حالة من الكروالفر بين مؤتمرمناخى وآخر بخصوص تغيير سياسات الدول الصناعية الكبرى لخفض مستويات التلوث لإنقاذ كوكب الأرض من انهيار تدريجي بفعل التغيرات المناخية، وما بين ليلة وضحاها أصبح العالم ينتظر قرارات مؤتمر باريس للمناخ2015، الذي خرج بنتائج وقرارات التزم البعض بالقيام بها ورفضها البعض وانسحبوا من الاتفاقية برمتها، لنكون أمام مشكلة عالمية ينكرها البعض ويؤمن بها البعض، ليأتي عدو خفي يدعى "كورونا" لا تستطيع أن تراه بعينك ويعصف بكل القرارات لتكون له الكلمة العليا فقط وسط كبار الدول ويمحو قراراتهم ويضرب بها عرض الحائط، فعلى الرغم من قسوته اذا أصيب به انسان إلا أنه اذا بقى لفترة أطول سيقتل الآلاف وهذا حقيقي إلا أنه سينقذ الأرض من الفناء وسينفذ اتفاقية باريس للمناخ منفردا.
وفي السياق ذاته أكد المحللون أنه في إيطاليا انخفضت درجة تلوث الهواء بعد إدخال الحجر الصحي الكلي وأصبحت ملحوظة بشكل خاص في شمال البلاد، وفى الصين أثر فيروس كورونا المستجد بشكل كبير على الوضع البيئى فى الصين، حيث أفادت وزارة البيئة الصينية، بأن متوسط "أيام الهواء ذات الجودة العالية" ارتفع في شهر فبراير الماضى بنسبة 21.5٪ مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضى.
تلوث الهواء
وأشاروا إلى أن طبقة الأوزون مستمرة في التعافي ولديها قدرة على التعافي بشكل كامل حال استمرار فيروس كورونا وتنفيذ إجراءات الحظر.
ويعتبر اتفاق باريس للمناخ هو أول اتفاق عالمي بشأن المناخ، حيث جاء هذا الاتفاق عقب المفاوضات التي عقدت أثناء مؤتمر الأمم المتحدة 21 للتغير المناخي في باريس في 2015 حسب لوران فابيوس الذي قدم مشروع الاتفاق النهائي في الجلسة العامة، فإن هذا الاتفاق مناسب ودائم ومتوازن وملزم قانونيا. صدق على الاتفاق من قبل كل الوفود 195 الحاضرة في 12 ديسمبر 2015.
ويهدف الاتفاق إلى احتواء الاحترار العالمي لأقل من 2 درجات وسيسعى لحده في 1.5 درجة. سيتم إعادة النظر في الأهداف المعلنة بعد خمس سنوات، وأهداف خفض الانبعاثات لا يمكن استعراضها على نحو أعلى وضع كحد أدنى قيمة 100 مليار دولار أمريكي كمساعدات مناخية الدول النامية سنويا وسيتم إعادة النظر في هذا السعر في 2025 على أقصى تقدير.
انخفاض معدلات التلوث
ومن المفترض أن يكون العام 2020 سنة مفصلية للمناخ والتنوع الحيوى، لكن فيروس كورونا المستجد أطاح بالبرنامج مع تأجيل مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ فى جلاسكو إلى 2021 فضلا عن لقاءات كبرى أساسية كانت مقررة، وأعلنت الحكومة البريطانية "نظرا إلى تأثير كوفيد-19 العالمي والمتواصل بات مستحيلا عقد مؤتمر الأطراف السادس والعشرين بطريقة طموحة وجامعة".
وسيعقد هذا الاجتماع السنوى الرئيسي حول المناخ العام 2021 في غلاسجو أيضا في موعد يحدد لاحقا.
وكان هذا المؤتمر الذي تنظمه الأمم المتحدة الأهم منذ مؤتمر الأطراف الحادي والعشرين الذي أفضى العام 2015 إلى اتفاق باريس حول المناخ في حين أن دورة العام 2019 منه في مدريد لم تحقق أي تقدم فعلي.
وكان ينبغي على الدول في العام 2020 مراجعة التزاماتها على صعيد المناخ، فمن شأن التزامات الدول الحالية أن تؤدي إلى ارتفاع حرارة الأرض ثلاث درجات مئوية أي بعيدا عن أهداف اتفاق باريس الذى ينص على احتواء الاحترار دون درجتين مئويتين إلا أن فيروس كورونا أتى بقلب جديد للأرض ليبعث بها الحياة مرة أخرى بدلا من البشر.
انخفاض معدلات التلوث
وقال مصدر مطلع إن مؤتمر الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة الذي كان مقررا من 11 إلى 15 يونيو في مرسيليا في جنوب فرنسا سيؤجل إلى يناير 2021، وسيصدر إعلان رسمي بهذا الخصوص قريبا.
ويشكل هذا المؤتمر المتمحور على التنوع الحيوي فرصة لآلاف الأطراف الفاعلة في حفظ الطبيعة من حكومات ومنظمات غير حكومية وخبراء، لتحديد أوليات ومباشرة تحركات جديدة لحماية الأنظمة البيئية التي يعرضها الإنسان للخطر مع أنها أساسية لاستمراريته.
وكان المؤتمر ليشكل أيضا فرصة لتحديث قائمة الأنواع المهددة التي يعدها الاتحاد ولتوعية الرأي العام على ضرورة حماية البيئة، للمرة الأولى من خلال معارض وأجنحة متخصصة بمشاركة عشرات آلاف الأشخاص.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قرر أن ينظم على هامش المؤتمر، قمة لقادة الدول قبل مؤتمر الأطراف الخامس عشر حول التنوع الحيوي المقرر في الخريف.
ويفترض أن يعكف هذا المؤتمر الأخير المرتقب لاتفاقية التنوع البيولوجي على وضع خطة عالمية لحماية الأنظمة البيئة أو استصلاحها وهي أساسية للبشرية، بحلول العام 2050 بعد فشل تحقيق اهداف أقرت العام 2010 للعقد المنصرم.
وكان المؤتمر في الأساس مقررا في كونمينع في الصين في أكتوبر لكن يرجح أن يؤجل إلى الربع الأول من العام 2021 في الصين، على ما قال بازيل فان فار أحد رؤساء ملف المفاوضات في هذا المجال لوكالة فرانس برس. وقال مصدر آخر مطلع على الملف أن المؤتمر قد يؤجل حتى إلى مطلع أبريل 2021.
الكرة الأرضية
وقال اكلسندر رانكوفيتش الخبير في معهد التنمية المستدامة والعلاقات الدولية "ما أن يتضح الجدول الزمني، نأمل أن تنتعش جهود التعبئة (على صعيد البيئة)".
وأوضح أن إرجاء مؤتمر الأطراف الخامس عشر "يمنح مزيدا من الوقت لتعزيز مسائل تقنية مهمة. وبما أن الوباء الراهن مرتبط بشكل وثيق بمسائل التنوع الحيوي (لأن فيروس كورونا المستجد منبثق من وسط حيواني) قد يشكل ذلك حجة إضافية للدفع باتجاه أهداف أكثر طموحا".
إلا أن هذا الخبير أعرب عن خشيته من حصول "تبدل في الأولويات" مع هذه الأزمة الصحية الهائلة والتباطؤ المفاجئ في الاقتصاد وخطر ارتفاع معدلات البطالة.
وارجئت قمة أخرى مهمة للأمم المتحدة حول المحيطات كانت مقررة في البرتغال مطلع يونيو، إلى موعد لاحق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة