عود البطل فى الشعر العربى.. كيف تغنى العرب بـ جسد الحبيبة

الأربعاء، 04 مارس 2020 06:00 م
عود البطل فى الشعر العربى.. كيف تغنى العرب بـ جسد الحبيبة نزار قبانى
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شئنا أو أبينا فإن فن المهرجانات صارت واقعا، حتى الذين يرفضونه لأى سبب من الأسباب فهم يعترفون بوجوده، وعن نفسى أجد الأمر لا يخلو من طرافة، مثلا لو تأملنا الأغنية الأخيرة لحسن شاكوش وعمر جمال "عود البطل" فإنه حتما سوف يطرح فى أنفسنا سؤال: كيف كان الإنسان العربى القديم يتغنى بحبيبته على مستوى الشكل الجسدى:
 

المرأة فى شعر قبل الإسلام

من الواضح أن شكل الجسد كان هو الغالب على قول الشعراء، لكنه أى جسد هذا الذى يفتن رجلا يعيش حياته فى الصحراء باحثا عن صيد، إنه ذلك الممتلئ المثقل يقول النابغة الزبياني:

والبطن ذو عُكنٍ لطيف طيّه   والنحر تنفجه بثدى مقعد
(العكن: ما انطوى وتثنّى من لحم البطن سمناً، النفج: الفخر والكبرياء)
 
بينما يقول الشاعر الأعشى فى معلقته الشهيرة التى يبدأها بقوله "ودع هريرة" ما معناه أنها ممتلئة حتى يكاد الجسد أن يتفتق ويعتبر ذلك من صفاتها الجميلة، التى توضح مدى الحياة المرفهة التى تعيشها حبيبته، يقول:
غراء فرعاء مصقولٌ عوارضها/ تمشى الهُوينا كما يمشى الوجى الوحل
ويقول أيضا:
تمشى فتثقلها روادفها/ فكأنها تمشى إلى خلف

المرأة عند شعراء العصر الإسلامي

وإذا ما دخلنا إلى الشعر فى العصر الإسلامى نجد أن ما يطلق عليه النقاد عصر صدر الإسلام لم يكن هناك ما يذكر فى هذا الأمر، لكن بداية من العصر الجاهلى بدأ الشعر مرة أخرى يذهب بقوة إلى الجانب الحسى:

ويقول مسلم ابن الوليد
فغطت بأيديها ثمار صدورها/ كأيدى الأسارى أثقلتها الجوامع
ويعبر البحترى بصدق فى احساسه عن اعجابه بجمال المرأة التى يحبها ويصفها ولا تخلو هذه الأوصاف من صور حسية إذ يصف سحر العيون وورد الخدود ويصف الحَوَرَ الذى بعينيها مثل الغزلان ويشير إلى بياضها ودلالها. .إلخ، فيقول :
" بيضاءُ يُعْطيك القضيبُ قوامَهَا/ ويُريك عينيها الغزالُ الأحوَرُ
تمشى فَتَحْكُمُ فى القلوبِ بِدَلّها/ وتميسُ فى ظلِّ الشبابِ وتخطُرُ. 
وإن جانبتُ بعضَ بطالتى/  وَتَوَهَّمَ الواشُونَ أنى مُقصِرُ
ليشوقُنى سحرُ العيونِ المجتلى/ وَيَروقٌنِى وردُ الخدودِالأحمرُ
 

المرأة عند شعراء العصر الحديث

يعد الشاعر العربي الكبير نزار قبانى أشهر من كتب عن المرأة، ارتبط بها وارتبطت به، منذ ديوانه الأول (قالت لى السمراء) 1944 وتوالت بعد ذلك الكتابات:

يقول نزار قبانى:
 
جسد المرأة ناي
لم يتوقف عن العزف منذ ملايين السنين .
ناي لا يعرف النوطة الموسيقية ..
ولا يقرأ مفاتيحها ..
ناي لا يحتاج إلى من يدوزنه ..
لأنه يدوزن نفسه ..
 
جسد المرأة يعمل بوقوده الذاتي
ويفرز الحب ..
كما تفرز الشرنقة حريرها ..
والثدي حليبه ..
والبحر زرقته ..
والغيمة مطرها ..
والأهداب سوادها ..
 
جسد هذه المرأة .. مروحة ..
وجسد تلك .. صيف إفريقي ...
 
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة