شاهد.. ريا وسكينة بالأبيض والأسود والألوان.. حكاية جريمة هزت الإسكندرية

السبت، 18 أبريل 2020 10:00 م
شاهد.. ريا وسكينة بالأبيض والأسود والألوان.. حكاية جريمة هزت الإسكندرية ريا وسكينة
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتشرت فى الآونة الأخيرة، على مواقع التواصل الاجتماعى صورتان (إحداهما أبيض وأسود والأخرى بالألوان) لأشهر قاتلتين فى التاريخ المصرى الحديث هما (ريا وسكينة) وذلك بما يعيدهما مرة أخرى للجدل الذى يرتبط بهاتين الشخصيتين المهمتين.
 
يعد من أشهر ما كتب عن "ريا وسكينة" كتاب الصحفى الكبير الراحل صلاح عيسى "رجال ريا وسكينة" فبعد أن تحولت ريا وسكينة منذ القبض عليهما عام 1921 إلى أسطورة فى الخيال الشعبى للمصريين، وكنموذج مخيف ومرعب للشر المجرد، وعدم محاولة المؤرخين طوال كل هذه الأعوام تقصى الحقيقة، ظهر الكاتب الصحفى صلاح عيسى بالتحقيق ليخرج لنا سيرة اجتماعية سياسية منظمة.
 
15994-رية
 
 ويستند الكتاب إلى الملفات القضائية، والوثائق التاريخية، والأرشيفات الصحفية، وعدد كبير من المراجع المعروفة وغير المعروفة ليرسم لنا - ولأول مرة - صورة حقيقية وحية عن هذه الشخصيات المثيرة وأوضاع مصر السياسية والاجتماعية والاقتصادية فى ذلك العصر.
 
  
كما أشار الكاتب سعيد الشحات إلى تفاصيل جديدة في القصة يقول تحت عنوان " ذات يوم 16 نوفمبر 1920.. الكشف عن عصابة ريا وسكينة فى الإسكندرية بعد العثور على جمجمة وذراع فى مجرى مرحاض" تعددت البلاغات إلى أقسام البوليس فى الإسكندرية منذ منتصف شهر يناير عام 1920 عن اختفاء نساء فى ظروف غامضة، ورغم التحقيقات فإنه لم يتم التوصل إلى شىء حتى وقعت الواقعة، التى كشفت عصابة "ريا وسكنية" أشهر سفاحتين فى تاريخ مصر، و"هزت الجرائم التى ارتكبتها هذه العصابة الرأى العام لسنوات طويلة"، بحسب تأكيد الدكتور لويس عوض فى مذكراته "أوراق العمر".
 
 
يتذكر "عوض" ما نشرته مجلة "اللطائف المصورة" يوم 29 نوفمبر 1920 وجريدة "وادى النيل" يومى 16 و19 نوفمبر 1920، وفيهما: «عثر بوليس الإسكندرية مصادفة فى أواسط نوفمبر 1920 على 19 جثة، بعضها هياكل عظمية مدفونة تحت الأرضية فى منازل بحى اللبان خلف قسم اللبان بالإسكندرية وبالقرب منه، وكانت كل هذه الجثث والهياكل نساء، وأحد هذه المنازل فى 38 شارع على بك الكبير "13 جثة"، والثانى فى 9 شارع النجاة "4 جثث"، والثالث فى 5 شارع النجاة "جثة"، والرابع فى شارع ماكونيس "جثة"، وعرف البوليس أن القتلة هم، امرأة اسمها "ريا" بنت على همام "38 سنة" بالاشتراك مع زوجها محمد عبدالعال مرزوق"، يضيف "عوض" نقلا عن "اللطائف" و"وادى النيل": "تبين أن الدفع للقتل كان السرقة، فقد كانت ريا وسكينة تستدرجان النساء إلى حيث تقيمان، وبعد تخديرهن تجردانهن من الحلى كالكارادين والأساور والنقود والخلاخيل والخواتم والحلقان والدبل ثم تقتلانهن بمساعدة الزوجين، وبعد دفن الجثث يقتسم الأربعة الغنائم، كذلك تبين أن لهؤلاء السفاحين بعض الأعوان والسماسرة الذين يساعدونهم فى استدراج النساء".
 
39575-رية-وسكينة
 
ارتكبت العصابة جرائمها وتحولت إلى لغز محير لعدم كشف أسرارها، حتى يوم 16 نوفمبر، عام 1920، وهو اليوم الذى تم فيه الكشف كاملا عن العصابة، حسبما يؤكد لويس عوض، موضحا نقلا عن "اللطائف" و"وادى النيل"، أن البداية كانت بتقديم سكان المنازل المجاورة للمنزل رقم 38 شارع على بك الكبير التى تقيم فيه ريا، شكوى بانبعاث رائحة كريهة بالغة العفن من ذلك المنزل، فكثرت شكواهم وأغلقوا نوافذهم، وكانوا يحسبون أن مصدرها طفح مرحاض المنزل، فطلبوا صاحبه وهو "جاويش" أن ينزح المرحاض فأجابهم، وكانت المفاجأة فى عثور عمال النزح فى المجرور على جمجمة وذراع، فبادر صاحب المنزل بإبلاغ البوليس.
 
فى أثناء ذلك كان مأمور قسم اللبان يحقق فى اختفاء "فردوس بنت فضل الله" التى تسكن فى المنزل المواجه لمنزل الجاويش الذى كانت تسكنه ريا، وكانت "فردوس" فى نفس الوقت خليلة الجاويش، واشتبه المأمور فى وجود علاقة بين العظام البشرية المكتشفة واختفاء فردوس، ولكنه تظاهر بعدم الاكتراث، وأخذ يستدرج ريا فى الكلام حتى اعترفت بأنها قتلت فردوس، وعرف المأمور من ريا أن عملية القتل تمت فى منزل أختها سكينة.
 
كان المنزل رقم 38 شارع على بك الكبير مكونا من ثلاث غرف صغيرة، ووسطه حوش صغير، وكانت أرضية المنزل من تراب، ووجدوا تحت الأرضية 11 جثة منها جثة حول عنقها حبل، وكانت ريا تطلق البخور فى بيتها لتغالب بها الروائح الكريهة، ووجدت الجثث مرصوصة «خلف خلاف"، وانتهى التحقيق إلى أن ريا كانت تسكن غرفة أخرى فى 9 شارع النجاة التابع لقسم اللبان، ووجدوا تحت أرضيتها عظاما قديمة وملابس حديثة وجثة امرأة اسمها "أنيسة"، وعلى بعد 50 مترا من هذه الغرفة فى المنزل رقم 5 بشارع النجاة عثروا على جثة.
 
وتبين أن لريا وسكنية أعوانا فى استدراج النساء، فورد ذكر الشركاء محمود إبراهيم خليل وعبد الله الكويجى ومحمود على القادوسى وأمينة بنت منصور الهجان، ولكن النيابة لم توجه إليهم تهمة القتل العمد، ووجهتها إلى ريا وسكينة، وحسب الله سعيد، ومحمد عبدالعال مرزوق، وعرابى حسان، وعبد الرازق يوسف، وسلامة محمد الكتب، واتهمت على محمد الصائغ بأنه فى المدة ما بين نوفمبر سنة 1919 و14 نوفمبر 1920 أخفى مصوغات القتيلات.

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة