يهل علينا رمضان هذا العام، وقد حاصرنا الوباء، وجعلنا نلتزم منازلنا، لا حول لنا ولا قوة، أملاً في أن يزيح الله الغمة، مع نفحات الشهر الكريم، بعدما منعنا الفيروس المستجد لأول مرة من صلاة "التراويح" في مساجدنا، التي تبكي ضيوف الرحمن، حيث باتت المساجد خالية من الركع السجود، وكلهم أمل أن يعودوا في القريب العاجل يصطفون في مشاهد إنسانية وإيمانية، لترتفع أصوات القرآن الكريم والابتهالات والدعوات.
ينطلق مدفع الإفطار مع آذان المغرب دون أن نتجمع في المساجد، ونوزع التمور، وينطلق آذان الفجر للإمساك عن الأكل قبل أن نسمع تواشيح النقشبندي في مساجدنا، وهي تغسل القلوب من الهموم، وتحرك المشاعر والعقول مع نسمات فجر كل يوم جديد.
يأتي رمضان هذا العام حزيناً، حيث منازلنا خالية من "اللمة" والتجمعات، وموائد سحورنا لا تعرف الزحام، لنبكي على أيام مرت، كنا ننتظر فيها رمضان حتى يجمع القريب والبعيد، ونرى "وشوش" لم نراها من زمن بعيد.
نحتفل بشهر رمضان، مع ظروف احترازية، نحاول من خلالها قدر المستطاع، الحفاظ على النفس، والبعد عن الزحام والاختلاط، وانحصار الاحتفالات في المنازل، بتعليق الزينة، وقراءة القرآن الكريم، وصلاة القيام والتهجد، في محاولة لتحويل منازلنا البسيطة لمساجد يذكر فيها اسم الله.
احتفلوا برمضان في منازلكم، صلوا مع من تحبوا، واقرأوا القرآن، وكثفوا الدعاء، أن يزيح الله الغمة، ويعجل بالفرج عما قريب، فما أحجونا خلال هذه الأيام، لدعوات أمهاتنا على "سجاجيد الصلاة"، والترابط والتراحم والعودة إلى الله، لعل الأزمة تزول والفرج يأتي، وندرك ما تبقى من رمضان في مساجدنا، فرحه باستقبالنا، بعدما هجرناها عن غير رغبة، فصوموا وصلوا وادعوا من أجل بلدنا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة