المستهترون، وباء أخطر من فيروس كورونا اللعين، على هذا الكوكب، فهم يسيرون عكس اتجاه كل أدوات العقل والمنطق، وينتهكون شرف الحكمة، ويتعاملون مع الأزمات على غرار تعامل االخرتيتب إذا دخل امحلب خزف، يدمر كل ما يقابله، بأريحية مفرطة، وكأنه برىء براءة الذئب من دم ابن يعقوب.
وكل مستهتر، يفتقد للمسؤولية، ويعتقد أنه يمارس حريته وتشكيل حياته دون حساب أو رقيب، أمرا فيه قصور شديد فى الفهم، فالحرية تتوقف تحت أقدام صاحبها، ولا تضر الآخرين، وعندما تصبح هذه الحرية، خنجرا مسموما قاتلا للآخرين، فإنها صارت جريمة يعاقب عليها القانون، وتُسلب من الشخص، بوضعه فى السجن.
المستهتر، لا يمكن أن يكون حرا طليقا، ينشر عدوى إصابته بفيروس كورونا، بين الناس فى التجمعات والتعاملات اليومية، غير الضرورية، تحت ادعاءات أنه لا يطيق الجلوس فى المنزل، أو اعتزال الأصدقاء والأحبة، أو التهلى عن إدمان الجلوس فى الأماكن العامة، ضاربا بكل التعليمات الصحية عرض الحائط، فالحرية مسؤولية كبرى، تعززها مجموعة من القيم الدينية والأخلاقية.
وفى الوقت الذى تبذل فيه الدولة جهودا غير مسبوقة لمواجهة أخطر وباء يواجه العالم بالفناء، فيروس كورونا، وتتخذ من الإجراءات والتدابير الصحية الكثير، تجد قطيعا من المستهترين، يحاولون بكل الوسائل والطرق، عدم الالتزام بالتعليمات واتخاذ التدابير والاحتياطات، بعضهم يرفع شعارات دينية اتيكالية، من عينة االموت واحد والرب واحدب.. واسيبها على اللهب.. وامحدش بيموت ناقص عمرب.. والبعض الآخر، كارها للنصيحة وضاربًا بكل التعليمات عرض الحائط، تقوده فقط نزواته وغرائزه، وهو نوع خطير، يدمر نفسه ذاتيًا دون أن يدرى، ويدمر من حوله، وأقرب المقربين منه، بدم بارد.
والحكومة، قررت أن تدشن سياسة جيدة وقوية لمواجهة كورونا، تسير فى اتجاهين مهمين، الأول، اتخاذ كل التدابير الصحية والوقائية لمواجهة الفيروس، من حظر تجوال ومنح نصف الموظفين إجازات للعمل بالمنازل، يتقاضون كامل مرتباتهم، وساعدت العمالة غير المنتظمة وتحملت قرارات اقتصادية صعبة ومعقدة.
والتدبير الثانى قررت أن تسمح لماكينات المصانع وعجلة الإنتاج، أن تعمل، وفقا للقواعد والاحتياطات الصحية الصارمة، وللتخفيف من الآثار الاقتصادية الصعبة، والتى لا يمكن لدولة كبيرة، كانت أو صغيرة أن تتحملها.
لكن فوجئنا، بقطيع المستهترين، يخرجون يمارسون حياتهم خلال الساعات القليلة الماضية، بكل أريحية لشراء احتياجات شم النسيم، والتخطيط لقضائه على الشواطئ السياحية فى البحر الأحمر، وأيضا على شواطئ البحر الأبيض المتوسط، فى الإسكندرية والساحل الشمالى، والمتنزهات النيلية، والحدائق، لمدة 5 أيام كاملة، بدءًا من عصر غد، الأربعاء، وحتى يوم الاثنين، وصباح الثلاثاء المقبلين.
وهنا الكارثة، ولا يمكن قبول هذا المخطط، وأعجبنى محافظ البحر الأحمر، الذى أظهر العين الحمراء، مبكرًا، وقرر إغلاق كل الشواطئ، وأبواب المنشآت السياحية، فى وجوه كل مستهتر، يريد أن يعيش حياته بالطول والعرض، دون التزام للقوانين والتعليمات، والقيم الإنسانية، التى تطالب بعدم ممارسة حرية الأفراد، بما يؤثر ويهدد حياة الآخرين.
لذلك، نطالب الحكومة بسرعة اتخاذ قرارات مشددة، بدءًا من عصر غد، الأربعاء، وحتى الثلاثاء المقبل، حتى ولو وصل الأمر إلى اتخاذ قرار الحظر الكامل فى هذه الأيام، مع السماح فقط لفئات معينة مثل الأطباء والممرضين والصيدليين وعمال المصانع، بالتحرك فقط..!!
الأيام الست المقبلة، حاسمة، ويجب على الحكومة أن تتنبه لخطورة الأمر، وتظهر العين الحمراء، ماذا وإلا سنستيقظ على كارثة لا قدر الله..!!
اللهم بلغت.. اللهم فاشهد..!!ت
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة