في إطار حرص وزارة السياحة والآثار على الحفاظ على المباني التراثية والتاريخية، أكد الدكتور جمال مصطفي رئيس قطاع الآثار الاسلامية والقبطية واليهودية أنه تم البدء في أولى الخطوات التنفيذية لترميم قصر السلطانة ملك زوجة السلطان حسين كامل، والذى يقع امام قصر البارون امبان بحى مصر الجديدة.
وأوضح د. جمال مصطفي أنه تم البدء في اعداد الدراسات الاستشارية والتحديات التي تواجه مشروع ترميم القصر وإعادة توظيفه وذلك لعرضها على اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية في جلستها القادمة كجزء من مشروع ترميم متكامل للقصر.
جدير بالذكر أن هذا المشروع يعد أحد الإضافات الجديدة لحى مصر الجديدة وضمان استدامة الحفاظ على آثار العصر الحديث.
وبني القصر المهندس البلجيكي إدوارد إمبان ليهديه للسلطان حسين كامل الذي رفض أخذه كهديه وأصر على شرائه لكنه توفى قبل أن يسدد ثمن القصر فآلت ملكيته إلى شركة مصر الجديدة للإسكان والتعمير، وتم الاتفاق على أن يؤجر القصر للسلطانه ملك الزوجة الثانية للسلطان حسين كامل حتى تحول إلى مدرسة فى ستينات القرن الماضى، ثم تم تسجيله كأثر ضمن الآثار الإسلامية والقبطية عام 2000.
والسلطانة ملك هى الزوجة الثانية للسلطان حسين كامل سلطان مصر وهى أول سلطانة لمصر فى العصر الحديث منذ السلطانة شجر الدر فى بداية الدولة المملوكية ، وإسمها بالكامل هو ملك جشم أفت و كان لها وقف بمركز المحلة الكبرى مساحته 1214 فدان صدر منها الأمر به فى 3 / 4 / 1916
وكان القصر سكنًا لملك وبناتها الأميرات الثلاث، منذ العام 1909 وحتى العام 1914، وبعد تنصيب حسين كامل واليًا على مصر في العام 1914 انتقلوا إلى سراي عابدين ليعودوا إليه مرة أخرى في العام 1917 عقب وفاة السلطان حسين، وظلت السلطانة ملك تسكنه برفقة ابنتها الأميرة سميحة حسين حتى توفيت السلطانة ملك في فبراير وصودر القصر، وانتقلت الأميرة سمية لقصرها الجديد في الزمالك والذي تحول بوفاتها إلى مكتبة عامة.
ويجمع قصر السلطانة «مَلَك» مزيجا من طُرُز العمارة الإسلامية والباروكية، وهو ما يظهر فى التكوين الخارجي لبُرجِه القصر المماثل لتكوين المئذَنة، وكذا فى القبة الباروكية التى تتوسط أعلى سقف بَهوِه الرئيسى، كما يتضح هذا المزج أيضًا في تصميمات غرفه الداخلية للقصر وممراته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة