تضامن عدد من نواب البرلمان مع حملة "كورونا مش جريمة" التى أطلقها صوت الأمة، مؤكدين أن الإصابة بهذا الفيروس ليس جريمة أو وصمة عار بل هو مرض تعانى منه أناس فى كل دول العالم مستنكرين اعتبار البعض أن من تسلل إليهم المرض موصومين اجتماعياً، مما يدفع البعض إلى إخفاء مرضه، أو إصراره على عدم التوجه لأماكن العزل، خشية أن يفضح أمره وكأنه مرتكب جريمة.
ولفت نواب البرلمان إلى أن الإشكالية لم تقف عند هذا الحد وفقط بل وصلت إلى حد التنمر ضد الجهاز الطبى أيضا والذى يمثل خط الدفاع الأول فى مجابهة فيروس كورونا المستجد وهو ما ظهر جليا فى اعتراض أهالى محافظة الدقهلية لدفن طبيبة متوفية بكورونا وأيضا السلوك من بعض أصحاب المحال باستنفار وتخوف من وجود الأطباء فى محل عملهم ، وهو وضع غير مقبول استمراره لأنه من الممكن أن يضعف من عزيمة وقوة رجال الجيش الأبيض .
وأكد النائب الدكتور أيمن أبو العلا، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار، أن هناك إشكالية بدأت تظهر فى تعامل البعض بالتنمر مع مصابى فيروس كورونا والحقيقة أنها أصبحت ليس مع المصابين فقط بل مع المرضى بوجه عام والجهاز الطبى بأكمله وضد المتوفين نتيجة الفيروس أيضا، مشيرا إلى أن الإصابة بهذا الفيروس ليست وصمة عار بل اتباع هذا النهج هو وصمة عار فى جبين أبناء الشعب الذين يتبعون هذه الممارسات.
ولفت رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار، إلى أنه لا يوجد أخلاق ولا شرع ولا دين يوافق على هذا السلوك الخاطىء، خاصة وأن كورونا هو وباء معرض له كل مواطن سواء بالإصابة أو الموت، قائلا "أرجو أن تعود القلة لرشدها .. والالتزم بالإجراءات الاحترازية والوقائية والتزام المنازل قد الإمكان هو الحل الأمثل للحد من هذا الفيروس القاتل ".
وعن رفض أهالى لدفن طبيبة بمحافظة الدقهلية، قال "أبو العلا" أن هذه الممارسة غير مقبولة بالمرة وإجراءات الدفن لا تنشر الفيروس نهائيا ولكن الإجراءات الوقائية والتدابير التى تتخذ فى غسل المتوفى هى الأساس .
ولفت إلى أن وزارة الصحة طمأنت جموع المصريين منذ البداية بشأن طريقة الدفن والغسل لضحايا كورونا، حيث عند الوفاة يتم إكمال التعامل مع الحالات بنفس إجراءات العزل كما هو متبع، وبعد الغسل والتكفين يتم النقل بسيارة إسعاف، و الجثمان داخل الكيس غير المنفذ للسوائل عبر صندوق مغلق لا يفتح إلا بالمدفن، ومن يتولى عملية الدفن يلتزم بارتداء الواقيات الشخصية، وذلك بمشاركة أقل عدد ممكن من المواطنين قائلا :"الإجراءات الاحترازية التدابير الخاصة بنقل العدوى يتم أتباعها في طريق الغسل والدفن وتجمهر الأهالي والرفض للدفن كان غير مبرر".
وشدد على أنه وفقا للإجراءات والتدابير التي يتم القيام بها على مستوى الغسل والتكفين، وأيضا ضوابط الدفن بأقل عدد ممكن من الأهالي، يكون الجثمان المدفون في المقابر غير ناقل للعدوي إطلاقا، ومن ثم من الضروري أن يدرك جموع المواطنين بمختلف محافظات مصر ذلك، و يلتزموا بالضوابط المنصوص عليها.
وطالب "أبو العلا" بحملات توعية من خلال الإعلام بطبيعة الإصابة بكورونا وأنه فيروس تواجهه كل دول العالم والتأكيد على أن يتم شفائة هو حامل للمناعة ولا خوف منه هذا بجانب التأكيد على أن الأطباء هم خط الدفاع الأول لنا فى مواجهة كورونا ولابد من تقديم لهم يد العون والمساعدة بدلا من التنمر ضدهم.
فيما حذر النائب حاتم باشات، عضو مجلس النواب، من تنمر بعض المواطنين على مرضى فيروس كورونا، حتى دفع البعض لاعتبار المرض "وصمة عار" على صاحبه، مؤكدا أن ذلك دفع المواطنين للإحجام عن الحجر الصحي والهروب من إجراء التحاليل، إلى جانب رفضهم التبليغ عن المخالطين.
واستنكر عضو مجلس النواب قيام بعض المواطنين بمنع دفن جثة أكثر من متوفى بسبب كورونا آخرها الطبيبة المتوفية بمحافظة الدقهلية، لولا تدخل الأمن وهو أمر غير مقبول بالمرة خاصة مع الأطباء والذى يتوجب علينا تكريمهم وليس التعامل بهذه الطريقة، مطالبا بتوعية المواطنين لتغيير ثقافتهم ضد هذا الأمر والحد من الشائعات التى تنتشر بمعلومات خاطئة بشأن ما يثار عن أن المتوفى ناقل للعدوى حتى بعد دفنه أو التخوف من مريض كورونا خاصة وأنه بعد تعافيه لا داعى للتخوف منه على الإطلاق .
من جانبه طالب النائب مجدى مرشد، عضو مجلس النواب بلجنة الصحة، بضرورة بث حملات توعوية لطرق التعامل مع المتعافين من فيروس كورونا وأنه لا خوف منهم كما أن الإصابة بهذا الفيروس ليس جريمة بل هو وباء تعانى منه كل دول العالم .
وأوضح عضو مجلس النواب، أن البعض يتعامل مع هذا الوباء على أنه وصمة مجتمعية وهو أمر غير صحيح بالمرة ، كما أنه تطور الأمر ليصل إلى حد التعامل بشكل خاطى وسيىء مع الأطباء نفسهم رغم أنهم خط الدفاع الأول وهو ما يستلزم من الجميع دعمهم وليس التنمر ضدهم وتجنبهم بهذا الشكل المسىء.
وشدد على أن انعدام الوعى وعدم الثقافة فى التجمعات نفسه ما يتم اتباعه تجاه التعامل مع مصابى ومتوفى كورونا بشكل مضطهد، قائلا: "حتى الآن لم يثبت بشكل قاطع أن المتعافى من كورونا معرض للعودة إليه وأيضا لا يوجد خوف من جثة المتوفى".
وشدد "مرشد" على أن الأفضل من الهلع المبالغ فيه هو التزام تعليمات وزارة الصحة وعدم ترك المنازل إلا للضرورة القصوى، قائلا "فلتعتبر كل المواطنين مصابين وأنت نفسك مصاب وهو ما يلزم عليك اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية لمنع تسلل العدوى إليك دون مبالغة أو تهويل فى التعامل مع الآخرين ".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة