لا نملك سوى رفع القبعة لما اتخذته الدولة المصرية بجميع مؤسساتها من قرارات إزاء أزمة كورونا التي ضربت جميع دول العالم، والتصفيق لإدارتها الحكيمة، فما فعلته الحكومة من قرارات وإجراءات يؤكد أن هناك عقلا استراتيجيا يدير الأزمة ويواجهها بقرارات مسبقة حاسمة وحازمة، قرارات تحافظ على الإنسان قبل أي شيء، تمنحه الطمأنينة وتشعره بالأمن والأمان، لكنني أستغرب من هؤلاء الذين يهرولون ناحية الأخبار "المزيفة" المطلة علينا من قنوات ممولة وحسابات مزورة على السوشيال ميديا، تزعم زورًا وبهتانا أن الأعداد المصابة بفيروس كورونا في مصر كبيرة للغاية، وأن الحكومة المصرية ممثلة في وزارة الصحة لا تقول الحقيقة في بياناتها اليومية سواء أعداد المصابين والمتعافين أو المتوفين، علما بأن هؤلاء جميعا لو طرحوا على أنفسهم مجموعة من الأسئلة سيعرفون أنهم سماعون للكذب، فلماذا ستكذب الحكومة في وباء عالمى؟ وهل من يقولون إن أرقام المصابين في مصر كبيرة يعرفون في دائرة معارفهم مصابين بفيروس كورونا؟
الإجابة على هذه الأسئلة ستكون قطعا بالنفي، ولكنهم يعشقون تصدير الشائعات وتصديقها، وليس الهدف من ذلك تشويه المنظومة الصحية في مصر فقط بل إن الهدف هو التشكيك في الدولة ومصداقيتها، وخلق حالة من انعدام الثقة بين "الحكومة والمواطن".
ورغم أن ما يثار في مواقع السوشيال ميديا يتنافى مع ما نعيشه على أرض الواقع إلا أن هناك مرضى بـ"اللايك والشير" يمنحون بأفعالهم الرخيصة لكل كذب شرعية، ويصبغونها بعدم وعيهم صبغة "كأنه صحيح" الأمر الذى يرهق مؤسسات الدولة في إصدار بيانات نفى وتكذيب.
لا أحد يدري نهاية أزمة كورونا سواء في مصر أو خارجها، فالأزمة عالمية وليست عربية أو محلية، ولكننى شخصيا مع فكرة أن نتعايش مع فيروس كورونا، ولا أقصد أبدا من وراء ذلك أن نتعايش معه بـ"الفهلوة" بل النجاة تكمن في التعايش معه عن طريق الالتزام بالإجراءات والتعليمات الصادرة من المؤسسات سواء الصحية أو الأمنية، وأن يكون تعايشنا مع هذا الفيروس بتوخى الحذر وأخذ أقصى درجات الحيطة ، كالتباعد الاجتماعي وغيره من التعليمات الاحترازية، لأن هناك، عمال باليومية، وصنايعية وتجار ومستأجري محلات لا يستطيعون جميعا مقاومة الوضع القائم، فضلا عن المصانع والشركات الكبرى، ودعوتي للتعايش مع الفيروس لا تعنى أنني أريد التضحية بأحد، أو يهمني الاقتصاد قبل الإنسان، ولكني ببساطة شديدة جدا أخشى على أناس يعيشون اليوم بـ"يومه" ولا يملكون سوي أعمالهم اليومية، وهؤلاء لا أبالغ عندما أقول إنهم الأكثرية والسواد الأعظم، لذا فإنني أطالبكم بترك الشائعات والابتعاد عنها والتعايش مع الفيروس بالتعليمات الرسمية.