لن أتحدث عن فيروس الإنفلونزا المتطور المسمي بكورونا من الناحية الطبية بصفتي لست متخصصة ، فهناك الكثير من التفسيرات والتوصيفات و التحذيرات و طرق الوقاية التي أوصي بها الأطباء المتخصصون، ولكنني سأتحدث عن تلك الحالة من الهلع التي صاحبت ظهور هذا الفيروس الضعيف التي أصابت سكان الأرض جميعا بالذعر و كان لها أكبر الأثر علي الحالة الإقتصادية بدول كثيرة ممن تفشي بها المرض بسرعة غريبة تستلزم التأمل و طرح التساؤلات و علي رأسها الصين التي تمثل القوة الإقتصادية الصاعدة بسرعة الصاروخ تليها إيران.
السؤال هنا..
هل يعد كورونا وباء القرن بعامه العشرين كما حدث علي مدار أربعة قرون مضت ، أم أنها صدفة بالتوقيت و فعل مدبر؟
فكما ذكر التاريخ ، أن البشرية قد تعرضت إلى أمراض و أوبئة كثيرة حصدت من الضحايا مايفوق الحربين العالميتين وحروب أخرى، من خلال مخلوقات مجهرية ميكروسكوبية، مثل الطاعون والكوليرا والانفلونزا بأنواعها المختلفة وصولا إلى فيروس الكورونا، في عام 1720 ضرب مدينة مرسيليا الفرنسية، الطاعون العظيم وقتل فى أيام 100 ألف شخص، وبعده بمائة عام وتحديدا فى عام 1820، كانت الكوليرا تحصد أرواح البشر فى اندونيسيا وتايلاند والفلبين، و قد حصد هذا الوباء أكثر من 100 ألف إنسان ، وفى عام 1920٠ في أعقاب الحرب العالمية الأولي وبعد ١٠٠ سنة أخرى، تعرض العالم للنمط الشرير من الأنفلونزا، وهى الانفلونزا الاسبانية التى كانت كارثة بشرية، وتجاوز ضحاياها أكثر من ١٠٠ مليون إنسان وسط عجز عن إيقافها..
ولكن: ما أكده الأطباء و الباحثين أن فيروس كورونا المستحدث ، ما هو إلا نوع من آلاف أنواع فيروسات الإنفلونزا ، تلك التي تقتل سنوياً مئات الأضعاف من البشر مقارنة بمن قتلتهم الكورونا.
ما يحدث من جدل واسع بمصر تحديداً حول وجود حالات كثيرة لا تعلن عنها الصحة ، و تداول أخبار كاذبة و ترويج إشاعات من شأنها بث الرعب و إثارة الناس و تشتيت الإستقرار وصولاً إلي ضرب الإقتصاد ، و هذا غاية مراد مجموعة بعينها تعرف نفسها و تعمل جاهدة علي استغلال أي أزمة لتضخيمها و تأجيجها و توجيهها لخدمة أهداف بعينها .
و من الآثار السلبية لتلك الشائعات و التي لمستها بالفعل ، عندما سألني أحد الإعلاميين بدولة عربية شقيقة عن عدد حالات الإصابة بكورونا في مصر ،
و كان ردي أن الصحة المصرية قد أعلنت عن ثلاث حالات فقط إلي الآن ،
فكان رده : كم عدد الحالات التي لم تعلن عنها الصحة ؟ ..فأكدت له أنه لا توجد حالات تم اكتشافها دون الإعلان عنها ،و لا يمكن أن يحدث ذلك فمنظمة الصحة العالمية شريك بالرقابة علي كل دول العالم ، و لِم تخفي وزارة الصحة عدد الإصابات لوباء قد تفشي بدول أخري كثيرة أكثر تقدماً و أكبر إمكانات و مع ذلك لم تستطع وقف انتشار العدوي ؟، و أنه ربما تكون هناك إصابات لم يتم اكتشافها بعد ، إذ أنه كما نعرف لا تظهر أعراض المرض علي الفور بل ربما يحمله المريض لثلاث أسابيع دون علم .
وهل يعيب الحكومة و الصحة المصرية في شئ أو يتم إتهامها بالإهمال حال ظهور حالات مصابة بالفيروس ؟، و بالفعل في اليوم التالي لهذا الحوار أعلنت وزارة الصحة المصرية عن اكتشاف ١٢ حالة علي متن باخرة نيلية قادمة من أسوان إلي الأقصر ، نتيجة اختلاطهم بسائحة تايوانية من أصل أمريكي فور عودتها لبلادها وردت معلومات من منظمة الصحة العالمية عن إصابتها بكورونا .
فقد قامت وزارة الصحة في الفترة الماضية بمجهودات كبيرة مشكورة في السيطرة المحكمة علي تسلل و انتشار هذا الفيروس بمصر ، و قدمت نموذجاً للحجر الصحي يحتذي به في كل دول العالم بشهادة الجميع .
نهاية :
أدعوكم أعزائي لعدم الإندفاع خلف هذه الشائعات التي من شأنها إصابة الناس بالهلع و ضرب الإستقرار و إصابة الإقتصاد بفيروس الركود القاتل .
فما علينا إلا توخي الحذر و اتباع التعليمات و الإرشادات التي إن التزمنا بها جميعاً و علي رأسها النظافة و تجنب الأماكن المزدحمة دون كمامات واقية و سرعة التوجه لأقرب مستشفي حال ظهور أي أعراض للأنفلونزا للتأكد من أنها ليست كورونا و تلقي العلاج اللازم ، و الحفاظ علي تقوية مناعة الجسم بتناول الأطعمة الغنية بفيتامين سي.
حفظنا الله جميعاً و حفظ بلادنا من شرور الأمراض و الأوبئة و الحقدة و المغرضين .