تعدد العثور على أعمال السحر بمقابر محافظة كفر الشيخ، حيث لم تخل مقابر من تلك الأعمال إلا نادراَ خلال الفترة المقبلة، وفى قرية أبشان التابعة لمركز بيلا، نظم عدد من شباب القرية ندوة للحث بالقيام بحملة تنظيف وتطهير المقابر من أعمال السحر، فدعى لتلك الحملة جلال خليل، مطلق المبادرة، والشيخ محمد سمير، إمام وخطيب، ومحمد فتحى معلم لغة إنجليزية، وانضم لها عدد من شباب وأهالى القرية كما شارك عدد من الأطفال بها.
واستمر تنظيف تلك المقابر بشكل أسبوعى كل يوم جمعة لمدة 20 جمعة، وفى كل جمعة كان يعثر أعضاء الحملة على قطع من أعمال السحر، عبارة عن أوراق مكتوب عليها طلاسم، وعظام حيوانات، وبعض الأقمشة والملابس الداخلية، ويقوم الشباب بفك تلك الأوراق وحرق ما يتم العثور عليها، بالإضافة إلى تنظيف المقابر.
كما عثر فريق حملة "بصمة خير أبناء بيلا" على أعمال سحر وشعوذة، مدفونة فى مقابر قرية البنابوة، التابعة لمركز بيلا، وفى بعض شوارع المقابر، وبين الأشجار وذلك فى إطار مبادرة "تطهير قبورنا 23".
ووجد الشباب طلاسم، وأعمال سحر، وأحجبة على ملابس داخلية حريمى، وأعمالًا على طرح، وأعمالًا على عظام حيوانات، بالإضافة إلى أكفان، وأوراق مكتوب فيها أسماء وصور لبعض الأهالى الغرض منها الطلاق والتفرقة بين الأهالى والمرض والكسل والجنون، وتم على الفور إبطال هذه الأسحار عن طريق قراءة الرقية الشرعية.
وتمكن أعضاء الحملة من رفع القمامة والمخلفات الصلبة والمتراكمة من جميع شوارع مقابر قرية البنابوة، التابعة لمركز بيلا، فضلًا عن تقليم الأشجار، وإزالة كافة المعوقات التى تعوق مرور الجنازات، بمشاركة شباب القرية، وبالجهود الذاتية.
كما عثر شباب بقرية أبوبدوى التابعة لمركز بيلا، على أعمال وأسحار سفلية وأحجبة، خلال تنفيذهم حملة تنظيف لمقابر الشيخ محمود الكائنة بعزبة مختار، كما عثر أهالى المعلمة وفاء السيد عطية بقرية محلة أبو على التابعة لمركز دسوق على أعمال يحر أمام المقبرة، فى اليوم الثانى لدفنها.
وقال جلال خليل، صاحب مبادرة تنظيف المقابر من أعمال السحر، إنه لاحظ على مواقع التواصل الاجتماعى العثور على أعمال سحر بعدد من المقابر فى محافظات مصرية متعددة، فأطلق تلك الحملة بقريته، وانطلقت فى قرى أخرى حملات مشابهة فى عدد من مراكز المحافظة .
وأضاف خليل، لـ"اليوم السابع"، أنه طرح الفكرة على بعض شباب القرية واستجاب البعض، فى حين وجد معارضه من أخرين أو كلمات التهكم، وتم عقد ندوة للتوعية بضرورة تنظيف المقابر، حاضر فيها الشيخ محمد سمير إمام مسجد، ومحمد فتحى معلم لغة انجليزية، وانضم لنا عدد من شباب القرية، وعقب العثور على أعمال السحر المدفونة وتصويرها، وجدنا أراق مكتوب عليها طلاسم وكلمات غير مفهومه ومن الصعب قراءتها، فقمنا بحرق كل ما نعثر عليه، وعندما شاهد أهال القرية صور تلك الأعمال رحب عدد من شباب القرية الانضمام لنا، وتكرر استخراج تلك الأعمال طوال 20 جمعة، فكنا نبدأ عقب صلاة العصر حتى أذان المغرب.
وقال جلال، كنا نبحث فى المقابر التى لم يدفن بها أحد، والغريب أننا نعثر على أعمال سحر داخل المقبرة أو خارجها أو جانبى طرق المقابر، أما المقبرة التى يوجد بها أموات لا نستطيع فتحها، لعدم انتهاك حرمة المبيت، ولكننا نبحث حول المقبرة، وأحيانا نجد أعمال السحر، وأحيانا نجد وسط أشجار الصبار الكثيف بالمقابر تلك الأعمال، وفى أحد المرات عثرنا فى مقبره واحد ربع شيكارة أعمال فكان موقف غريباً بالنسبة لنا، وآخر ما تم العثور عليه دجاجة ميتة مدفونة أمام مقبرة، ويوجد عليها أعمال سحر وشعوذة.
وأكد الشيخ محمد سمير إمام مسجد، أن السحر معترف به وذكر فى القرآن الكريم، ولا يضر أحدا إلا بإذن الله، فكان عينا أن نتوجه للمقابر للتأكد من وجود أعمال سحر أم لا من باب الاطلاع والوقوف على حقيقة الأمر، وبالفعل عثرنا على عدد كبير من أعمال السحر ما بين الأوراق المدفونة وملفوفة على شكل حجاب، وعظام حيوانات، وقطع من الأقمشة الصغيرة المدفونة، داخل المقابل الجديدة التى لم يتم دفن بها أحد من الموتى.
وأضاف محمد فتحى، معلم لعة إنجليزية، أحد أعضاء الحملة، قمنا بالحملة مراعاة لظروف بعض الأهالى المضارين من تلك أعمال السحر والشعوذة، واعتبرناها كصدقة جارية، يجب أن يشارك فيها الشباب وأهالى القرى، مطالباً كل شباب قرى المحافظة بتبنى حملات مشابهة، للتأكد من خلو المقابر من اعمال السحر والشعوذة.
وأكد الشيخ البيلى أبو مسلم، صاحب مبادرة "تطهير قبورنا" استمرار أعمال المبادرة حتى تصل إلى جميع قرى مركز بيلا، ومحافظة كفر الشيخ، لتطهير المقابر من أعمال السحر والشعوذة المدفونة، حتى يتم تفريج كرب، وهم وغم الكثير من المسلمين والمسلمات، ممن تحوّلت حياتهم وحياة ذويهم إلى جحيم، بسبب أعمال السحر والشعوذة.
وقال محمد شعبان، أحد شباب قرية أبو بدوي، واصلنا حملة تنظيف المقابر الخاصة بقرية أبو بدوي، وعثرنا على كيس بلاستيك مدفون بجوار مقبرة، ويحتوى على 103 لفافات لأعمال الخاصة بالسحر.
وأضاف أنه بعد استخراج الكيس المدفون، وبفحصه تبين وجود شعر فتيات مختلف ومربوطا فى بعضه بعُقد، وبه ورقة تالفة تحتوى على طلاسم باللون الأحمر، مؤكداً أن أحد المعالجين من هذه الأسحار، من أعضاء فريق الحملة، رجح أن الغرض من الأعمال التى جرى العثور عليها أذى بعض الفتيات وزيادة تعقيد الأمور معهن فى مسائل الارتباط والزواج، للانتقام من فتيات بعينها، كما رجح أن هذه الأعمال مدفونة منذ مدة لا تقل عن عامين، وتم إبطالها والحمد لله.
وقال الشيخ سعد الفقي، وكيل وزارة الأوقاف بكفر الشيخ، أن لجوء الناس إلى أعمال السحر هو قلة دين وضعف فى الإيمان وإن جمهور الفقهاء أكدوا أن تعلم السحر وتعليمه وممارسته حرام شرعا وأن العلماء حرموا الذهاب إلى السحرة وتصديقهم لما رواه الإمام مسلم فى صحيحه أن النبى صل الله عليه وسلم قال "من أتى عرافًا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يومًا"، وعن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى صل الله عليه وسلم قال "من أتى كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة