قبل 9 سنوات من الآن، كان عريس يجهز نفسه لليلة العمر، حيث حجز في فندق شهير بالقاهرة، وغرفة فخمة لقضاء ليلة الدخلة بها، حيث كانت العيون تراقب وترصد الليلة الموعودة.
موعد الزفاف اقترب، العريس يجهز نفسه في الغرفة، ويراقب عقارب الساعة التي تتحرك ببطء من وجهة نظره، ليسمع صوت طارق على الباب، يتوجه إليه، ليجد أمامه شاباً، يبتسم ابتسامة مصطعنة، قائلاً:" مساء الخير يا أفندم..وألف مليون مبروك، أنا من محل الورد، المكلف بتزيين عربية الزفة بتاعة حضرتك، وكنت محتاج المفتاح عشان ألحق أزينها، لأن خلاص ما فيش وقت".
العريس المتعجل على الزفة، يخرج مفتاح السيارة الخاصة من طيات ملابسه ويعطيه للشاب دون التأكد من هويته، حيث نجح المتهم في مغافلة موظفي الفندق والوصول لغرفة العريس، وما أن استولى على المفتاح حتى أسرع نحو السيارة وهرب بها.
العريس أصبح جاهزاً، والعروسة أيضاً، والمعازيم ينتظرون الزفة، فالجميع ينتظر، وسيارة الزفة اختفت تماماً، ليسطر على المشهد أجواء توتر وقلق، ويكتشفوا أنهم وقعوا فريسة للص، ليتحول الفرح لغرفة عمليات بحثاً عن اللص.
ضابط وسيم الشكل تبدوا على ملامحه الجدية، يعمل في شرطة السياحة، يدعى "أشرف يعقوب"، وبرفقته مجموعة من زملائه، حضروا للمكان وجمعوا المعلومات، وحصلوا على صورة للص من كاميرات المراقبة، وبهدوء وثقة كبيرة قالوا للجميع:" احتفلوا يا جماعة بالفرح، العربية هترجع".
أحضر الأقارب سيارة بديلة لزفاف العريس، وبينما كان الجميع مشغولون في الرقص على أنغام الموسيقى، كانت العيون الساهرة "رجال الشرطة" يبحثون عن اللص، حتى رصدوه في "كبارية" وتم القبض عليه، وبعدما قضى العريس ليلة الدخلة، سمع الباب يطرق، تحرك نحوه، وجد هذه المرة رجال الشرطة يسلموه مفتاح العربية بعد استعادتها عقب الحادث بساعات، ليصبح فرح العريس مرتين بعروسته وعربيته.
وتنشر "اليوم السابع" سلسلة حلقات "شاهد على الجريمة" طوال شهر رمضان، حيث ترصد شهادات الضباط والمحامين والمعاصرين للجرائم التي شغلت الرأي العام، والتي كان من الصعوبة كشفها، إلا أن دهاء رجال المباحث والكفاءات الأمنية ساهمت بشكل كبير في كشف غموض هذه الجرائم القديمة، التي وقعت على مدار السنوات الماضية.
ونهدف من نشر هذه الجرائم، للتأكيد على أنه لا توجد جريمة كاملة، وأن المجرمين حتماً يقعون في قبضة الأمن مهما طال الوقت، وللوقف على الظروف التي صنعت من أشخاص عاديين مجرمين، ولتنجب الأخطاء وتفاديها، حتى لا يقع أحد فيها ويجد نفسه خلف الأسوار مثلهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة