يتجنب الناس الخروج من المنزل فى ظل عزل ذاتى يعيشه الملايين حول العالم خوفًا من زيادة تفشى فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، الذى فرض عزلة إجبارية على الجميع وعطل حركة الطيران العالمية، ورغم أن جائحة فيروس كورونا وضعت قيوداً على السفر العالمى، إلا أن جاكوى كينى، تقضى النهار فى صحراء أريزونا، وتتجول فى المساء بشوارع منغوليا، لكن كيف تفعل ذلك؟.
تدير النيوزيلندية جاكوى كينى، والتى تتخذ من لندن مقراً لها، حساباً شهيراً على "انستجرام"، تحت اسم، "The Agoraphobic Traveller"، أى "المسافرة المصابة برهاب الخلاء"، حيث تعرض تجاربها خلال الرحلات الافتراضية حول العالم من منزلها.
وتعانى كينى، من رهاب الخلاء، وهو نوع من اضطرابات القلق التى تجعل من أى مغامرة فى الخارج، ناهيك عن السفر عبر القارات، مهمةً صعبةً للغاية، وذات يوم، فى عام 2016، شعرت كينى وكأنها عالقة، لذا بدأت تستكشف خاصية "Google Street View"، أو "عرض شوارع جوجل"، بحثاً عن صور مثيرة للاهتمام تتماشى مع ميولها الجمالية لتلهم مخيلتها، وذلك وفقًا لتقرير نشرته شبكة "CNN" الإخبارية.
وفى عام 2017، وصفت كينى خاصية "جوجل ستريت فيو" بأنها "أشبه بعالم موازٍ توقف به الزمن"، وبعد 3 أعوام، نما مشروع كينى إلى أبعد من ما تخيلته، ويعد مشروعها فى الوقت الحالى بمثابة العدسة المثالية لوضعنا الحالى فى خضم فيروس كورونا.
وتواصلت CNN مع كينى من أجل بعض النصائح بشأن السفر حول العالم من المنزل والتعامل مع هذه الأوقات العصيبة، وتقول كينى إنه "عندما شعرت بقدر كبير من العزلة والقلق، لجأت إلى الإبداع ليساعدها على التعبير عن مشاعرها تجاه وضعها".
وتوضح كينى أن مشاركة اللقطات للأماكن التى اكتشفتها، عبر خاصية "جوجل ستريت فيو"، على حسابها بموقع "انستجرام، "أنقذت حياتها" وساعدتها فى إقامة العلاقات، كما توصى الآخرين بإيجاد طرق للتواصل أيضاً.
وتعرض كينى، لقطات من المشاهد التى تصادفها خلال رحلات التجوّل الافتراضى، من منازل بألوان الباستيل وسط المناظر الطبيعية القاحلة فى ولاية تكساس، أو الصبار المنتشر فى شوارع أريزونا، أو لعب الأطفال، ذات الوجوه الضبابية، مع خلفية جبلية فى تشيلى.
وتتميز خلاصة الصور على حساب كينى بموقع "انستجرام" بإبراز مشاهد جمالية، حيث تبحث عن ظروف الإضاءة المثالية والنوافذ الملوّنة لتضمها إلى مجموعتها، وترى كينى أن رسم خريطة لكل شارع فى العالم يعد أمر محير للعقل، وأن حقيقة أنه يمكنك القفز من جانب من العالم إلى آخر فى ثوانٍ والسفر عبر عالم موازٍ باستخدام مليارات من الصور هو أمر غير عادى.
وكلما استكشفت العالم الافتراضى أكثر، لاحظت كينى قواسم مشتركة توحد البلدان وتربط القارات معاً، وتوضح أنه على الرغم من أنها كانت تسافر من منزلها، إلا أن هذه التجربة جعلتها تشعر وكأنها تتواصل مع العالم أكثر من أى وقت مضى.
وتشمل بلدان كيلى المفضلة للزيارة كل من بيرو، وتشيلى، ومنغوليا، والسنغال، وقيرغيزستان، وغالباً ما تأخد كينى وقتاً فى الأماكن التى لا تتخيل أنها تزورها على أرض الواقع، فعلى سبيل المثال، انجذبت كينى إلى الصحراء، لأنها مكان يرعبها ويذهلها فى الوقت ذاته، بحسب اعتقادها.
وكشخص يعانى من رهاب الأماكن المكشوفة، تقول كينى إن الصحراء تعد مكان مروع إلى حد كبير، حيث لا يمكن الخروج منها، لذلك تعتقد أنها كانت تبحث عن مشاهد تمثل قلقها بطريقة ما، وهو ما قادها إلى أماكن وبيئات معينة فى رحلاتها الافتراضية.
وإذا أراد أى شخص اتباع خطاها الرقمية، تقترح كينى البدء بمنغوليا أو قيرغيزستان، ولا تبرز الصور كيفية السفر حول العالم فحسب، بل توفر كذلك نافذة للعيش مع القلق، إذ تسعى كينى إلى تسليط الضوء على العيش مع ظروف الصحة العقلية.
وفى البداية، كانت كينى قلقة من إخبار متابعيها بحالتها النفسية، ولكن صراحتها لم تجن سوى المزيد من التواصل، والتعاطف، والتفاهم، وتربط كينى وضعها مع الوضع الحالى الذى يعشه العالم قائلة: "إنها فترة مخيفة وليس من الغريب أن يشعر الأشخاص بالقلق والخوف".
وتؤكد أنها تتفهم مشاعر الإحباط لعدم القدرة على السفر بعيداً عن المنزل والشعور بالعزلة، ومنذ انطلاق مشروعها، أقامت كينى معرضاً منفرداً فى نيويورك، تحت رعاية "غوغل". وكانت تلك لحظة بارزة فى حياتها، إذ شملت سفرها من منزلها فى المملكة المتحدة إلى الولايات المتحدة.
وفى الوقت الحالى تعمل كينى على كتاب صور بعنوان "Many Nights" أى "الليالى العديدة"، بالتعاون مع الشاعرة إميلى بيرى، وتأمل كينى أن يتم نشره فى وقت لاحق من هذا العام لمشاركته مع الجميع، وخاصةً لارتباطه بهذه الأوقات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة