" كل نفس ذائقة الموت.. السيارة مجانا لوجه الله ومتوفر بها أكفان"، سيارلتان تقدمان خدمة ـ"تكريم الموتى" بمحافظة الشرقية، تبرع بهما "مصطفى شفيق وجابر الغتورى" اللذان خصصا السيارتان بالمجان كما وفرا من وقتهما لتوصيل الموتى والتبرع بالأكفان.
"محدش هياخد معاه حاجة، الكفن مالوش جيوب لم يبقى سوي العمل الصالح"، هكذا بدأ مصطفى شفيق الشاب الأربعينى، ابن منطقة الحريري في مدينة الزقازيق إحدى الأحياء الشعبية، التى يتميز أهلها بالشهامة، حديثة لـ "اليوم السابع"، قائلا:"أعمل بالتجارة، وخلال مزاد سيارات خردة كانت بينهم سيارة إسعاف موديل أمريكى "gmc "، تابعة لإحدى الهيئات، جاءتني فكرة تخصيصها لكريم الموتى، كصدقة جارية، واستكمال منظومة الخير التي بدأها والدي الذي بني مسجد " شفيق"، ووضعنا فيها نعش وأكفان "صدقات" خاصة أننا نسمع عن حالات إنسانية كثيرة يتعذر توفر سيارة لنقلها".
ويكمل: "فور علم صديقى وابن المنطقة الحاج جابر الغتورى، برغبتي بادر بالاشتراك معي في إعادة صيانة وسمكرة السيارة، التى استغرقت ثلاثة أشهر حتي عادت كـ "العروسة"، مجهزة بالكامل وبها تكييف عشان الحرارة للحفاظ على جثمان المتوفى"، مضيفا :"بعد عدة أشهر وجدت سيارة من نفس الموديل، ونفس النسخة فى مراذ فقررت وصديقى، تخصيصها لتكريم الموتى، خاصة أننا نتلقى اتصالات كثيرة من الأهالى، من مختلف المناطق لطلب السيارة والتى تكون فى مهمة توصيل".
ويقول شفيق:"إن السيارتان بهما دولاب أكفان شرعى صدقات بمشاركة أهل الخير، كما أننى وأخواتى نتبرع من وقتنا لقيادة السيارة كثواب وحب فى فعل الخير، ففور تلقى اتصال من أسرة أى متوفى أسالهم هل متوفر الكفن، لتسليمه لهم بالمجان، خاصة أن فى وفيات تكون بعد ميعاد غلق المحال المخصصة لبيع الأكفان، بسبب الحظر أو حالات فى غرباء وتوفوا فى مستشفى ومن ليس له مقدرة مادية، وإكرام الميت دفنه".
ويؤكد: "فور الذهاب أو الإياب من أى جنازة، يتم تطهير السيارة بالمواد المطهرة، ذلك هو المعتاد من قبل إجراءات الكورونا، ولم أتلقي أي اتصالا بطلب توصيل جثمان متوفى بالكورونا، وفى حالة ذلك سأرفض لأن هذه الحالات لها إجراءات لابد أن يشرف عليها متخصصون من الصحة حفاظا على حياة الأهالى.
وأضاف: إننا نقوم بتوصيل جثامين خارج المحافظة، أو من غرباء بالمستشفيات فى أى مكان ، مضيفا: "إننى أحلم بزيادة عدد السيارات لتوفيرها لخدمة الأهالى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة