بالرغم من جائحة كورونا التي أصابت معظم دول العالم بما فيها مصر، والإجراءات الحاسمة والقوية التي اتخذتها الدولة المصرية لمواجهة هذا الفيروس، وجدية كثير من المصريين في التعامل مع الأزمة وأخذ الحيطة والحذر قدر المستطاع في التعامل مع الآخرين وتجنب الزحام والاختلاط، إلا أن خفة دم المصريين كانت حاضرة ومتصدرة المشهد في كثير من الأحيان.
تحولت السوشيال ميديا خلال الأيام الماضية ساحة لإلقاء "الافيهات" والتغلب على الأزمة وأجواء الوباء بالمزاح، وربما أكثر "الافيهات" تناثراً على السوشيال ميديا، توقع زيادة عدد المواطنين بعد 9 أشهر بسبب بقائهم أطول وقت مع زوجاتهم في المنازل.
ورغم أن البعض تجاذبوا أطراف الحديث عن هذا الأمر من قبيل الدعابة، إلا أن الزميل النشيط "تامر إسماعيل"، أكد في تقرير صحفي زيادة نسبة بيع المنشطات الجنسية وموانع الحمل من 20 إلى 30%. وفقا لمدير مبيعات إحدى سلاسل الصيدليات الكبرى، لها فروع في كافة المحافظات.
استغل البعض أزمة كورونا والتواجد في المنازل لفترات زمنية طويلة لم يمكثوها قبل ذلك، لتجديد العلاقات الطيبة والحميمة مع زوجاتهم، وتقريب وجهات النظر، والجلوس مع الأطفال أكثر وقت ممكن، بعدما أغلقت المقاهي أبواها وبات الجلوس مع الأصدقاء أمراً صعباً، حيث ساهمت كل هذه الظروف في خلق مناخ أسري وترابطي كبير، وفتح مجالاً للحوار والمناقشة وتبادل وجهات النظر، وتدقيق الأزواج في تفاصيل المنازل، والدور الكبير الذي تقوم به الزوجات طوال اليوم، في مباشرة شئونها للإشراف على المنازل وإعداد الأكل والتنظيف والاعتناء بالأطفال، ليدخل الأزواج في دائرة العمل المنزلي جنباً إلى جنب مع زوجاتهم.
وعلى الجانب الآخر، وجد بعض الأزواج أنفسهم في مواجهة الزوجات أوقاتاً طويلة، تخللها الخناق والمشاكل أكثر من الحوار والتفاهم، وربما وصل الأمر لتدخل الأسر، لتقريب وجهات النظر بين الطرفين.
أعتقد أن هذه الأيام فرصة طيبة، لاستغلال هذا الوقت الطويل في أمور هامة، واقتحام الآباء لعالم الصغار والإشراف على شئونهم، وعدم تركهم فريسة للسوشيال ميديا، خاصة بعدما أصبحت "الأسرة الافتراضية" بديلة للأسرة الحقيقية، وبات التعامل مع الزوجة والأطفال عن طريق "جروبات الواتس آب" "وشات الفيس بوك"، وفرصة ذهبية لـ"لم الشمل" والترابط الأسري الحقيقي ومشاركة الزوجات والأبناء تفاصيل حياتهم باهتمام وعناية.