أضرار هائلة وأزمات كبرى ترتبت على تفشى وباء كورونا العالمى، فإلى جانب وفاة عشرات الآلاف وإصابة ما يقرب من 1.5 مليون شخص، حلت كوارث اقتصادية ببعض دول وانهارت بعض الصناعات وتوقفت الحياة بشكل لا أن تبدو أنها ستعود معه إلى طبيعتها قريبا.
لكن يبقى خطر الفقر والجوع واحد من أشد الأخطار المترتبة على هذه الجائحة التى اجتاحت العالم، حيث قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن تفشى وباء كورونا يمكن أن يضاعف عدد من يعانون من الجوع فى العالم. وأوضحت الصحيفة أن بعض شركات الغذاء الكبرى فى العالم قد حذرت من أن إمدادات الطعام حول العالم ستواجه تعطيلا هائلا بسبب كورونا، وما لم تتحرك الحكومات، فإن عدد من يعانون من الجوع المزمن يمكن أن يتضاعف.
وكتبت شركات غذائية ومنظمات المزارعين ومؤسسة الأمم المتحدة وأكاديميين وجماعات المجتمع المدنى إلى قادة العالم، يدعونهم للحفاظ على الحدود مفتوحة أمام التجارة من أجل مساعدة الفئات الأكثر ضعفا فى العالم، والاستثمار فى الإنتاج الغذائى المستدام بيئيا.
وحثت الشركات الحكومات على اتخاذ إجراءات منسقة عاجلة لمنع وباء كورونا من التحول إلى أزمة غذائية وإنسانية عالمية. ويقولون إن الحفاظ على التجارة المفتوحة سيكون أساسيا، وكذلك الاستثمار فى سلاسل الإمداد الغذائى وحماية المزارعين فى العالمين المتقدم والنامى.
وتقول الجارديان إن مجموعة العشرين تتعرض لضغوط متزايدة للعمل، حيث كتب مجموعة من خبراء الاقتصاد الفائزين بخبراء الاقتصاد إلى المجموعة يقولون إن تريليونات الدولارات ستكون مطلوبة لمساعدة العالم النامى فى التعامل مع وباء كوفيد19. وهذا الأسبوع، دعا أكثر من 100 من قادة العالم السابقين بينهم، تونى بلير وجوردن براون ونيكولا ساركوزى، للعمل بشكل عاجل وإلا تخاطر بعودة تفشى المرض.
لكن لم يتم حتى الآن التوصل إلى عمق منسق. حيث تشعر منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة بقلق متزايد من أنه برغم أن الحصاد جيد، ويتم إنتاج غذاء كاف لإطعام العالم، إلا أن القيود على التصدير أو التعريفات التى تفرضها بعض الحكومات يمكن أن تسبب نقصا.
من ناحية أخرى، حذرت منظمة "أوكسفام"، من أن نصف مليار شخص إضافى فى العالم قد يصبحون تحت خط الفقر من جراء تداعيات وباء كوفيد19 إذا لم يتم الإسراع فى تفعيل خطط لدعم الدول الأكثر فقراً.
وفي تقرير بعنوان "ثمن الكرامة"، أشارت المنظمة الدولية غير الحكوميةـ، إلى أن ما بين 6 و8 % من سكان العالم قد يلحقون بركب أولئك الذين يعيشون حالياً تحت خط الفقر، بعدما أوقفت الحكومات دورات اقتصادية بأكملها من أجل احتواء تفشى الفيروس، وحذر التقرير من أن "هذا الأمر يمكن أن يعيد مكافحة الفقر على مستوى العالم عشر سنوات إلى الوراء، لا بل ثلاثين سنة في مناطق معينة مثل إفريقيا جنوب الصحراء، الشرق الأوسط وشمال إفريقيا".
ووفقا للتقرير، فإن أكثر من نصف سكان العالم البالغ عددهم 7,8 مليار نسمة مهددون بأن يصبحوا تحت خط الفقر عند انتهاء هذه الجائحة.
وأشار بحث أجرته كل من الجامعة الوطنية الاسترالية وكلين كينزج كوليدج لندن إلى أن تراجع الدخل بنسبة 20% بسبب الركود الاقتصادى الناجم عن وباء كورونا قد يدفع نخو 548 مليون شخص لأقل من 5.50 دولار يوميا، وهو أحد تعريفات البنك الدولى للفقر.
ومن المقرر أن تدعم اجتماعات مجموعة العشرين وصندوق النقد والبنك الدوليين خططا لتقديم إغاثة من الديون للدول الأكثر فقرا، وما إذا كانت ستزيد التمويل المتاح لصندوق النقد من خلال إنشاء شكل من العمل الدولية التى يمكن استخدامها لمساعدة الدول التى تعانى. وتقول الأمم المتحدة إن هناك حاجة غلى 2.5 تريليون دولار لدعم الدول النامية خلال الأزمة، مشيرة غلى أن نصف الوظائف فى أفريقيا قد فقدت بسبب كورونا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة