العالم كله مشغول بفيروس كورونا الذي بدأ فى الصين ثم راح يغزو بلدان كثيرة فى آسيا وأوروبا وأمريكا وغيرها من دول العالم، ورغم أن "كورونا" لم يتحول بعد إلى وباء لكن الفزع الذى أصاب الناس منه كبير، والتاريخ كان دائما ممتلئ بمثل هذه الأوبئة، ومن ذلك ما حدث فى مصر فى القرن العشرين، وهو ما رصده كتاب "الأوبئة والأمراض فى المجتمع المصري فى النصف الأول من القرن العشرين 1902-1947"، للكاتبة نسمة سيف الإسلام سعد، والصادر عن الهيئة العامة للكتاب.
يقول الكتاب فى مقدمته "تعد المشكلات الصحية بصفة عامة من أخطر المشاكل التي تواجه أي مجتمع من المجتمعات، نظرا لتأثيرها على كافة نواحي الحياة فيه والمجتمع المصري فى النصف الأول من القرن العشرين يعتبر أوضح نموذج على مدى تأثير مشكلة الأوبئة والأمراض على كافة نواحي الحياة فيه في ظل سوء الأوضاع الاقتصادية الغالبية العظمى منه وانتشار الأمية، مما أدى إلى اكتمال ما عرف باسم "ثالوث الفقر والجهل والمرض".
لذا كانت دراسة مشكلة انتشار الأوبئة والأمراض لها أهمية كبرى لمعرفة مدى خطورتها وكيفية مواجهة السلطات الحكومية لها، ورد الفعل الشعبي عند حدوثها، وقد اعتمدت الباحثة في الدراسة على العديد من المصادر والتقارير والدوريات والإحصائيات السنوية، بالإضافة إلى المراجع العربية الأجنبية والأجنبية المعربة والرسائل الجامعية وقد اجتهدت الباحثة في دراستها متبعة في ذلك المنهج العلمي والتحليل الإحصائي، بالإضافة إلي التحليل التاريخي، والرؤية الموضوعية الجادة؛ لإخراج دراستها على هذا النحو، والتي تعد إضافة لحفل الدراسات التاريخية المتعلقة بالتاريخ الاقتصادي والاجتماعي.
والكتاب عبارة عن تمهيد وخمسة فصول وخاتمة، ويتناول التمهيد أهم الأوبئة والأمراض فى القرن التاسع عشر، وكيفية مواجهة الدولة لها، أما الفصل الأول تناولت فيه الباحثة العوامل التي أدت إلى اتساع انتشار الأوبئة والأمراض، وأثر البيئة المصرية فى توطن بعض الأمراض، والعوامل الاقتصادية ودورها فى ضعف أجور الطبقات الفقيرة من المصريين، الأمر الذى أدى إلى انتشار سوء التغذية وعدم قدرة المصريين على مقاومة الأوبئة عند حدوثها.
أما الفصل الثاني وهو بعنوان "الأوبئة والأمراض" يتناول نوعيتها وأبعاد انتشارها، كما يتناول الفصل الثالث الإدارة والمشكلات الصحية، أما الفصل الرابع وهو بعنوان "موقف الصحافة والبرلمان من المشكلات الصحية" وهو يستعرض كيفية معالجة الصحافة سواء المتخصصة أو المستقلة أو الحزبية لمشكلة الأوبئة والأمراض، أما الفصل الخامس وهو بعنوان" المشاركة المجتمعية فى مكافحة الأوبئة والأمراض وتحسين الصحة العامة".