مكالمة هاتفية مثلت نقطة فارقة للمهندس محمد عبد ربه ومدرس مادة تربية النحل والحرير بمدرسة موط الثانوية الزراعية بالوادى الجديد والتى جاءت من اللواء محمد الزملوط محافظ الإقليم يبلغه فيها بالموافقة على تنفيذ المشروع ولم يكن يخطر فى باله أن يتصل به المحافظ شخصيا ليناقشه فى فكرة مشروع قدمها له فى أحد اللقاءات الجماهيرية وبعد أن أخذها منه المحافظ وأعطاها لأحد مساعديه.
وعلى الرغم من رفض صاحب المشروع للظهور اعلاميا حتى يكتب لمشروعه النجاح بالإنتاج الفعلى للحرير الطبيعى وهى المرحلة الثالثة فى التنفيذ، حيث جرى تخصيص قطعة الأرض الخاصة بالمشروع وقام بتنفيذ الصوب المجهزة لزراعة شتلات التوت الهندى ، وهو أجود الأشجار التى يتغذى عليها دود الحرير ، كما يجرى تنفيذ موقع لتربية الدود المنتج وفقا لاشتراطات مقننة تساهم فى خلق بيئة المحاكاة لحياة الدودة الطبيعية ليتسنى لها الانتاج الجيد، حيث رصدت عدسة اليوم السابع ما تم تنفيذه على أرض الواقع من المشروع الذى دعمه المحافظ وقدم مقترحا به لمجلس الوزراء وتمت الموافقة فعليا على تخصيص مساحة 1000 فدان من الأراضي التابعة للمحافظة للتوسع فى مراحل المشروع .
وقال محمد عبد ربه فى تصريح خاص لـ" اليوم السابع "، أنه حاصل على بكالوريوس زراعة ويبلغ عمره 39 سنة ولديه 4 بنات وولد ويعمل مدرس فى مدرسة موط الزراعية كمدرس مادة تربية النحل وانتاج الحرير وجاءته الفكرة عندما شاهد بالصدفة شجرة توت عند والد زوجته، فقرر استغلالها فى الاستفادة من طبق بيض الدود الذى تمنحه البحوث الزراعية للمدرسة بتطبيق التجربة فعليا ، حتى نجحت بصورة تجريبية فقام بالتوسع فى الاطلاع على كيفية التوسع فى الفكرة وتنفيذها وقام بالفعل فى اعداد دراسة جودة مختصرة لا تزيد عن 7 ورقات قام بعرضها على المحافظ وفوجئ باتصال المحافظ به شخصيا وطلب منه البدء فورا فى التنفيذ وقام برفة المهندسين المختصين فى الأراضي للبحث عن قطعة أرض مناسبة حتى تمكن فعليا من ايجاد قطعة صالحة للزراعة وفقا للاشتراطات التى يتطلبها المشروع .
وأضاف "عبد ربه"، أن فكرة تربية دود الحرير تكاد تكون اندثرت منذ أيام الحكم العثماني وانتهت فى عهد محمد على باشا وعادت مرة أخرى مع الحملة الفرنسية بطريقة محدودة، حيث قرر التوسع فى المشروع واعادة انشائه مرة أخرى بالمحافظة وقام بالتنسيق مع مركز بحوث ورابطة منتجي ومسوقي الحرير فى مصر من أجل الحصول على شجرة التوت الهندى، لأنها الغذاء الوحيد لديدان الحرير، وبدأ بالفعل فى انشاء مركز تربيه ديدان الحرير ومستلزمات المناحل للتوعية والإرشاد ونشر ثقافة تربية ديدان الحرير بالمحافظة ، حتى تمت الموافقة على التوسع فى المشروع لكى يصبح منتج ، كما يجرى تنفيذ مشتل خاص لإنتاج شتلات التوت لتوزيعها على المشاركين فى تنفيذ هذا المشروع .
وأكد "عبد ربه"، أنه لولا رعاية المحافظ بعد توفيق الله لمشروع إنتاج الحرير الطبيعي ومتابعته المستمرة لمراحل التنفيذ وحرصه على ادراجه ضمن خطة الدولة لتحويل الفكرة لمشروع قومي ينطلق من المحافظة لإنتاج الحرير حرصا منه على دعم مشروعات الشباب المبتكرة والمتميزة والتي تتيح فتح المجال للعديد من فرص العمل، حيث أنه يتمنى أن يتم الانتهاء من التنفيذ دون أية عوائق وأن يستفيد أكبر قدر من شباب المحافظة فى تنفيذ تلك الافكار التى فى الأصل ليست جديدة ، ولكن يعاد احيائها حيث أن تجارة الحرير كانت رائجة فى مصر وتمثل مصدرا هاما للدخل فى حال التوسع في تنفيذه .
وكان اللواء محمد الزملوط محافظ الوادى الجديد أعلن مؤخرا عن موافقة رئيس مجلس الوزراء على تخصيص 1000 فدان لتنفيذ مبادرة انتاج الحرير الطبيعى بالمحافظة وذلك بعد نجاح التجربة على مساحة 50 فدان بقرية أسمنت التابعة لمركز الداخلة وذلك خلال المؤتمر الذى عقدته المحافظة بحضور الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة حيث أكد المحافظ أن مكونات المشروع تشمل نشاطين زراعى وإنتاجي متكامل حيث إن النشاط الأول يجري فيه زراعة نبات التوت من الصنف الهندي ذو القيمة الاقتصادية العالية، والثانى يمثل نشاط انشاء المنحل لإنتاج مادة البروبوليس التي تستخدم فى تحنيط الكائنات الحية وتعمل على إعاقة تكاثر الخلايا السرطانية وكذلك العسل وحبوب اللقاح والغذاء الملكى.