الدكتور جابر عصفور
"سليمان العطار كان صديقا ودارسا أصيلا، استفاد من وجوده ودراسته فى أسبانيا، ولحسن حظه كانت البنيوية فى صعودها وقرأها من خلال الترجمات الفرنسية، وكان من حسن حظه أن يقرأ الباحث الإسباني (داماسو ألونسو) وهذا قد فتح أمامه أبوابا كثيرة من المعرفة، لم تكن من الممكن أن تكون متاحة قبله لأحد، ولهذا عاد من أسبانيا وكان مدركا لمجموعة من الأشياء الجديدة أقتصرها فى ثلاثة أشياء:الدكتور خالد سالم
برحيل الدكتور سليمان العطار سقطت آخر لؤلؤة من عقد الدراسات الأندلسية، جيل شكلته كوكبة من الأساتذة العظام الذين درسوا فى إسبانيا حيث داروا فى فلك المعهد المصرى منذ أن افتتحه طه حسين فى مدريد عام 1950، فنهلوا منه ثم عادوا إليه مدراءً، رحل آخر دون كيخوتى عرفته بعد أن أسس لنهج فى الدراسات الأندلسية وترعرع معه جيل من شباب المشتغلين بالدراسات الإسبانية فى مصر، رحل أستاذ ومترجم مبدع على المستويين المعهدى والإنسانى، أعطى بسخاء لكل من كان حوله، فلم يبخل على كل من اقترب منه، على المستويين المجرد والملموس.الدكتور سامى سليمان
"عن دكتور سليمان العطار.. لماذا ستبقى سيرة العطار حية؟سنرحل جميعا فهذا يقينٌ أقوى من يقين الميلاد، وسيبقى من كلٍّ منَّا ما صنع أو كثيرٌ منه، ولعل الراحل الكريم أستاذى الدكتور سليمان العطار قد ترك الكثيرَ من الذكريات والآثار الباقية فى قلوب وعقول كل مَن تتلمذوا عليه وكل مَن اقتربوا منه، فقد كان يمنح وقتَه كلَّه لتلاميذه ومحبيه، وكانت علاقته بعدد كبير منهم علاقةَ الشيخ الصوفى بمريديه، وإن كانت علاقة العطار بمريديه تقوم على إشعارهم بالتكافؤ والمحبة وبثِّ عوامل الشعور بالنِّدية فيهم، فهى علاقةٌ تجمع بين الحب المتبادل والتقدير المتبادل بين طرفيها، وإذا كان ابن عربى شيخ العطار قد جعل قلبَه مُحتضنًا كلَّ المحبين على اختلاف دياناتهم ومشاربهم فقد كان قلب العطار قابلا لكل من اقتربوا منه على كل ما يعانونه- كغيرهم من بنى الإنسان- من جوانب دالة على السلب أو الضعف أو النقصان الذى هو جِبِلَة كل مخلوق بشرى ضعيف. وكان العطار قادرا على أن يستكشف الجميلَ والإنسانى فى كلٍّ منهم. كما كان أيضا كريمًا ومعطاءً إلى حدِّ الإسراف فى العطاء رغبةً فى جبْر الحاجة والقضاء على أية بارقة بؤس أو شقاء أو احتياج. ولهذا سيبقى سليمان العطار حيًا فى قلوب عارفيه ومُحبِّيه، ولعل سيرته ستبقى بعد حياتهم؛ وفى هذا امتدادٌ لآثار صنائعه الجميلة.
الدكتور أحمد شمس الدين الحجاجى
من عالم ألف ليلة وليلة والتراث العربى القديم عاد إلينا سليمان العطار يعيش معنا للمعاصرة والحداثة ويقدم لنا صورة للإنسانية فى نبلها وعظمتها لنعيش فى عصرنا الذى قدم كرمه وعطاءه وعلمه لكل من يعرفه ولعل طلابه لم يروا شخصية انسانية مثله، كان يحرص عليهم وكثيرا ما دفع مصاريف لغير القادرين، كان زملاؤه يرون فيه شخصية الساحر القادر على معرفة مشاكلهم وحضوره المتجدد فى حياتهم ليحل جميع مشاكلهم، كان نسيما فى الأيام الحارة، وكان الماء فى أيام الجفاف، وفى ذلك كان العالم الفذ الذى قدم الحضارة الاندلسية والعربية فى كتاباته يدرس الشعر شاعرا، ويدرس الأدب أديبا، وفوق ذلك كتب الرواية وترجم أهم الأعمال الأدبية وكانت ترجمته رائعة لمائة عام من العزلة لمركيز مثلا أعلى للترجمة وكان الذين يعرفون الأسبانية يرون اللغة العربية أعلى من لغة ماركيز فى الإسبانية، لقد منحنا الحب والحنان والعلم، فجزاه الله عنا خير الجزاء وجعله من عمل فى فسيح جناته.الدكتور قحطان الفرج الله
لم يكن سليمان العطار بالنسبة إلىَّ أستاذا أو صديقا فقط، بل كان حالة إنسانية تجلت فيها القيم والمبادئ بشكل كبير، إن العطار جسّد بكل معنى الكلمة القيم الجميلة التى تمتع بها دون كيخوتة وكذلك قمة الإبداع والصفاء الروحى عند ابن عربى، فسليمان العطار مفكر مصرى من طراز خاص، نادرا ما يتكرر فى أزمان متقاربة، أنا لمست بشكل كبير قدرته على توليد الأفكار، وكذلك ترنيم ما تعكر منها فى ذهن الطلبة والأساتذة، العطار حالة فكرية عربية فريدة ستظل حية وتتجدد.
الدكتور أحمد عمار
"حين ذهبت إليه على استحياء لأطلب منه أن يكتب لى مقدمة ديوان لي، كنت أقدم رجلا وأؤخر الأخرى.. من أنا ليوافق هذا العملاق على مثل ذلك الطلب؟! ولكن لم لا وهو من يقدم لنا الحب دوما؟! ربما يفعلها حتى لا يشعرنى بحزن. وكيف لا وهو من يطارد الحزن ويهزمه بدخول الفرح إلى القلب؟!الدكتورة عزة شبل
أستاذنا الحبيب الأستاذ الدكتور سليمان العطار رحمه الله، أستاذ من طراز فريد حقا، لم يكن متميزا فى النواحى العلمية فقط وإنما سر تميزه فى رأيى هو المستوى الذى وصل إليه من الرقى فى التعامل مع البشر صغيرهم وكبيرهم تعامل تملؤه المحبة من قلب عطوف يقدر الإنسانية ويحتويها فكانت نظرته إلينا نظرة الأب الحانى الذى يحب أبناءه كلهم بقدر متساو ويبذل كل طاقته لمساعدتهم برضا وسعادة.
الدكتورة رانيا العدل
مازالت أجنحة روحك تحتضن كل الوجود. حضورك العجيب كالعطر فى أنفاس الحياة، يردُّ فينا الروح مع كل نسمة من نسمات مرورك العذب بنا، وعطرك الأبدى أيها العطار الحبيب إرثٌ من الحب، تركته لكل الذين عرفوك... إرث من الحب يكفى لأن يبقى هذا العالم بخير. يا قديس الحب ابق معنا، لملم أشلائنا، و"طبطب" على أكتافنا بيدك الحانية حنوَّ الأم العطوف... فما زلنا غير قارين على استيعاب الرحيل .. فتارة نحلق فى فضاءاتك فرحين ... وتارة يباغتنا الحزن فنبكيك ... من غيرك أيها الحبيب .. قادر على أن يعزِّينا فيك. ابق معنا... فالحياة بدونك ينقصها الكثيرمصطفى علام
مولانا كعهده دائما غادر إلى عالم مجهول وفاجأتنى صديقة أن الأربعين قد حان، أى أربعين يا مولانا وأنت لازلت تجلس إلى جانبى. ألم ترحل؟ لقد رحلت وأصبحت الأيام بعدك بلا معنى، لا أرى سليمان إلا صوفيا، كأكبر صوفى جاد، مجموعة هائلة من الحكمة المخبأة لى، كان رحيله مؤلم بالنسبة لى، كيف أستطيع تصديق أنه لم يعد موجودا فى الحياة؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة