شهر رمضان المبارك مرتبط لدينا بمجموعة من المظاهر التي لا يمكن الاستغناء عنها مطلقا، بداية من الزينة التي تعلق في الشوارع مرورا بالفوانيس التي يحرص على شرائها الكبار قبل الصغار، ومع التطور الذي نشهده كذلك فوانيس رمضان أخذت أشكالا وأحجاما مختلفة عن المعتاد، وفي ظل الظروف التي نعيشها بسبب فيروس كورونا المستجد وحرصنا الدائم على الالتزام بتعاليم الوقاية والتعقيم واستعمال الكلور كمطهر للأسطح، استغل "محمد النجار" عبوات الكلور الفارغة وتحويلها لفانوس رمضان مميز وكأنه مصنوع من أجود الخامات.
فانوس ارتفاعه 2 متر
محمد النجار أستاذ أشغال المعادن بقسم الأشغال الفنية والتراث الشعبي بكلية التربية الفنية بجامعة حلوان بدأ في رحلة صناعة الفوانيس بداية من رسالة الدكتوراه الخاصة به، حيث كانت تتناول موضوع "الفانوس الشعبي وكيفية استحداث وحدات إضاءة مختلفة ومتنوعة مستلهمة منه"، ومن حينها نفذ محمد أشكالا كثيرة للفانوس وعرضها في الأسواق وبدأت تأتيه بعض "الأوردرات"، وحول تصميماته المعدنية إلى خشبية للتقليل من التكلفة بقدر الإمكان، وبالفعل بدأ الكثير من الناس يتفاعلوا مع مشغولاته التي يعرضها على العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي.
فانوس رمضان من عبوات الكلور الفارغة
محمد صمم أشكالا وأحجاما متنوعة لفوانيس رمضان منها الصغير وآخر عملاق يصل ارتفاعه لـ"2 متر ونصف" مصنوع من الكارتون، وبعضها مستوحاة من التراث النوبي وأخرى من التراث الشعبي المصري المميز بألوانه المبهجة وتفاصيله الدقيقة، أما عن أغرب التصميمات التي نفذها محمد النجار فكانت استغلاله للعبوات الفارغة للكاتشب وسائل الكلور واستعمالها لعمل فوانيس رمضان لا تقل جمالا وروعة عن الفوانيس الأخرى المصنوعة من خامات معدنية أو خشبية.
فانوس مستوحاة من التراث النوبي
استغرق تنفيذ الفوانيس من زجاجة الكلور حوالي ثلاث ساعات ويوم على أقصى تقدير، وكانت هذه دعوة غير مباشرة من "النجار" لاستغلال أوقات الحظر في عمل أشياء مبهجة وبأقل الإمكانيات لكنها كفيلة لإدخال السعادة والسرور على نفوس الصغار في ظل هذه الأجواء.
فانوس مستوحاة من النخلة
فوانيس من عبوات الكاتشب الفارغة