سوف نظل نكرر أن أزمة فيروس كورونا مثل أى أزمة، مثلما تكشف عن الجوانب الطيبة لدى بعض البشر، فهى أيضا تكشف عن الجوانب الشريرة والميول الإجرامية لدى البعض الآخر. فهى أزمة كاشفة، والمشاعر الطيبة أو الشريرة لا تظهر فجأة، لكنها موجودة داخل كل واحد توقظها الأزمة وتعيد ظهورها، وهذا الأمر ينطبق على أوقات المحن والحروب والثورات، ولا تختلف مع أزمة فيروس كورونا، حيث الجيد والطيب قبل الفيروس سوف يبقى كذلك، وربما تتضاعف مشاعره الطيبة، بينما الجشع والمستغل والمحتكر، سيظل كذلك، وربما يتضاعف توحشه..«خيركم قبل كورونا خيركم بعدها»، ولهذا كان القانون، ومثلما رأينا مجرمين اعتدوا على جنازة أو تنمروا بطبيب فى قرية بالدقهلية أو البحيرة، رأينا نماذج عكسية فى شباس عمير بكفر الشيخ، عندما خرج الناس لوداع ضحية كورونا، والتزموا بالإجراءات الوقائية واحترام المتوفى، ورأينا فى قرية بالمنوفية مواطنين يصطفون لتحية ممرض عاد من عمله بالمستشفى فى مواجهة الوباء، ونفس الأمر فى دمياط، وربما فى نفس المحافظات التى رأينا فيها المتنمرين وفاقدى الإنسانية، حيث وجه الناس التحية لطبيبة وطبيب وممرضة، وحملات مختلفة لتحية ومساندة أعضاء الجيش الأبيض من الأطباء والطبيبات وأطقم التمريض، أيضا معلمون يتبرعون بشرح الدروس مجانا، وشباب يتبرعون لجمع طعام ومعونات للفقراء، مقابل مجرمين تاجروا بالدروس الخصوصية أو نصابين سعوا لانتزاع حق الفقراء فى الإعانات بأوراق وبيانات مزورة، هناك بشر قدموا أمثلة على التفهم والوعى والخير، وتبرعوا بتقديم ما يستطيعوه، رجال أعمال بخلوا وطردوا عمالهم، وآخرون تبرعوا وبادروا بتقديم ما يمكنهم، وإذا نظرنا إلى مثل هذه التصرفات السلبية والإيجابية، من زاوية الوعى فقط، فإن من تصرفوا بإيجابية يعيشون فى نفس المجتمع ويتلقون نفس الرسائل، وحتى على مستوى التعليم، فإن كثيرا ممن تنمروا وأجرموا متعلمون، بل وبعض من ساهموا فى نشر العدوى والفيروس هم من مواطنينا العائدين من أوروبا أو دول متقدمة، ومع هذا لم يلتزموا بقواعد العزل، واضطروا السلطات لفرض عزل إجبارى عليهم بالفنادق، وهؤلاء أغلبهم يلتزم فى دول أخرى بالتعليمات والقانون، لكنهم يستهينون بالقانون والقواعد فى بلدهم، وهو ما يعكس عدم احترام القانون، وهنا يأتى دور الردع وتطبيق القانون، لأن بعض هؤلاء يحترمون العقاب وليس القانون، بينما البعض الآخر يحترمون روح القانون، ويؤمنون بأهمية الالتزام حتى لو بعيدا عن الكاميرات، وهو أمر يعكس توطن شعور بالدونية لدى بعض ممن يعيشون بيننا أو حتى فى الخارج، وليس لدينا دليل على تعمد نشر العدوى، لكنه تزامن مع دعوات تحريضية من تنظيم «الإخوان الكارهين» بالخارج لنشر العدوى من حامليها.
هناك مثال لبعض أعضاء تنظيم
«الإخوان الكارهين» مثل المدعو بهجت، الذى ظهر فى فيديو يحرض الإخوان على نشر العدوى بين المصريين، هو لا يجرؤ على نشر هذا الكلام ضد مواطنين أمريكيين، وإلا تم القبض عليه ومحاكمته، مثل شاب لمجرد أن نشر تهديدا افتراضيا لترامب، تم القبض عليه وطرده، لكن الكائن البائس يشعر بالدونية أمام أى أمريكى أو أوروبى، لكنه لا يخجل من التحريض على نشر العدوى بمصر، وهو وأمثاله كثيرون يمارسون فعل الشر، ومثله من يحرضون ضد الجنازة، أو يحرضون من المساجد على منع دفن متوفاة، ويعتدون على مستشفى ويحطمون أجهزة بملايين، وهؤلاء لو تمت محاكمتهم وعقابهم بالقانون، سوف يكونوا مثالا للردع، تماما مثل ما تم بعد حادث قرية الدقهلية، حيث تم القبض على 23 محرضا ومتهما، وإحالتهم للنيابة وحبسهم، تمهيدا لإحالة من تثبت التحقيقات تورطه للمحكمة، هذه الإجراءات سوف تكون رادعا لكل مجرم يفكر فى إثارة الفوضى أو التحريض والتنمر.