ينشغل العالم منذ بداية العام الجارى بمحاربة فيروس كورونا الذى ظهر لأول مرة فى فبراير الماضى فى الصين، واجتاح بلدان العالم خاصة أوروبا، وفى هذا الوقت تعد الجماعات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش فيروسها الخاص لتهديد أوروبا.
وقال سيرجيو ألتونا، المستشار الأمنى والباحث بمعهد إلكانو الملكى، إن "داعش والقاعدة دعوا إلى إطلاق سراح السجناء الإرهابيين، وذلك فى الوقت الذى تستعد هذه المنظمات الإرهابية لشن هجمات جديدة فى شهر رمضان "، مضيفا أن "داعش يعتقد أن كورونا عقاب إلهى لدول الغرب".
وأضاف ألتونا أن "القاعدة وداعش غيرا من أسلوبهما لترويع الغرب ، فأصبحت تردد أن وباء كورونا عقوبة إلهية للرأسمالية فى العالم ولاسيما أوروبا"، مضيفا "كما أن القاعدة قالت إن كورونا تسبب فى إغلاق النوادى الليلية والحانات لأنهاء المحرمات، وجميع الأماكن الآخرى التى يعتبرونها خطيئة".
وأوضحت كريستينا أريزا الباحثة فى معهد تونى بلير أن "بعض الجماعات النازية الجديدة فى الولايات المتحدة نفت وجود فيروس كورونا وأن امريكا هى التى اخترعته لإنهاء السكان البيض، ومن بين دعائات التنظيمات الارهابية هو انتشار فيروس كورونا فى المملكة المتحدة بسبب جرائم الكراهية التى تتبع فى البلد مع انتشار نظيرات المؤامرة".
وقال موسى بوريكبة ، الباحث فى مركز برشلونة للشئون الدولية، إن "هناك تشابه كبيرا بين وباء كورونا والارهاب، حيث أن كلاهما عدو خفى ، يهدد البلاد من الداخل والخارج، وتضطر الحكومات الأوروبية لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمحاربتهما ".
وأوضح الخبير فى دراسة أجراها أن "الجماعات الإرهابية تستغل انشغال الحكومات الأوروبية وانشغال الجيوش فى أوروبا لمكافحة فيروس كورونا ، للتخطيط وتنفيذ عمليات إرهابية فى أوروبا، خاصة وأن اقتصاد الغرب أصبح هش للغاية وتركز الحكومات الغربية على إعادة بناء اقتصادها فى ظل طوارئ كورونا"، مؤكدا أن "الإرهابيون يستغلون أي علامة للاستفادة من مصائب أعدائهم، وداعش طالب متميز لأنه يشير دائمًا إلى "إرادة الله".
وأوضحت صحيفة "لاراثون" الإسبانية فى تقرير لها نشرته على موقعها الإلكترونى أن "الارهاب أول من أظهر سعادته بانتشار فيروس كورونا، فبداية ظهوره فى الصين ، قالت الجماعات الإرهابية أنه بسبب "فرعونها"، ويتجاهلون أن هذا الوباء كارثة تطولهم أيضا"، مشيرة إلى أنه ما يثير الجدل هو عدم إعلان أى مصابين أو متوفين من داخل تلك التنظيمات، وهو ما يبرز علامة استفهام كبيرة، حول أن الجماعات الإرهابية هى التى وراء انتشار كورونا فى العالم".
وأضافت الصحيفة أنه منذ أن احتلت إسبانيا حيزا كبيرا في الأخبار العالمية مع تفشي الوباء فيها على نطاق واسع، ظهرت على مواقع التواصل أخبار ، مثل فيديو من أربعة مقاطع يدّعي ناشروه أنه يُظهر لأول مرة منذ 500 سنة، وبأمر من الحكومة، ما يوحي بأن السلطات في هذا البلد ذي الغالبية الكاثوليكية أباحت أو طلبت رفع الأذان في ظل انتشار الوباء بعدما كانت تحظره في السابق. لكن رفع الأذان لم يكن ممنوعاً من قبل في هذا البلد الذي يكفل الحريات الدينية، ولم تصدر الحكومة أي قرار حوله في الآونة الأخيرة.
وتداول آلاف مستخدمي مواقع التواصل مقطعاً مصوراً على أنه يُظهر الشعب الإيطالي يجتمع في ساحة واحدة للانتحار الجماعي بعد فقدان السيطرة على تفشي الفيروس في بلدهم، لكن الفيديو المنشور كذباً تحت عنوان "الإيطاليون ينتحرون" ملتقط في الحقيقة قبل أشهر من ظهور الفيروس تظاهرة ضد حزب الرابطة اليميني المتطرف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة