مشروع قديم جديد يعود إلى الواجهة من جديد يهدف إلي رسم الآثار القديمة المنحوتة والتي اكتُشفت على مر القرون بالألوان لغرض أن يعود للآثار رونقًها وكأنها حديثة وليست من آلاف السنين، ومن المعروف أن الفنانين في الثقافات الكلاسيكية مثل مصر، وبلاد اليونان، وروما، رسموا باستخدام مجموعة متنوعة من الألوان، إلا أن البعض يرى أن بقاء الآثارعلى وضعها يعطى لها شغف أكبر يجسد خروجها من عمق التاريخ.
نموذج من تلوين الاثار القديمة
وفتحت شبكة CNN Arabic هذا الملف لمحاولة طرح مشروع في البلاد صاحبة الحضارة القديمة مثل مصر، وبلاد اليونان، وروما، يُعيد الآثار إلى عظمتها السابقة وفق رأيها، وتحدثت عن أن أسطورة الرخام الأبيض بدأت في عصر النهضة، أي عندما بدأنا في اكتشاف التماثيل القديمة، وكانت غالبية تلك التماثيل قد فقدت ألوانها الأصلية بالفعل بعد قرون من كونها تحت رحمة العناصر الطبيعية.
صورة لتمثال اسد يوناني من حوالى 550 عاما قبل الميلاد
وقلّد الفنانون المعاصرون مظهر تلك التماثيل، وتركوا منحوتاتهم بلا ألوان، واستمرت هذه الصيحة حتّى القرن الثامن عشر، إذ سلطت أعمال التنقيب الضوء على المزيد من الأعمال الفنية.
منحوتة Chios kore من أثينا.
وفي هذا التوقيت، ظهر يوهان يواكيم، الذي يعتبره الكثيرون أب تاريخ الفن، ليؤلف كتاباً يتمحور حول الفن القديم، ما شكّل نظرتنا الحديثة عنه، ورغم أنه كان على دراية بالأدلة التاريخية التي تشير إلى كون التماثيل ملونة في الماضي، إلا أنه ساهم في تقديس لونها الأبيض.
وفي كتابه، قال يواكيم: "كلما كان الجسم أكثر بياضاً، كلما كان أجمل أيضاً. واللون يساهم في الجمال، ولكنه ليس جمالاً. ويجب أن يتمتع اللون بدور ثانوي لدى النظر إلى الجمال"، وأكّد يواكيم أيضاً أن البنية هي التي تشكل جوهر الجمال، وليس اللون.
العثور على تماثيل محاربي Riace قبالة الساحل الجنوبي لإيطاليا في عام 1972. صُنعت نسخ لتلك المنحوتات باستخدام مواد مختلفة مثل البرونز، والنحاس، والفضة.
وعلى مدار أكثر من عقد من الزمن، قدم معرض "Gods in Color" (الآلهة بالألوان)، وهو معرض متنقل تم جمع نتائجه الرئيسية في كتاب، فرصة لرؤية هذه التماثيل كما رآها القدماء، وذلك عبر عرض نُسَخ دقيقة كاملة الألوان.
احتفظت هذه المنحوتة الرخامية من القرن الثاني قبل الميلاد ببعض آثار ألوانها الأصلية، وكانت بعضها ظاهرة للعين المجردة.
وفي تصريحات هاتفية لـCNN، قالت رينيه دريفوس، أمينة "Gods in Color" (الآلهة بالألوان)، : "يُقدم هذا المعرض رسالة تقول إنه تم دهن المنحوتات في الكثير من الأحيان بألوان مبهرة وصارخة، وذلك عبر إعادة بناء ما بدت عليه استناداً إلى الألوان والأصباغ التي كانت متاحة في ذلك الوقت".
كما كونت أبحاث فنزينز برينكمان، وهو أستاذ بجامعة "غوته" في ألمانيا، جزءاً من معرض "Gods in Color" الأصلي في متحف "Glyptothek" في ميونخ عام 2003، ومن أجل صناعة النُسَخ الملونة، بدأ برينكمان عبر النظر إلى سطح المنحوتات بالعين المجردة قبل توظيف العديد من الوسائل البصرية المُساعدة، مثل مصابيح الأشعة فوق البنفسجية.
وقالت دريفوس أمينة معرض الآلهة بالألوان، "يمكن أن يُظهر ذلك مجموعة متنوعة من الدهانات المختلفة الموجودة، أو التي اختفت، ولكنها تركت ورائها شبح طلاء، ويُمكّن "شبح الطلاء" الباحثين في استنتاج أنماط الطلاء الموجودة على التمثال".
وفي المعرض، وُضعت العديد من النُسَخ بجانب القطع الأصلية، ما أدى إلى ظهور تناقض كبير بين اللون الأبيض والألوان الزاهية، وأكّدت ديفوس: "ليس لدى معظم الأشخاص أي فكرة عن كون النُسَخ الأصلية ملونة، وشعروا بالدهشة من النُسَخ".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة