مثل كل شيئ فى مصر له تركيبة خاصة تميز مصر وشعبها عن العالم، فللجيش المصرى أيضا تركيبة خاصة، اكتسبها من تاريخه المشرف، المرتبط بتاريخ مصر، وحيث اقترن تاريخ الجيش المصرى بتاريخ الدولة، فكان الحامى لها طوال ألاف السنوات، ويتطور مع الدولة كل يوم، حتى صار للجيش المصرى صورة خاصة فى قلوب المصريين، وفى عقول من سواهم، فاكتسب هيبة كبيرة صنعتها الظروف والأحداث، وساعد فى ترسيخها أبطال تعاقبوا فى قيادة الجيش، كلا منهم يضيف للأخر، ولكلا منهم ميزة تسجل فى تاريخه.
ومع تعاقب الأحداث تطورت منظومة العمل بالقوات المسلحة المصرية، حتى يمكن القول بأن هناك عدة مسارات رئيسية فى التحرك بالجيش المصرى، أولها وأهمها هو دوره الرئيسى حماية الحدود المصرية والأمن القومى، وهى المهمة المقدسة لكل أبطال الجيش، الذين يضحون بأرواحهم فى سبيل حماية الوطن، والدفاع عن مقدرات الشعب المصرى، ثم المهمة الأخرى هى البناء والتعمير، وذلك البناء يتمثل فى دور أجهزة وإدارات القوات المسلحة المعنية بالإشراف على المشروعات القومية، ثم المعنية بالأمن الغذائى وما فى حكمه، ويعتبر حماية الحدود والبناء جزئين رئيسيين فى مسار عمل القوات المسلحة، ثم يأتى الدور الأخر والهام هو المشاركة فى التكليفات التى تخرج من الدولة للقوات المسلحة، وذلك حين الحاجة لامكانيات الجيش المصرى، لسرعة التنفيذ وجودة المطلوب، وهو ما نجده على سبيل المثال فى مشاركة الأجهزة والإدارات التخصصية فى أزمة فيروس كورونا، حتى أن عمليات التعقيم والتطهير للمؤسسات والأماكن الحيوية متواصلة منذ بداية ذلك الوباء العالمى، كما شاركت أيضا الادارات المعنية فى عمليات تصنيع وإنتاج المواد المطهرة والكمامات، وتوزيع الكمامات مجانا بناء على توجيهات الرئيس السيسى نفسه.
وفى سلسلة المسارات التى تقوم بها القوات المسلحة المصرية، يظهر ذلك الدور الآخر والذى يحمل بعدا انسانيا كبيرا، حيث أعلن العقيد أركان حرب تامر الرفاعى، المتحدث العسكرى للقوات المسلحة، تبرع رجال الجيش بمبلغ 100 مليون جنيه لصندوق تحيا مصر، فى نفس اليوم الذى أعلن فيه الجيش جهود قوات حرس الحدود فى اكتشاف فتحات للأنفاق فى سيناء، وكذلك احباط تسلل بعض العناصر، وكذلك محاولات التهريب لأسلحة مخدرات، وذلك أيضا بعد أيام من إعلان تحرك الغواصة المصرية الجديدة القادمة من ألمانيا، وهى التى تمثل جزاء هاما من خطة تطوير التسليح بالجيش المصرى، وأيضا فى نفس التوقيت الذى يشهد فيه الفريق محمد فريد، رئيس الأركان مشروع "طارق 40 " بالمنطقة الشمالية، والذى يقع ضمن خطة تدريب القوات المسلحة المصرية.
أى أن الجيش المصرى فى أسبوع واحد أعلن عن تحرك الغواصة " تطوير خطط التسليح"، وأعلن عن استمرار جهود الوقاية من فيروس كورونا " المشاركة فى تنفيذ تكليفات الدولة"، ثم أعلن عن جهود قوات حرس الحدود " حماية الحدود"، وأخيرا التبرع لصندوق تحيا مصر " من رجال الجيش للشعب المصرى"، معادلة فى تكوينها تفتح أبواب الاحترام والتقدير لكل المنتمين للمؤسسة العسكرية المصرية، وتحمل فى طياتها رسائل كثيرة، لعل من أهمها أن السير فى مسار معين مهما كان، لا يؤثر على المسارات الأخرى، وكأن الجيش المصرى يسير "منفردا" فى سيمفونية بديعة، محمية من الله ، ومغلفة بالعلم والتطوير المستمر، وتتضمن عزيمة وإرادة رجاله " ضباط وضباط صف وجنود وصناع ومدنيين"، ومع قيادة حكيمة للجيش المصرى، بدأت منذ عشرات السنوات، وصولا للفريق أول محمد زكى، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، والقائد العام للقوات المسلحة، أحد الأبطال النموذجيين فى المرحلة الحالية، ليستمر الجيش المصرى محافظا على تاريخه المشرف، ومحافظا على عزته وكرامته، ومؤتمنا على مصر والمصريين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة