تناولت مقالات صحف الخليج اليوم الاثنين، العديد من القضايا الهامة، أبرزها فيروس كورونا، الذى مازال يتصدر صفحات وسائل الإعلام، وكيفية التصدى له، والخروج من هذه الأزمة التى تشل الحركة فى جميع أنحاء العالم، كما سلطت مقالات الصحف الضوء على اقتراب شهر رمضان ، والدعوة للالتزم بالاجراءات الاحترازية وعدم الاستهانة بها حتى تمر الأزمة.
حمود أبو طالب
تلميح وتصريح.. لا تجعلوا من رمضان ثغرة
قال الكاتب حمود أبو طالب، بكل أسف، سيكون رمضان هذا العام مختلفاً تماماً عما سبق، إنه قضاء الله وقدره الذى لابد من الرضا به، والتكيف مع ما يقتضيه الوضع من استمرار الالتزام بكل التعليمات المطلوبة داخل المنزل وعند الخروج منه للضرورة، وأضاف الكاتب في مقالة في جريدة عكاظ السعودية، لا يجب أبداً أن نتهاون بها بحجة أنه رمضان وأن لنا عادات لا نستطيع التخلي عنها، فالمسألة لم تعد استطاعة أو عدم استطاعة، وإنما خطر غير مسبوق لا بد من استمرار الانتباه له.
واستطرد الكاتب قائلا، منع التجول الجزئي ينتهي عند الساعة الثالثة عصراً، وهذا التوقيت الرمضاني هو بداية انتشار الناس في الشوارع والأسواق في كل رمضان لتكون الفترة ما بين العصر إلى قبيل المغرب هي ذروة الازدحام في كل مكان، مشددا على أن هذا المنظر لا يجب أن نرى شيئاً منه في رمضاننا هذا أبداً، لأنه في الأساس لا مبرر له حتى في الظروف العادية فما بالكم ونحن في هذا الخطر، وعلى أجهزتنا الأمنية الاستعداد جيداً والتشديد أكثر من ذي قبل مع بداية رمضان للتعامل مع من يظنون أن روحانية الشهر سوف تعفيهم من المساءلة.
وقال الكاتب في الجانب الاجتماعي، نعرف أن هناك وسائل كثيرة للتجمع بين العائلات رغم ما في ذلك من مخالفة لمبدأ التباعد الاجتماعي المطلوب كأساس للوقاية، ومن يفعلون ذلك يتحايلون على صحتهم وصحة المجتمع وليس على التعليمات في حد ذاتها. المرحلة التي بلغناها إلى حد الآن في مكافحة الوباء جيدة وتبشر بقرب السيطرة، لكن اللامسؤولية المجتمعية في هذا التوقيت قد تتسبب في انتكاسة خطيرة تعيدنا إلى الوراء، وهذه جناية لا يحسن بأحد ارتكابها.
دعونا نجعل من رمضان شهر الالتزام الأكثر وليس شهر الإضرار بأنفسنا ووطننا.
أ.د غانم النجار
بين الإجلاء والعودة الآن وتجربة الغزو
سلط الكاتب أ. دكتور غانم النجار، الضوء على عودة المواطنين الكويتيين من الخارج، وقال بدأت أمس الأحد، واحدة من كبريات عمليات "الإجلاء" للمواطنين الكويتيين بالخارج، الراغبين في العودة إلى البلاد، في إطار تداعيات أزمة "كورونا"، مع أن وصف العملية بـ "إجلاء" غير دقيق، فالعودة طوعية، وغير الراغبين في العودة لن يُؤاخَذوا ولن يُجبروا عليها..
وأضاف الكاتب في مقاله في جريدة " الجريدة الكويتية"، حسب المصادر الرسمية، فإن عدد مَن فى الخارج يقارب الـ 60 ألفاً، وعدد المحتمل عودتهم يقارب الـ 35 ألفاً، مع احتمالات الزيادة أو النقصان، موضحا أن المرحلة الأولى للعودة إلى الوطن بـ 4 آلاف، موزعين على 28 رحلة جوية من مجلس التعاون الخليجى، تتبعهم المرحلة الثانية، ومن ضمنهم المرضى، ويزيد عددهم على 10 آلاف، إلى أن تنتهي العملية الكبرى، ينقصها ربما عودة اللاجئين الكويتيين في المنافي.
واستطرد الكاتب قائلا أن الذين وصلوا إلى أبوظبي، تم إجراء الفحوص اللازمة لهم من السلطات الإماراتية مشكورة، مما سيخفّف الإجراءات التي سيخضعون لها، مضيفا أن الكثير من السفارات واتحادات الطلبة في الخارج بذلوا جهداً كبيراً في التواصل مع المواطنين، وقامت السفارات بتحمّل مصاريف الإقامة، مضيفين للجهود المحلية رونقاً بديعاً، وأثراً طيباً على مَن في الخارج، كما أبلغني الكثير منهم.
وأوضح الكاتب أن التجهيزات لاستقبال العائدين كبيرة وعالية الكفاءة، بهدف الحد من انتشار "كورونا"، ونأمل أن تكون كافية فعلاً. وحسبما أُعلن فإنه سيتم وضع سوار إلكتروني لكل عائد، لتعقّب الشخص في تحرّكاته لرصد المخالطة بالآخرين. علينا التنبيه بعدم جواز الاحتفاظ بالبيانات الشخصية، والتخلص منها حالما ينتهي الغرض منها، وإلا فإن ذلك يُدخلها في خانة التعدي على الخصوصية، كما حسمتها المحكمة الدستورية في حيثيات حكمها بعدم دستورية قانون البصمة الوراثية.
وألقى الكاتب الضوء على أيام الغزو، وقال كانت لنا تجربة مهمة قلّما تُذكر، وهي عودة الكويتيين أثناء الغزو والاحتلال الغاشم، فقد عاد عدد كبير من الكويتيين والكويتيات إلى البلاد خلال الغزو، وأضاف كنا حينها ننظّم زيارات لأهالي الأسرى في بعقوبة والموصل وتكريت والرمادي، وتسنّى لنا أن نتواصل مع الأهل والأصدقاء ونحثّهم على العودة إلى البلاد، فالصمود كان أساسياً أمام الغزاة بوجودنا نحن أهل البلد، حكاية من حكايات الصمود قلّما تُروى.
وقال الكاتب غانم النجار هل من مقارنة بين العودتين؟ لا أظن إلا بالاسم. فالعودة تحت الغزو كانت محفوفة بمخاطر القتل والاعتقال والتعذيب،، وكانت المشكلة حينها تخصّ الكويت فقط، أما الآن فهي أزمة عالمية، وتأتي ضمن اهتمام بسلامة العائدين، الكل يشارك فيها، حكومة وشعباً، مع إجراءات رسمية جيدة.
على عبيد الهاملى
لم تعد وسائل تقليدية
أوضح الكاتب على عبيد الهاملى،في مقالة في جريدة "البيان" الإماراتية، الإيجابيات من انتشار فيروس كورونا، وقال لعل من إيجابيات انتشار وباء «كورونا» المستجد، أنه أعاد لوسائل الإعلام التى كان يطلق عليها في زمن ما قبل كورونا «وسائل تقليدية» مكانتها وهيبتها وأهميتها، فقد كانت النغمة السائدة قبل زمن «كورونا» أن هذه الوسائل، ويقصد بها الصحف والإذاعة والتلفزيون، في مرحلة موت سريري، يحتضر بعضها ببطء، وبعضها الآخر بشكل أسرع، وأن مآلها إلى الزوال خلال سنوات قليلة، حتى جاء «كورونا» فمنحها قبلة الحياة، لتصبح هي المصدر الرئيسي الأول والموثوق للأخبار الصحيحة، ويصبح ما عداها مصدراً للأخبار الملفقة والشائعات التي تنشر الخوف والشك والبلبلة، وتثير النعرات العرقية بين أفراد المجتمع.
وأضاف الكاتب عمّ الوباء أنحاء الكرة الأرضية من شرقها إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها، فانطلق مراسلو الصحف والقنوات الإذاعية والتلفزيونية، يغطون أخبار انتشاره من جوانبها المختلفة.
كما انتقل الصحافيون ومراسلو القنوات الإذاعية والتلفزيونية إلى المستشفيات والمراكز الطبية وأماكن حجز المرضى والمطارات، يتابعون أخبار هذا الوباء شديد العدوى، ساعين إلى تقديم أفضل ما لديهم، ليطلعوا جمهورهم على مستجدات الوباء وآخر أخباره.
واوضح الكاتب أن الوهج عاد إلى شاشات التلفزيون التي قال «المؤثرون» إنها في طريقها إلى المستودعات والمتاحف، وتصدرت الصحف بتحليلاتها ومتابعاتها مصادر المعلومات بعد أن قال أكثر الدارسين تفاؤلاً إنها في طريقها إلى الاختفاء خلال سنوات قليلة، تحول بعضها إلى الفضاء الإلكتروني بشكل كامل، واحتفظ بعضها الآخر بالورقي إلى جانب الإلكتروني، وعادت ميكروفونات الإذاعات تتلقى اتصالات جماهيرها، وتنقل لهم الأخبار غير المغلوطة، بينما انتشر فيروس الشائعات بين منصات التواصل الاجتماعي، وأخذت هذه المنصات تلعب دوراً كبيراً في زعزعة ثقة الناس بالإجراءات، التي تتخذها السلطات المختصة لمحاصرة الوباء، والحد من انتشاره
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة