فى مثل هذا اليوم سقطت ثانى دول الخلافة الإسلامية فى التاريخ الإسلامى، "الدولة الأموية"، وهى واحدة من أكبر الدول الحاكِمة فى التاريخ، كان بنو أمية أولى الأسر المسلمة الحاكمة، إذ حكموا من سنة 41 هـ (662 م) إلى 132 هـ (750 م)، وكانت عاصمة الدولة فى مدينة دمشق، ولكن السؤال هنا كيف سقطت الدولة الأموية أمام العباسية رغم أن الدولة الأموية تعرض قبل ثورة العباسيين إلى هزات دون أن تؤدى بها، فلماذا أودت بها هذه المرة؟.
غلاف الدولة الأموية
يقول كتاب "الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار" لعلى الصلابى، لإن الثورة العباسية نجحت لأنها ظهرت في حين كان يحدث فيه انقلاب أساسى في الدولة الأموية، ولا أقصد بهذا الانقلاب الخلاف الذى حدث بين أفراد البيت الأموى فقط، بل اقصد أوسع من ذلك، فما اختلاف الأمويين إلا وجه من وجوه الانقلاب الذى كان قائما آنذاك بينهم.
وأضاف الكتاب، والحق أن الدولة الأموية كانت تعانى آنذاك أزمة كبيرة لم يولها المؤرخون اهتمامًا كافيًا: أزمة لم يكن معولها فقط على انتقال الحكم من ضلع من البيت الموى إلى ضلع آخر، أي من آل عبد الملك بن مروان إلى آل محمد بن مروان، بل انتقال الحكم من جنوبي الشام إلى شمالها ومن الهيمنة اليمانية إلى حكم القيسى.
وأوضح الكاتب، أن مركز الثقل في الدولة الأموية انتقل في أواخر حكمها من جنوب الشام إلى شمالها، وأول مظهر لذلك أن الخلفاء المتأخرين أخذوا يغادرون دمشق إلى البادية، ويقيمون في قصور لهم أنشأوها هناك، على رأسهم هشام بن عبد الملك، فعلوا ذلك هربًا من الطاعون الذى كان يصيب دمشق من حين إلى آخر، وأضاعت دمشق بذلك قيمتها، وانتقلت هذه القيمة إلى شمال الشام، وأسعف ذلك الانتقال أن قطعًا كبيرة من الجيش الشامى انتقلت إلى الجزيرة وشرقى الجزيرة لمتابعة القتال في أرمينية والقفقاس.
وأشار الكتاب، إلى أن هذه القطع لم تعد كتائب جماعات حلت في هذه المنطقة للجهاد، ترجع في شتاء إلى بيوتها، بل أصبحت فرقًا حربية مأجورة، رأينا مروان بن محمد الجعدى ينظمها كراديس للقتال، وهى جيوش أصبحت تقيم في شمالى الجزيرة وتتغذى وتتكون من اهل تلك المنطقة من القيسيين خاصة، وكانت تدخلها عناصر الجنوب من اليمانية، إلا أن هذه العناصر كانت تتأقلم معها؟، فتصبح منها وفيها.
ويؤكد الكتاب أن هكذا تكونت جماعة جديدة ومجتمع جديد في شمالى الشام، ولم يقتصر التغير على إحداث هذا المجتمع وعلى تكوينًا جديدًا، بل اتخذ هذا المجتمع كيانًا خاصًا وافكارًا جديدة.
ولفت الكتاب إلى أن الثورة العباسية ظهرت في موعد مناسب لها، ظهرت في وقت كان يجرى فيه تفاعل في الدولة الاموية، تفاعل شديد قلبها راسا على عقب، فأخذتها الثورة العباسية على حين غرو، فلك تصمد امام المفاجاة في ساعة كانت احرج ساعة في تاريخها، فسقطت سقوطها المريع، ذلك أن الدولة الموية كانت قد نقضت بنفسها بغية أن تبنى بنيايًا جديدًا مكانة، وإذا بالبنيان الجديد الذى لم يستقر بعد يتعرض للعاصفة، فيتساقط كأوراق الخريف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة