"العمل العام تطوعى".. عبارة مطاطة تخطف الأنظار دائمًا، كانت تحظى بتأييد كبير لسنوات طويلة، لذلك كانت الكثير من المناصب تقتصر على الأغنياء وأصحاب القدرات المالية الكبيرة، وفى الفترات الأخيرة بات العمل التطوعى مرفوض لدى الكثيرين.
في الجبلاية كشف عمرو الجناينى، رئيس اللجنة الخماسية المكلفة بإدارة اتحاد الكرة، عن أن اللائحة الجديدة للاتحاد، سيكون من ضمن بنودها صرف بدلات لأعضاء مجلس الإدارة تحت بند "بدل التفرغ" وإلغاء قصة العمل العام تطوعى.. وهذا كلام احترافى جدًا.
وجاء الاتفاق بين الأعضاء على وضع بند فى اللائحة الجديدة ينص على حصول الأعضاء على بدلات التفرغ، بحيث يحصل كل عضو على بدل انتقال أو سفر أو عقد اجتماعات، بحيث لا يتحمل أى عضو تكاليف أو مبالغ مالية نظير هذا العمل حتى يتم إنهائه على أكمل وجه، بجانب حصول أعضاء الاتحاد على مقابل مادى نظير عملهم حتى يمكن محاسبتهم فى حالة أى تقصير أو حودث مخالفات.
الكورة زمان للفقراء والإدارة للأغنياء والمشاهير
في الماضى كانت الكرة تمارس بدون مقابل أو بأجور زهيدة تكفى الممارسة فقط، ولم يكن يتجه للإدارة إلا الأغنياء من باشوات وقيادات ومشاهير ولعل أول مجلس للجبلاية تشكل رسميًا فى ديسمبر ١٩٢١ برئاسة جعفر والى باشا رئيسًا، وفؤاد أباظة بك وكيلًا ويوسف أفندى محمد سكرتيرًا وإسماعيل أفندى سرى أمينًا للصندوق، والأعضاء عباس حلمى زغلول ومحمد صبحى وإبراهيم علام ونقولا عرقجى وطاهر السرجانى وزكريا عباس ورياض شوقى وعبدالحميد محرم وعلى صادق ومحمد جاهين ومحمد إبراهيم ، كلهم من الأغنياء.
جعفر والى باشا
ضخ الملايين فى عالم الكرة واتهامات الفساد تسقط بلاتر وحياتو
مع تطور الحياة دخل الاحتراف والاستثمارات بالمليارات في صناعة الرياضة والكرة، وباتت الكرة والاتحادات والأندية يتعاملون في أموال بأرقام ضخمة، ثم ظهرت أفكار لضخ مصادر دخل كبيرة وظهر على السطح تشابك المصالح وسقط الكثيرون في شبكة المخالفات المالية كان على رأسهم بلاتر رئيس دولة فيفا السابق وحياتو فى كاف وبلاتينى فى أوروبا وآخرون في كل دول العالم.
بلاتر واجه اتهامات الفساد
وفى مصر خلال سنوات طويلة كانت الاتهامات تطال رؤساء اتحادات ورؤساء أندية ويكون ردهم "إحنا بنشتغل متطوعين وبنخسر الكثير من أموالنا الخاصة حبًا في اللعبة"، والحل الأسهل عند تفاقم الأمر الهروب، وعانى الكثيرون من الشخصيات الشهيرة من اتهامات بمخالفات مالية فى اتحاداتهم.
التحكيم يتحول من التطوع للاحتراف والغندور أول الضحايا
وفى التحكيم ، منذ عشرات السنوات يقود لجان الحكام شخصيات مرموقة بدون مقابل، ولعل محمد حسام الدين رمز التحكيم الكبير كان أشهر الرجال الذين تولوا المهمة ورفضوا العمل بمقابل مالى وتمسك بالتطوع.
محمد حسام الدين
عندما كانت تحدث مشكلة تحكيمية كان يغضب ويردد جملة "أنا بخسر من أموالى علشان التحكيم" ومؤخرًا تغيرت الفكرة ونفذ عصام عبد الفتاح رئيس اللجنة الأسبق فكرة الاحتراف وصرف راوتب للأعضاء باللجنة ولكنه رفض تقاضى أى مبالغ لأنه كان عضوًا بمجلس الجبلاية، وأخيرًا رفض جمال الغندور رئيس لجنة الحكام السابق فكرة التطوع وأصر على تطبيق الاحترف كاملاً وحصد راتب شهرى تجاوز الـ 70 ألف جنيه.
عبد الفتاح بدأ والغندور أكمل الاحترافية للتحكيم
وعندما حدثت مشاكل مع اللجنة الخماسية بسبب سفرياته للسعودية للتحليل الفني في فضائيات انتفض الجناينى ورفاقه وقالوا له: "أنت محترف يا كابتن وتتقاضى أجرا" وانتهى الأمر برحيل الغندور عن التحكيم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة