النفايات، والتخلص منها بطريقة آمنة، ماذا وإلا فإنها ستكون مصدر عدوى خطيرة وكارثية.
الخوف، هنا من تزايد استخدامات الكمامات والقفازات، والتخلص منها فى الشارع، وينبئ بمخاطر وخيمة، كما أن النفايات الأخرى الناجمة عن الأدوات الطبية المستخدمة فى المستشفيات، وأماكن العزل، يجب التعامل معها بطرق علمية، والتخلص منها بشكل أمن للغاية، وأن تكون هناك خطة صارمة، وجهات إشرافية حازمة تتابع على مدار الساعة، نقل هذه النفايات، والتخلص منها بطرق آمنة وصحية..!!
ولا نملك بجانب كل الإجراءات الجيدة التى تتخذها الحكومة فى معركتها ضد انتشار الفيروس اللعين، سوى الدعاء لله سبحانه وتعالى أن يقى مصر شر كل وباء، وأن يرتفع منسوب وعى المصريين، للقصوى والالتزام التام بالتعليمات، حفاظًا على صحتهم وحياتهم.
عدد الردود 0
بواسطة:
د. إبراهيم إدريس
النفايات الطبية
أستاذنا الفاضل ..... بالنسبة لموضوع التخلص الأمن من النفايات الطبية الخطرة الناتجة عن المنشأت الطبية جميعها عامة وخاصة يعتبر واحد من أساسيات الإحتياطات القياسية لمكافحة العدوى على مستوى العالم - وفى مصرنا الحبيبة يتم التعامل مع النفايات الطبية بمنتهى الجدية والحزم منذ سنوات وليس الأن فقط - وهذا موضوع راسخ وغير قابل للنقاش ......... ولكن المشكلة فى الأدوات المستخدمة من قبل المواطن العادى حيث أنه رغم التركيز على أهمية هذه الأدوات وطريقة إستخدامها لم يتم شرح كيفية التخلص الأمن منها - ويمكن ببساطة وضعها بعد الإستخدام فى كيس بلاستيك وربطه جيدا قبل التخلص منها وعدم القائها على قارعة الطريق أو فى صناديق القمامة مباشرة