جاءت في قائمة أفضل 100 رواية عربية التى أعدها اتحاد الكتاب العرب عام 2001، رواية "أغنية الماء والنار" للروائى البحرينى عبدالله خليفة، وهى إحدى أيقونات الأدب البحرينى، وهى رواية تصوير الصراع الاجتماعي على أطراف مدينة في بيئة شعبية، وللحياة المرّة للفقراء في قرية ساحلية.
الرواية نشرت في 1988 و تدور أحداثها في قرية على ساحل الخليج في مجتمع ما قبل النفط و كيف يقود الطموح و الجشع بطل الرواية إلى الهلاك، تعتبر الرواية تجسيد واقعي للصراع الطبقي في البحرين قبل اكتشاف النفط، تعبر عن الصراع الاجتماعي على أطراف مدينة في بيئة شعبية، وتصور الجوع والفقر والحرمان.
تدور أحداث هذه الرواية حول سقّاء يدعى «راشداً» كان يحمل الماء إلى البيوت ليجمع، في آخر النهار، دريهمات قليلة، وليغرق في النوم إرهاقاً وضجراً والماً، لم يتعلم في المدارس لكي يحصل على وظيفة في شركة النفط.. كانت حياته كلها تتلخص في أن "يحمل الماء، ويغني، ويحكي القصص للأطفال، ويشاكس النساء" لكنه كان "يعيش في قلق لأن مهنته مهددة بالزوال بعد التفكير بمدّ أنابيب غريبة تحت الأرض لتصب الماء في البيوت" لذا كان يفكر دائماً في مهنة يعمل بها في المستقبل! كما كان يحلم كثيراً بإغراء «زهرة» بالحب، حتى تقبل به زوجاً، حينئذ ستتغير حياته، وسينجب الأطفال، ويسكن في بيت من الحجر، فيه كهرباء وماء. وبعدئذ سيموت راضياً، غنها أحلام فقير! إذ أن «زهرة» تشيح عنه، ولا تشجعه، بل إنها تميل إلى صديقه «جابر» وتمازحه وتواعده.. فيمتلئ صدره غيظاً.
وبحسب دراسة نقدية بعنوان "الرواية رقم 103.. أغنية الماء والنار" تجسد الرواية صراع الطبقات واتحاد كل الأنظمة ضد ملح الأرض وضد أحلام الفقراء والغلابى والمساكين، تدور الحكاية حول مكان يعج بفقرائه، فبيوته أكواخ من سعف النخيل وعلب الصفيح، وحتى أشيائهم القليلة الموجودة خلف الأكواخ لا يملكونها أيضاً، بل توجد سيدة تملكهم وتملك حاجاتهم البسيطة، فتمتلك الأرض والناس، هذه السيدة/السلطة تعيش في بيت حجري به كل وسائل الراحة، وعلاقاتها نافذة إلى قلب رجال الأمر والنهي في البلاد أما قلبها فيشبه بيتها الحجري.
وعبدالله خليفة، روائى وقاص بحرينى، خريج المعهد العالي للمعلمين بمملكة البحرين في سنة 1970، وقد عمل في سلك التدريس حتى سنة 1975، اعتقل من سنة 1975 إلى 1981 .عمل منذ سنة 1981 في الصحافة الاجتماعية والثـقافية في الصحف البحرينية والخليجية ، له العديد من الاعمال الروائية، نشر عشرات القصص القصيرة في سنوات «1966 – 1975» في المجلات والصحف البحرينية خاصة، ومنذ الثمانينيات من القرن الماضي قام بطبع نتاجه القصصي والروائي والفكري في دور النشر العربية المختلفة ونتاجه الأدبي والفكري. توفى في أكتوبر 2014عن عمر يناهز 66 عاماً بعد صراع مع المرض.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة