مع تصاعد الحالات المصابة بفيروس كورونا على مستوى دول العالم ووصولها لقرابة 89 ألف حالة، وتزايد الرعب والفزع حول العالم بعدما زحف الفيروس القاتل نحو 66 بلدا ومنطقة فى قارات مختلفة، رفعت دور العبادة "المساجد والكنائس" على حالة الطوارئ، متخذة عددا من الإجراءات لمواجهة الفيروس المتفشى، حيث لجأت دول لإلغاء صلاة الجمعة تماما، بينما خفضت دول أخرى وقت الخطبة، بينما أغلقت كنائس أبوابها تمامًا.
الفاتحة وما تيسر من القرآن في الإمارات
في الإمارات طالبت الهيئة العامة للشئون الإسلامية والأوقاف، بضرورة عدم تجاوز خطبة وصلاة الجمعة العشر دقائق، وذلك في إطار إجراءات منع تفشي فيروس كورونا.
وشددت في بيان أصدرته، أمس الأربعاء، على ضرورة الالتزام بخطبة «الوقاية خير من العلاج»، يوم الجمعة المقبل، مشيرة إلى ضرورة الالتزام بمحتوى الخطبة وعدم الخروجه عنه نهائيًا.
وطالبت بعدم الإطالة في الصلاة، وقراءة الفاتحة وما تيسر من القرآن بما لا يتجاوز السطرين، والالتزام بقراءة الدعاء الوارد في الخطبة حرفيًا، على ألا تتجاوز مدة الخطبة والصلاة عشر دقائق، محذرة من التكرار والبطء في أداء الخطبة.
عدم إطالة خطبة الجمعة في فلسطين
قررت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية اتخاذ عدة إجراءات في إطار خطة الدولة لمنع انتشار فيروس كورونا، أصدرت الوزارة، اليوم الخميس، تعميما على كافة الخطباء، بعدم الإطالة في خطبة وصلاة الجمعة قدر الإمكان.
ودعت الوزارة "كبار السن ومن يعانون من أمراض مزمنة، ومن تظهر عليهم علامات كالسعال وارتفاع درجات الحرارة، إلى الصلاة في منازلهم وعدم الذهاب للصلاة في المسجد وعدم الاختلاط مع غيرهم".
وأكدت الأوقاف الفلسطينية أن "هذا التعميم يأتي عملا بتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف في حفظ النفس"، وحرصا منها على اتخاذ التدابير الوقائية لانتشار "كورونا".
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الفلسطيني عن مجموعة من الإجراءات والتعليمات أمام تفشي فيروس كورونا.
وقال مكتب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية: "على جميع الفلسطينيين العائدين من الدول التي فيها إصابات بفيروس كورونا أن يخضعوا للفحص على المعابر، وأن يخضعوا أنفسهم للعزل المنزلي لمدة لا تقل عن 14 يوما من تاريخ مغادرتهم الدول المصابة حيث أن الأجانب القادمين إلى الأراضي الفلسطينية من الدول المصابة عليهم إجراء الفحوصات اللازمة وخضوعهم لإجراءات العزل أيضا".
ودعا مكتب رئيس الوزراء إلى تأجيل أي مؤتمرات دولية مبرمجة الانعقاد على الأراضي الفلسطينية.
وأكد البيان على منع سفر المسؤولين الفلسطينيين بالطائرة إلى أي مكان في العالم، وينصح بعدم سفر المواطنين في الطائرات لأنها أماكن مغلقة.
وشدد البيان على وقف جميع الدورات العسكرية إلى الخارج حتى إشعار آخر إضافة لوقف تجارة الشنطة اليومية عبر الجسور والمعابر بما يعرف بـ"البحارة" حتى إشعار آخر.
وأضاف البيان :"يمنع تجمع أو تجمهر أكثر من 1000 شخص في أي مهرجانات ونشاطات جماهيرية مفتوحة".
وتابع البيان : "يمنع تجمع أو تجمهر أكثر من 50 شخص في مكان واحد مغلق كما ينصح الأشخاص من الفئة العمرية 60 عاما فما فوق، والذين يعانون من أمراض مزمنة كالقلب والضغط والسكري والتوتر وأمراض الجهاز التنفسي، عدم التجمهر في الأماكن العامة والمكتظة أو الاحتكاك بالعائدين من الخارج والذين يحملون مؤشرات الانفلونزا".
تعليق العمرة للمواطنين والمقيمين فيها بصورة مؤقتة
فيما قررت السعودية تعليق العمرة للمواطنين والمقيمين فيها مؤقتا، خوفا من انتشار فيروس كورونا المستجد.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية إن الحكومة "ستراجع قرار التعليق بشكل مستمر، وإيقاف العمل به، إذا انتفت الأسباب التي دعت إليه".
كما قررت السلطات منع زيارة الحرم النبوي في المدينة.
وأدى قرار المملكة غير المسبوق إلى إيجاد حالة من عدم اليقين بالنسبة إلى ملايين المسلمين، وإلى إثارة البلبلة بشأن الحج، الذي يحل موسمه في نهاية شهر يوليو.
ومن المعروف أيضا أن المملكة تشهد وفود أعداد كبيرة من المعتمرين الراغبين في أداء العمرة خلال شهر رمضان وبشكل خاص خلال الأيام العشرة الأخيرة منه. ومن المتوقع أن يبدأ شهر رمضان في 24 من شهر أبريل.
مساجد وكنائس فرنسا
بينما طالب المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية من الأئمة والمسئولين عن المساجد في فرنسا اتخاذ اجراءات لتجنب انتشار فيروس كورونا المستجد.
وفي رسالة عاجلة للمسئولين عن المساجد، أورد رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية محمد موسوي "بعض النصائح البسيطة والعملية" بينها "تجنب المصافحة وإعطاء الأولوية للتحية من بعد".
وأوصى أيضا بغسل اليدين "باستمرار"، وكذلك "سحب المناشف ذات الاستعمال المتعدد من أماكن الوضوء واستبدالها بمناشف تستخدم مرة واحدة". واتخذت أيضا اجراءات وقاية في الكنائس، اذ دعي المطارنة إلى "افراغ أجران المياه" المستخدمة فيها.
"كورونا" يغلق كنيسة شهيرة في روما
أغلقت كنيسة الجالية الفرنسية في روما، سان لوي الفرنسية، أبوابها أمام الجمهور، بعد إصابة كاهن بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، وتشتهر الكنيسة التي تقع في وسط روما بثلاث لوحات للفنان الإيطالي كارافاجيو، ما يجعلها قبلة للسياح والمصلين على حد سواء.
وذكرت لافتة على الباب، بالفرنسية أن الكنيسة أغلقت كإجراء احترازي من قبل السفارة الفرنسية أمام الجماهير والزيارات السياحية حتى إشعار آخر.
وأفادت وكالة "خدمة أنباء الدين" أن الكنيسة أغلقت بعد دخول كاهن (43 عاما) عاد إلى باريس، المستشفى بعدما تبين إصابته بفيروس كورونا.
ونقلت الخدمة بيانا من رئيس أساقفة باريس، ميشيل أوبيتي، قال فيه إن الكاهن، الذي كان يعيش في روما، عاد إلى باريس بالسيارة في منتصف فبراير، وتأكدت إصابته بالفيروس يوم الجمعة، لكنه أشار إلى أن الكاهن في حالة جيدة.
وتعد هذه أول كنيسة في روما أغلقت أبوابها بسبب الفيروس، بعد إغلاق الكنائس في معظم أنحاء فينيتو ولومباردي، الإقليمان الأكثر تضررا من الفيروس، أبوابها في ظل تدابير واسعة النطاق تهدف إلى احتواء انتشار الفيروس، الذي أصاب أكثر من 1100 شخص، وأودى بحياة 29 شخصا في إيطاليا.
اليابان تلغي صلاة الجمعة
كما قررت اليابان إلغاء صلاة الجمعة، خوفا من انتشار فيروس كورونا المستجد، وأعلنت جمعية مسلمي اليابان، في بيان لها عبر صفحتها الرسمية بـ"فيس بوك"، عدم إقامة صلاة الجمعة فى إطار جهود الدولة اليابانية لمكافحة فيروس كورونا المستجد، والذي أصبح يعرف حاليا باسم "كوفيد 19".
وقالت الجمعية في بيانها: "الأخوة والأخوات، السلام عليكم، إنه من دواعي أسفنا أن نبلغكم بعدم إقامة صلاة الجمعة اليوم 28 فبراير، والجمعة القادمة أيضا، والتي توافق 6 مارس 2020، في الجمعية، بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد".
وأوضحت الجمعية: "أن الإلغاء يتزامن مع جهود الحكومة اليابانية التي تطلب من المواطنين التعاون معهم لمكافحة المرض القاتل"، واختتمت البيان قائلة: "شكرا لتفهمكم وتعاونكم".
إيقاف صلاة الجمعة في إيران
كما قررت إيران إيقاف صلاة الجمعة لأول مرة في إيران بسبب فيروس كورونا، في محاولة احتواء انتشار فيروس كورونا، لا تزال تشكل تحدياً للسلطات الإيرانية.
وأكدت إيران وفاة 26 شخصاً على الأقل بسبب الفيروس، حيث تقول السلطات إنها ترفض فرض الحجر الصحي على مدينة قم، مركز انتشار الفيروس في إيران، لأنها تمثل مكاناً مهماً للزيارات الدينية. لكنها أعلنت عن القيام بإجراء غير مسبوق في تاريخ الجمهورية الإسلامية الذي يمتد لـ41 عاماً، بعدم إقامة صلاة الجمعة.
واقعة مرعبة داخل كنيسة
في 23 فبراير خرجت "سكاي نيوز" بتقرير بالتزامن مع تسجيل كوريا الجنوبية والصين ارتفاعًا في حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا المستجد، حيث حذر رئيس الوزراء الكوري الجنوبي بأن التفشي السريع للمرض، والمرتبط بكنيسة محلية ومستشفى في جنوب شرق البلاد، دخل "مرحلة أكثر خطورة.
وذكرت المراكز الكورية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أن 113، من أصل 120 حالة جديدة، تم الإبلاغ عنها في رابع أكبر مدينة بالبلاد، دايغو، ومناطق محيطة بها.
وقالت إن 70 منهم كانوا يترددون على كنيسة شينتشونجي في دايغو، التي أصبحت مصدرا لأكبر مجموعة من الإصابات بفيروس كورونا في البلد، الذي لديه الآن ما مجموعه 556 حالة مصابة.
وقال كون يونغ جين، عمدة دايغو، للصحفيين إن 247 شخصا ثبت إصابتهم بالفيروس منذ أن أكدت المدينة الحالة الأولى لديها في 18 فبراير لسيدة من مرتادي كنيسة شينتشونجي، لم تسافر إلى الخارج.
الفيروس يهدد بإلغاء احتفالات كنائس العراق
في يوم الأربعاء الماضي، تقدمت البطريركية الكلدانية في العراق بتوصيات عملية لكنائسها لمواجهة وباء كورونا ومنع انتشاره، مشيرة إلى أنه في حال انتشار أوسع للوباء فسيتم إلغاء القداسات والاحتفالات، موضحة أن في حال انتشار أوسع للوباء فسيتم إلغاء القداسات والنشاطات.
ودعت البطريركية جميع الكهنة إلى الالتزام بهذه التوصيات الوقائية في الكنائس، بالإضافة إلى إتبّاع التعليمات الصحية الصادرة من الجهات الحكومية.
وخلصت البطريركية الكلدانية بيانها رافعة الصلاة "من أجل أن يحمي الرب بلادنا والعالم أجمع من هذا الوباء الفتاك".