مهجور وصامت أصبح هذا حال أشهر شوارع وميادين دول العالم من ساحة روما التاريخية فى روما، إلى ميدان التحرير الرمزى فى مدينة بغداد العراقية، مع وجود أكثر من نصف سكان العالم معزولين فى منازلهم بسبب تفشى فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، وفى هذه الأثناء رصد كاميرات وكالة الأنباء الفرنسيةAFP شكل الحياة فى 16 مدينة حول العالم بعد انتشار الفيروس التاجى.
وعادة ما تكون بيازا نافونا "ساحة نافونا" فى العاصمة الإيطالية روما، تعج بالسياح والفنانين والموسيقيين، فى حين أن شاطئ أربوادور فى ريو دى جانيرو هو نقطة جذب لمتصفحى الأمواج، كما تتجمع الحشود من جميع الجنسيات ليلًا ونهارًا فى بوابة براندنبورج الشهيرة فى برلين، بينما فى مدينة نيجيريا الضخمة، لاجوس، تكون الحياة فى حى إيكويى مشغولة دائمًا، كما هو الحال فى هوليوود بوليفارد، فى لوس أنجلوس.
وبالنسبة للبعض، ترك الفراغ شعورًا بالخسارة، مثل المرشدة السياحية الإيطالية مارتا ريزانو، التى قالت لوكالة فرانس برس، إنها "غابت عن العيش فى المدينة يوميًا كما اعتادت"، مضيفة "أفتقدها لم يعد بإمكانى أن أراها، أو أتحدث عنها، أو أن أسير صعوداً ونزولاً فى الشوارع، أو أسير فى ساحاتها.. إنه أمر محزن حقا".
من جهته قال رجل الأعمال البرازيلى دييجو ريس دى أجويار، البالغ من العمر 31 عامًا، وهو راكب أمواج منتظم على الشاطئ، عن إجراءات الإبعاد الاجتماعى: "إنها تغير وجه آربوادور كثيرًا"، فيما قال إتيان كلاين فيلسوف العلوم من لجنة الطاقات البديلة الفرنسية والطاقة الذرية (CEA)إن الشعور بالفراغ كان له تأثير التحول، وأضاف "تبدو هذه الأماكن تمامًا كما هى، ومع ذلك لم تعد يمكن التعرف عليها، فالوجود البشرى جزء منها.. وعندما يتم إفراغها، فإنها تعطى انطباعًا بأنها تختزل إلى مكوناتها المعدنية.. وطبيعتهم الحقيقية تشملنا."
ويوضح التقرير أنه "ليس من السهل دائمًا تحمل العزلة، كما اكتشفت المتقاعدة الصينية وانج هويكسيان.. فعلى الرغم من أن السيدة البالغة من العمر 57 عامًا، التى التقت وكالة فرانس برس بالقرب من المدينة المحرمة فى بكين، يمكنها مرة أخرى أن ترقص فى الساحات مع أصدقائها، على الرغم من أنها تبقى مسافة ثلاثة أمتار، فإنها تسافر لرؤية حفيدها الذى لا يزال بالخارج، لأنهم يعيشون بعيدًا، حسبما قالت.
لكن الفراغ يمكن أن يكون أيضًا فرصة لاكتشاف جانب آخر من المدينة، حيث قال ريزانو فى ساحة نافونا الإيطالية: "أحد الأشياء التى تغيرت هنا، والتى لم أرها حتى اليوم، هو العشب بين الحصى فى الساحة"، مضيفًا "هذا غير واقعى، كما لو كانت الطبيعة تستولى على الآثار"، فيما قال الفيلسوف كلاين، أن "هذه الأماكن ليست فارغة، وعلى الرغم من أنها لا تحقق غرضها المعتاد، إلا أنها لا تزال مليئة بأشياء أخرى أقل وضوحًا عندما تكون ممتلئة:.
لكن بالنسبة لفابريس كبور، البالغ من العمر 56 عاما، من فرنسا، فإن الشعور بالأمان كان أقل لديه، وقال الرجل الذى كان يسير فى حى مونمارتر، بباريس: "الأمر أشبه برحلة فى عين العاصفة.. بدأنا نأخذ الوقت للتنزه، إنها الفوضى."
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة