عالم الأديان ممتلئ بالأسرار منها الحقيقى ومنها الخرافات التى نصدقها عن الديانات الأخرى ومن ذلك ما رصده كتاب "50 خرافة عن الأديان" لكل من "جون مورال وتمارا صن" والذى يطرح سؤال: هل يعبد الزرادشتيون النار؟
ودون معرفة خلفيات أعمق، قد يتولد لدى من يقرأ الصلوات الزرادشتية انطباع بأن من يتلونها يعبدون النار، وقد يصل إليهم الانطباع نفسه من مشاهدة الشعائر الزرادشتية التى تمثل النار جزءا مهما منها.
فى حقيقة الأمر، أسفر الزعم بأن الزرادشتيين يعبدون النارعن فترات من الاضطهاد على مدار التاريخ الزرادشتى.
ومصطلح زرادشتية ليس مألوفا كثيرا لمعظم الناس فى الغرب، لكن المسيحيين يألفون اسم كهنة الزرادشتية: المجوس.
ويقول إنجيل متى إن المجوس جاءوا من المشرق ليسجدوا ليسوع باعتباره "ملك اليهود" وقد أحضروا معهم هدايا ثمينة ذهبا ولبانا ومرا، ولا يأتى أى من الأناجيل الأخرى على ذكر هذه الواقعة.
كما أن طلاب الموسيقى والأدب يألفون سماع اسم زرادشت النبى ويستخدمه الفيلسوف الألمانى نيتشه فى عنوان رواية شهيرة "هكذا تكلم زرادشت" ويعتقد أن زرادشت عاش نحو عام 1100 قبل الميلاد.
والأقل شهرة هو أن الزرادشتية، كما يقال، هى أقدم ديانة توحيدية فى العالم، تعود أصولها الفارسية إلى القرن السادس قبل الميلاد على الأقل، وفى عالم كان العرف السائد فيه هو اعتقاد تعدد الآلهة، علم زرادشت أنه لا إله إلا الله، القدير، الذى يدعو الخليقة كلها لتفضيل الحق على الخاع والخير على الشر، والنور على الظلمة، وسيحاسب الإله الذى يعرف باسم أهورا مازدا جميع لبشر عند موتهم، وسوف يجازى أؤلئك الذين آثروا الاحتفاظ بأفكار طيبة، والتفوه بكلمات حسنة وفعل الخير.
وتسمى دور العبادة الزرادشتية معابد النار، وفيها تشعل نار مقدسة تظل متقدة ليلا ونهارا. وإبقاء النيران المطعمة بالحطب متقدة هو من مهمات كهنة المعبد، ترمز النار إلى التطهير ومن ثم إلى البر والعدالة وأخيرا إلى الألوهية.