"تقدموا للتناول باستحقاق" يقول القس في نهاية القداس، وهو يحمل في يديه الأسرار المقدسة، جسد المسيح الذى يتمثل في القربان، ودمه الذى يتمثل في الخمر، بينما يقف على مذبح كنيسته ويصطف المؤمنون المستعدون للتناول (سر الإفخارستيا) إذ يتطلب طقس التناول صوما واستعدادا روحيًا.
أمام هذه الطوابير في منتصف الكنيسة يستخدم القس ملعقة واحدة تسمى "الماستير" توضع في فم المؤمنين المستعدين للتناول وهي تمتلأ بالخمر "الأباركة" أو دم المسيح، بينما تستخدم النساء إيشاربات توفرها الكنيسة لتغطية رؤسهن بالإضافة إلى مناديل لتغطية اليد أثناء تناول الأسرار المقدسة، ثم يلحق بذلك شرب المياه في أكواب تقدمها الكنيسة أيضا، وهي كلها مسببات للعدوى وسط الخوف من انتشار وباء الكورونا الحديث.
كهنة الكنائس القبطية في مصر والمهجر، أصدروا تعليمات بشكل منفرد تمنع استخدام الإيشاربات في الكنيسة على أن تحضر كل سيدة الإيشارب الخاص بها، وكذلك المناديل المستخدمة في تغطية اليد، وأكواب المياه بالشكل الذى يقلل من انتشار العدوى بين المصلين خاصة في ظل وجود أعداد كبيرة بينما لم تعلق الكنائس على استخدام ملعقة واحدة لكافة المؤمنين تنتقل من فم إلى فم أثناء التناول من السر المقدس، وهو الأمر الذى أجاب عنه القس بولس حليم المتحدث الرسمي باسم الكنيسة بقوله "لا تغيير"
استخدام نفس الملعقة، أثار الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، فالبعض رأى إن دم المسيح أي الخمر الذى تحويه الملعقة أحد أقدس أسرار الكنيسة ومن ثم لا يمكن التشكيك في إمكانية نقله للعدوى بينما رأى البعض الآخر إن العدوى ستنتقل عبر تلك الملاعق دون تشكيك في قدسية الأمر ولكن الاستناد إلى الآراء الطبية والإجراءات الوقائية يعني بوضوح أن تلك الملاعق من مسببات العدوى، الكنيسة من ناحيتها التزمت الصمت تجاه الجدل المثار.
في المهجر، التزمت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بمدينة ميلانو بوقف وتعليق الصلوات بالكنائس القبطية لأجل غير مسمى بسبب انتشار فيروس كورونا بناءا على قرار صادر من الحكومة الايطالية يغلق دور العبادة المسيحية والاسلامية لحصار فيروس كورونا في ميلانو الذى أدى لوفاة 14 شخصا حتى الآن ، وأبلغت الكنيسة أبنائها بوقف الصلوات بناءا على قرار الحكومة الايطالية لحين حصار الفيروس ، وعدم الذهاب للكنائس خلال هذه الفترة التي يتزايد فيها الفيروس .
ورفعت الكنيسة الصلوات إلى الله لأجل ان يرفع الوباء عن العالم ، ويشفى المرضى وطالبت الجميع استغلال فترة الصوم لأجل رفع الصلاة خلال هذه الفترة حتى ينقذ الله العالم من هذا الفيروس الذي لم يتم اكتشاف علاج له ، وتحاول الكنيسة الحصول على تصريح لأجل الصلاة يوم الأحد ولكن قرار الحكومة أصبح ملزما لكل دور العبادة
في سياق متصل، قال شمامسة بكاتدرائية الكويت التابعة للكنيسة القبطية، إن قرارات الحكومة للحد من انتشار المرض ألزمت الكنيسة بالاقتصار على صلوات القداس فقط مع تعليق باقي الأنشطة لاسيما مدارس الأحد التي يجتمع فيها عدد كبير من الأطفال مما يسهل انتشار العدوى.
الجدير بالذكر إن فيروسات كورونا هي فصيلة كبيرة من الفيروسات التي قد تسبب المرض للحيوان والإنسان.
ومن المعروف أن عدداً من فيروسات كورونا تسبب لدى البشر حالات عدوى الجهاز التنفسي التي تتراوح حدتها من نزلات البرد الشائعة إلى الأمراض الأشد وخامة مثل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (السارس). ويسبب فيروس كورونا المُكتشف مؤخراً مرض فيروس كورونا كوفيد-19.
وتتمثل الأعراض الأكثر شيوعاً لمرض كوفيد-19 في الحمى والإرهاق والسعال الجاف. وقد يعاني بعض المرضى من الآلام والأوجاع، أو احتقان الأنف، أو الرشح، أو ألم الحلق، أو الإسهال.
وعادة ما تكون هذه الأعراض خفيفة وتبدأ تدريجياً، ويصاب بعض الناس بالعدوى دون أن تظهر عليهم أي أعراض ودون أن يشعروا بالمرض. ويتعافى معظم الأشخاص (نحو 80%) من المرض دون الحاجة إلى علاج خاص.
وتشتد حدة المرض لدى شخص واحد تقريباً من كل 6 أشخاص يصابون بعدوى كوفيد-19 حيث يعانون من صعوبة التنفس. وتزداد احتمالات إصابة المسنين والأشخاص المصابين بمشكلات طبية أساسية مثل ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب أو داء السكري، بأمراض وخيمة. وقد توفى نحو 2% من الأشخاص الذين أُصيبوا بالمرض. وينبغي للأشخاص الذين يعانون من الحمى والسعال وصعوبة التنفس التماس الرعاية الطبية.
ويمكن أن يصاب الأشخاص بعدوى مرض كوفيد-19 عن طريق الأشخاص الآخرين المصابين بالفيروس. ويمكن للمرض أن ينتقل من شخص إلى شخص عن طريق القُطيرات الصغيرة التي تتناثر من الأنف أو الفم عندما يسعل الشخص المصاب بمرض كوفيد-19 أو يعطس. وتتساقط هذه القُطيرات على الأشياء والأسطح المحيطة بالشخص. ويمكن حينها أن يصاب الأشخاص الآخرون بمرض كوفيد-19 عند ملامستهم لهذه الأشياء أو الأسطح ثم لمس عينيهم أو أنفهم أو فمهم. كما يمكن أن يصاب الأشخاص بمرض كوفيد-19 إذا تنفسوا القُطيرات التي تخرج من الشخص المصاب بالمرض مع سعاله أو زفيره. ولذا فمن الأهمية بمكان الابتعاد عن الشخص المريض بمسافة تزيد على متر واحد (3 أقدام).