أجريت دراسة أجنبية حديثة مكونة من فريق دولي متعدد التخصصات من الباحثين، تفيد بأن الناس في شبه الجزيرة العربية تكيفوا مع التغيرات المناخية الشديدة على مدى 12000 سنة الماضية، ويقول عالم الآثار، مايكل بتراجليا، من معهد ماكس بلانك لعلم التاريخ البشري في ألمانيا، لقد أذهلتنا الدرجة الكبيرة من التباين في كيفية ظهور الأحداث المناخية عبر شبه الجزيرة وكيف استجابت الشعوب الإقليمية بشكل مختلف.
وأوضح مايكل بتراجليا، أن الدراسة اجريت من خلال هيكل المناظر الطبيعية وبقايا أعمال البناء القديمة، بالإضافة إلى تاريخ الكربون المشع في الاكتشافات الأثرية، مضيفًا أن معرفة تأرخ الكربون المشع أيضًا دليلاً على تغييرات نمط الحياة، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع natureasia.
تشير الدراسة إلى أن السكان الداخليين فى منطقة شبه الجزيرة العربية القديمة، انتقلوا إلى الساحل حيث كانت الموارد أكثر وفرة.
وأضاف مايكل بتراجليا، أن شمال شبه الجزيرة العربية أحدثت حركة تنقل كبيرة، تضمنت إستراتيجيات البقاء لبناء جدران حول الواحات وحفر الآبار وتعديل المناظر الطبيعية لالتقاط المياه بشكل أكثر فعالية، ويبدو أن أكبر أحواض المياه الداخلية أصبحت محاورًا اتجهت إليها المجموعات السكانية واعتمدت عليها، ما أدى إلى تعزيز إعادة تنظيم الهياكل الاجتماعية عندما اجتمعت مجموعات مختلفة.
وتابع مايكل بتراجليا، ارتبطت الاستجابة للتغيرات المناخية أيضًا بالتغيرات في الاقتصاد والثقافة، يبدو أن السكان الذين ينتقلون إلى الساحل قد أنشأوا شبكات تجارية بحرية أنشأت روابط جديدة بين مجموعات مختلفة مثل الباحثين عن الرحل والمجتمعات الزراعية الأكثر استقرارًا.
غالبًا ما لم يعد تنقل مجموعات سكانية بأكملها كان ممكنًا في العصور القديمة، ويقترح الباحثون أن السكان في الشرق الأوسط والعالم قد يحتاجون للتعلم من الماضي لتعديل بيئتهم وهياكلهم الاجتماعية للتعامل مع تقدم تغير المناخ.
وأكد مايكل بتراجليا، كان على الناس تغيير أنماط حياتهم واقتصاداتهم وإلا من المحتمل أن يموتوا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة