قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إنه لا شك أن القرآن الكريم قد حدد المصارف الشرعية للزكاة في قوله تعالى : "إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ" ، وبدأت الآية الكريمة بالفقراء والمساكين ، فهو المصرف الأول المقدم على سائر المصارف في الزكاة والصدقات في جميع الظروف والأحوال ، وتقدر الأمور بقدرها في باقي المصارف وفق الظروف وما يقتضيه فقه الأولويات وفقه الواقع في كل زمان ومكان .
وأكد وزير الأوقاف، في بيان اليوم، أن سد حاجات الفقراء وعلاج المرضى أولى الأولويات في الزكاة والصدقات في الظروف الراهنة ، فواجب الوقت الآن هو إطعامُ الجائع ، ومداواةُ المريض ، وحُمْلُ الكلِّ ، وإكسابُ المعدوم .
وكان وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، أكد أن أبواب الرحمة والرجاء والأمل واسعة، يقول تعالى: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"، فهذا خطاب من الله تعالى لعباده المسرفين على أنفسهم فكيف بخطابه لعباده المؤمنين المخلصين، موجها حديثه إلى كل الموسرين بأن واجب الوقت الآن هو إطعام الجائع، وكساء العاري، وإيواء المشرد وهذا أولى ألف مرة من حج النافلة ، يقول تعالى: "أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً".
وتابع جمعة: "أي من حافظ على بقائها حية بأي عمل من الأعمال، من إطعام الجائع، وإكساء العاري، ومداواة المريض، ومساعدة المحتاج، وفك كرب المكروبين، ومن وفر شربة الماء النقية، فكل هذا داخل في قوله تعالى: "وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً "، وأن من تعمد نقل العدوى فهو قاتل عمدًا، أما إذا نقلها إهمالًا فهو قاتل خطأ، كما يجب على المصاب أن يبادر بالاتصال بالجهات الصحية المختصة، ولولي الأمر أن يقيد المباح للمصلحة، وقد أجمعت جميع المؤسسات الدينية على أن طاعة ولي الأمر واجبة سواء أكان الأمر بالعزل، أم بالحجر الكلي، أم بالحجر الذاتي".