تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم الأحد، العديد من القضايا الهامة أبرزها، رفض ميليشيا الحوثى، عرض المبعوث الأممى مارتن جريفيث، بشأن وقف القتال فى الجوف والعودة إلى طاولة المحادثات، والذى يؤكد مدى إجرام ميليشيا إيران ومدى الإفلاس الأخلاقى لدى الحوثيين، كما أن الذين يسكتون على جرائم الميليشيا هم شركاء فى كل الدماء التى سفكت فى اليمن.
عبدالله بن بجاد العتيبى
عبدالله بن بجاد العتيبى: كورونا بين نموذجين
قال الكاتب فى مقاله بصحيفة الشرق الأوسط، إن فى الصحة، كما فى السياسة، تقدم منطقة الشرق الأوسط نموذجين متناقضين في التعامل مع قضايا المنطقة المهمة؛ نموذج الاعتدال والعناية بالشعوب ومصالحها، وتمثله السعودية ودول الخليج، ونموذج التطرف الطائفي والإرهابى، ويمثله النظام الإيراني، وما التعامل مع كورونا إلا امتدادٌ طبيعي لهذا السياق السائد.
كانت السعودية من أكثر الدول حرصاً على حماية مواطنيها والمقيمين فيها وزوارها من شرور هذا الفيروس الخطير، وقامت بقراراتٍ شجاعة وتاريخية تظهر كيف يكون حرص الدول على شعوبها، فأمرت بإغلاق الحرمين ومنع العمرة بفتاوى شرعية، حماية للمسلمين المعتمرين، ومنعت الزيارات السياحية من الدول التي ينتشر فيها الفيروس، وأظهرت غاية العناية بمواطنيها المنتسبين للمذهب الشيعي الكريم، الذين زاروا إيران سراً، وقررت العفو عنهم جميعاً، بمجرد اتصالهم بالجهات المعنية، وتلقي العلاج المناسب، أو الدخول في الحجر الصحي، حماية لهم ولعائلاتهم وذويهم، مع التشديد على العقوبات على كل مَن يسافر لإيران، بسبب الخلافات السياسية العميقة مع النظام الإيراني.
أما الإمارات، فقامت بقرارٍ تاريخي بإغلاق المدارس، وتقديم عطلة الربيع، وأكدت على عدم العودة قبل أقل من شهرٍ، وهي لم تكتفِ بمعالجة مواطنيها ومقيميها والقادمين إليها، بل جلبت رعايا الدول الشقيقة والصديقة من الصين، بعدما تقطعت بهم السبل، وأعلنت عن تكفلها برعايتهم ومعالجتهم والاطمئنان على صحتهم، ومن ثم نقلهم إلى بلدانهم بعد التأكد التام من سلامتهم.
في البحرين والكويت وعمان استقبال لكل المواطنين القادمين من إيران وغيرها من الدول، التي ينتشر فيها الفيروس، وتقديم أرقى الخدمات الصحية، وأفضل حجر صحي يضمن علاجهم ورعايتهم وحمايتهم، وحماية أقاربهم وأصدقائهم من أي انتشارٍ للفيروس.
بالمقابل، قدَّمت إيران نموذجاً خطيراً لا على الشعب الإيراني فحسب، بل على كل الدول المجاورة وعلى العالم بأسره، بتعاملها غير المسؤول مع فيروس يمثل وباء عالمياً، وأصبحت بالتالي واحدة من أخطر البؤر التي تحتضن وتنشر هذا الفيروس، وقد أجرم النظام الإيراني في الدول التي يسيطر عليها في العراق وسوريا ولبنان، بنشر هذا الوباء في تلك البلدان التي يزور بعض مواطنيها إيران.
ليلى بن هدنة
ليلى بن هدنة: السلام حلم مؤجّل
قالت الكاتبة في مقالها بصحيفة البيان الإماراتية، إن رفض ميليشيا الحوثى، عرض المبعوث الأممى مارتن جريفيث، بشأن وقف القتال فى الجوف والعودة إلى طاولة المحادثات، جاء ليؤكد مدى إجرام ميليشيا إيران ومدى الإفلاس الأخلاقى لدى الحوثيين، كما أن الذين يسكتون على جرائم الميليشيا هم شركاء فى كل الدماء التى سفكت فى اليمن.
أثبتت الأيام أن السلام الذى يتغنى به الحوثيون، تحت سمع وبصر العالم، سلام كاذب بهدف استهلاك الوقت لتدمير شعب بكامله، فهو ليس مبنياً على الصدق بل يقوم على التآمر والتربص بالآخر، وتحين الفرصة للانقضاض عليه وفق مبدأ الغاية تبرر الوسيلة، وذلك يعنى بالضرورة أن الميليشيا لن تسعى لإيجاد حل وتسوية سياسية تخرجها من هذه الحرب، رغم أنها بالفعل تريد الخروج من الحرب، لكنها لا تجرؤ على رفض توجيهات ورغبات إيران، فيما تماطل الأمم المتحدة فى التعاطى بجدية مع ملف مفاوضات السويد، سواء ملف الأسرى أو ملف إعادة الانتشار في الحديدة، والوقوف كمتفرج أمام العبث الحوثي بمخزون الغذاء الذي يعتبر إغاثات دولية للنازحين في اليمن.
خليل حسين
خليل حسين: إلى أين يسير لبنان؟
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الخليج الإماراتية، ليست سابقة أن يدخل لبنان في مجموعة من المتاهات التي لا تنتهي تداعياتها. فديونه الخارجية والداخلية تخطت قدرته الفعلية على دفع المتوجبات، في وقت يجري البحث عن كيفية الاستمرار في ظل الإعلان عن التعثر رسمياً، وسط تدهور الوضع الاجتماعي، والقرب من انفلات الأمور من عقالها، متزامنة مع اقتراب فرصة المئة يوم للحكومة التي لم تتمكن من إنجاز الحد الأدنى المطلوب.
العملة الوطنية تدهورت قيمتها إلى 75 في المئة خلال أشهر، وفقاً لسعر الصرف الرسمي، بطالة فعلية ومقنعة وصلت إلى أكثر من 60 في المئة، إغلاق مؤسسات إنتاجية، والفقر تعدّت نسبته الخمسين في المئة، فيما يرزح 25 في المئة تحت خط الفقر، باختصار وضع مزر، في وقت أعلنت الحكومة أنها غير قادرة على حماية اللبنانيين، وهو إعلان غير مسبوق في الحياة السياسية اللبنانية.