الوباء يجدد أحزان المسلمين فى الهند.. نيويورك تايمز: المسئولون يحملون جماعة "التبليغ" مسئولية انتشار الفيروس فى البلاد.. يتحدثون عن قنابل بشرية وجهاد الكورونا.. والأقلية المسلمة تتعرض للضرب والإعدام أحيانا

الإثنين، 13 أبريل 2020 12:30 م
الوباء يجدد أحزان المسلمين فى الهند.. نيويورك تايمز: المسئولون يحملون جماعة "التبليغ" مسئولية انتشار الفيروس فى البلاد.. يتحدثون عن قنابل بشرية وجهاد الكورونا.. والأقلية المسلمة تتعرض للضرب والإعدام أحيانا الشرطة الهندية
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مرة أخرى، تتجدد أعمال العنف ضد المسلمين فى الهند فى ظل مناخ من الكراهية الدينية زادت حدته فى البلاد فى السنوات الأخيرة، حيث قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن وباء كورونا أحيا الكراهية الدينية فى الهند، وألقى مسئولون فى البلاد اللوم على جماعة إسلامية فى نشر الفيروس، بينما تم استهداف المسلمون فى موجة من العنف.

فبعد أن ألقت وزارة الصحة فى الهند اللوم فى انتشار الفيروس على إحدى الجماعات الإسلامية، وتحدث مسئولون بالحزب الحاكم عن "قنابل بشرية" و"جهاد الكورونا"، اندلعت اعتداءات وهجمات ضد المسلمين فى مختلف أنحاء الهند. فالشباب المسلم الذى كان يقدم الطعام للفقراء تعرضوا لهجوم بمضارب الكركيت، بينما تعرض مسلمون آخرون للضرب وتم إعدامهم تقريبا فى أحيائهم وتعرضوا لهجمات أخرى فى مساجدهم وتم تصنيفهم على أنهم ناشرو الفيروس. وفى ولاية البنجاب، تبث مكبرات الصوت فى معابد السيخ رسائل تطلب من الناس عدم شراء الحليب من مزارعى منتجات الألبان المسلمين لأنها مصابة بفيروس كورونا.

 وانتشرت رسائل الكراهية على الإنترنت، وظهرت مجموعة من مقاطع الفيديو الزائفة على ما يبدو التى تقول للمسلمين ألا يرتدوا الأقنعة الوقائية ولا يمارسوا الابتعاد الاجتماعى وألايقلقوا من الفيروس على الإطلاق، كما لو كان صانعو هذه المقاطع يريدون أن يمرض المسلمون، حسبما تقول صحيفة نيويورك تايمز.

وتشير الصحيفة إنه فى ظل تفشى وباء عالمى، يكون هناك دائما إلقاء للوم، فقد فعله الرئيس ترامب عندما أصر لفترة على أن يطلق على كورونا اسم الفيروس الصينى. وفى شتى أنحاء العالم، يشبر الناس بأصابع الاتهام، تقودهم مخاوفهم وكراهتهم لمطاردة الآخر.

وفى الهند لم يتم شيطنة أى جماعة بشكل أكبر مما تعرض له المسلمون فى البلاد والبالغ عددهم 200 مليون، لكنهم أقلية فى البلد البالغ تعداده 1.3 مليار شخص ويهيمن عليها الهندوس.

 فبدءا من القمع فى كشمير، المنطقة ذات الأغلبية المسلمة، إلى قانون المواطنة الجديد الذى يحمل تمييزا ضد المسلمين، كان العام الماضى واحد من نقاط التدنى الجديدة، حيث يعيش المسلمون الهند تحت قبضة حكومة هندوسية قومية جريئة بقيادة نايردرا مودى.

وتقول نيويورك تايمز إن ما يزيد الأمور سوءا، هو أن هناك قدر من الحقيقة وراء مزاعم الحكومة، على حد قول الصحيفة. فقد تم تحديد حركة دينية إسلامية على أنها مسئولة عن نسبة كبيرة من حالات الإصابة بكورونا فى الهند والتى يزيد عددها عن 8 آلاف. وقدر مسئولون هنود الأسبوع الماضى أن أكثر من ثلث حالات الإصابة مرتبطة بجماعة التبليغ التى عقدت تجمعا كبيرا للخطباء فى الهند فى مارس. كما أدت اجتماعات مماثلة فى ماليزيا وباكستان إلى تفشى المرض.

 ونقلت الصحيفة عن مسئول بالخارجية الهندية قوله إن الحكومة مضطرة إلى طريقة التعامل مع الجماعة، وقال إن التجمع الذى عقد فى شهر مارس الماضى كان له تأثير كبير على أساليب الاحتواء،  لكنه نفى أن يكون لوم الحكومة المتكرر للجماعة له أى علاقة بمجتمع معين.

 وتشير نيويورك تايمز إلى أن جماعة التبليغ جماعة دعوية إسلامية متعددة الجنسيات، ويتواجد مركزها الرئيسى فى ديلهى ويخدم مقراتها العالمية، وهى واحدة من أكبر التنظيمات الدينية فى العام ولديها عشرات الآلاف من الأعضاء.

 وكانت الحكومة الهندية تتعقب أى شخص من تجمع جماعة التبليغ وتضعه قيد الحجر الصحى، وأغلق ضباط الشرطة الملثمون المقر من جميع الجهات. وفى صباح اليوم التالى، قاموا بدوريات فى المنطقة  وأصابعهم على زناد أسلحتهم.

 وتقول الصحيفة إن الفيروس والموجة الجديدة من الكراهية قد غيرت كل شىء.  وقال محمد حيدر، الذى يدير كشك حليب، وهى واحدة من الأعمال القليلة التى سمح لها بالبقاء مفتوحة فى ظل الإغلاق، إن الخوف يحيط بهم من كل مكان، مشيرا إلى حالة تربص بهم، المسلمين، لضربهم أو إعدامهم.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة