يتذكر متحف المجوهرات الملكية على صفحته الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعى، الخديوى عباس حلمى الثانى، الذى ولد فى الإسكندرية عام 1874م، وحكم مصر فى الفترة 1892 – 1914م، كان سابع من حكم مصر من أسرة محمد على وآخر خديوى لمصر والسودان حيث حمل من حكم مصر من بعده لقب "سلطان ".
الخديوى عباس حلمى الثانى، كان أكبر أبناء الخديوى توفيق ابن الخديوى إسماعيل وكانت والدته أمينة هانم إلهامى حفيدة السلطان العثمانى عبد المجيد الأول، التى لقبت بأم المحسنين لاهتمامها بالعمل الخيرى وكفالة المساكين والمرضى في الجمعيات الخيرية.
ويقول المتحف إن الخديوى عباس حلمى الثانىن اقتصرت سيرته فى كتب التاريخ على الأحداث السياسية المشهورة مثل حادثة دنشواي عام 1906م ونجاح الحركات الوطنية بدعم منه فى خلع اللورد كرومر من منصبه 1907م، وما تبعها من نتائج سياسية، ولكن هناك جوانب أخرى فى شخصية الخديوى عباس حلمى الثانى.
بوترية الخديو عباس حلمى بالمتحف
عرف عن الخديوى عباس حلمى الثانى استمراره في حركة النهضة فى مجال التعليم والعمارة ليواصل مشروع جده الخديوي إسماعيل ، حيث شهد عصره صعوداً عظيماً للنهضة التعليمية في مصر وتم تتويج ذلك بإنشاء الجامعة المصرية عام 1908 ( جامعة القاهرة حالياً ) بالرغم من معارضة الاحتلال الإنجليزى لهذا، تبع ذلك التوسع في إنشاء المدارس العليا للهندسة والتجارة والزراعة والمعلمين و تحسين الخطوط العربية بالعباسية والفنون الجميلة ، فضلاً عن تشجيعه لإنشاء الكثير من المدارس الأهلية لتعويض نقص إمكانيات الحكومة في ظل الاحتلال .
شيد فى عصره قصر المنتزه بالإسكندرية عام 1892 وهو من أطلق عليه اسم "قصر المنتزه"، و يوجد في القاهرة كوبري مشهور باسمه ( كوبري عباس ) الذي يربط بين منيل الروضة والجيزة .
الخديوى عباس حلمى الثانى
عمدت إنجلترا بسبب صراعها معه إلى التعتيم على إنجازاته العظيمة ووقفت ضد مشروع اهتمامه بالصحافة واحتضانه لحركات الاستقلال التي قادها مصطفى كامل ومن بعده محمد فريد و دعمه للعفو عن الشيخ محمد عبده الذى قام بتعيينه في منصب المفتي والذي طور التعليم الديني بالأزهر الشريف.
اشتهر عصره بنهضة كبري في مجال ترميم الآثار، كما عرف بتشييد المتاحف الكبرى مثل :"المتحف المصري عام 1902 في موقعه الحالي بقلب القاهرة، متحف الفن الإسلامي عام 1903 بعدما كان دار المتحف العربي، المتحف اليوناني الروماني عام 1905 بموقعه الحالي بشارع فؤاد، حيث أنه كان قد أقيم عام 1892 في مكان آخر ونظراً لعدم اتساعه للكم الكبير من التحف آنذاك قررت بلدية الإسكندرية بناء المتحف الحالي، المتحف القبطي (الجناح القديم) عام 1910 لمؤسسه مرقص باشا سميكة .
قامت بريطانيا بخلعه من الحكم عام 1914 بسبب وقوفه إلى جانب الحركات الوطنية، تزامناً مع بداية نشوب الحرب العالمية الأولى ونفيه خارج البلاد، وتنصيب عمه حسين كامل سلطاناً على مصر وفرضت الحماية على مصر رسمياً، رحل الخديوي عباس حلمي الثانى في سويسرا ( چنيف ) عام 1944م بعد أن عاش بها منفياً ثلاثين عاماً .
ويضم متحف المجوهرات الملكية بالإسكندرية بوتريه للخديوي عباس حلمي الثاني محفوظ داخل إطار مذهب.