استقبل المسلمون في العالم شهر رمضان الذي يأتي هذا العام في ظروف استثنائية غيرت بشكل غير مسبوق مظاهر الحياة خلال هذا التوقيت المميز من العام، فقبل شهور فقط من الآن لم يكن أحد ليتصور أن شهر الصيام لهذا العام سيكون خاليا من أهم مميزاته بداية من صلوات التراويح وموائد الرحمن والخطب بالمساجد و نهاية بالتجمعات العائلية و موائد الإفطار الجماعية.
وقام البعض حول العالم بإطلاق العديد من المبادرات إلكترونية، لتخفيف الوضع للمسلمين وخاصة بالدول غير الإسلامية، حيث قامت بعض المؤسسات الدينية الإسلامية بتقديم الشعائر الدينية عبر مواقع التواصل الإجتماعي.
وأبرزت صحيفة "ميرور" البريطانية، التاثير المباشر علي مسلمي بريطانية بشهر رمضان فى ظل تفشى فيروس كورونا، حيث ألقت الأزمة بظلالها على الطقوس الدينية الإسلامية خلال شهر رمضان الفضيل هذا العام، خاصة صلوات الجماعة، ومن بينها التراويح والجمعة.
وبدلاً من إقامة صلاة (التراويح) في المساجد، نُقلت شعائرها عبر الإنترنت لتصبح رقمية هذا العام، حيث حرص معهد الكريمية الإسلامي فى إنجلترا على نقل شعائر الصلاة والخطب وجلسات التدريس الإسلامية عبر الإنترنت، وهو إحدى المؤسسات الدينية في مدينة نوتنجهام البريطانية التي تستضيف يومياً برنامج إفطار خاصاً على محطة إذاعة الجالية.
وقررت المؤسسة مشاركة قراءات القرآن والصلاة عبر صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك، التي يمكن مشاهدتها عبر الإنترنت قبل صلاة التراويح في المنزل.
وقال الدكتور مشرف حسين أوبي الرئيس التنفيذي والإمام لمعهد الكريمية: "نحث الناس على البقاء في منازلهم وتجنب تجمعات الإفطار، فقد سمحت لنا التكنولوجيا بالتواصل مع المجتمع، فهذا أفضل من لا شيء".
وفي ظل التدابير والإجراءات الاحترازية والوقائية التي تتبعها العديد من الدول حول العالم التي من بينها إغلاق المساجد منعا للتجمعات، تحاول المؤسسات الإسلامية عدم حرمان المسلمين في إيطاليا من شعائر رمضان، ومنها الجمعية الوطنية للمسلمين الإيطاليين التي قررت بث خطبة الجمعة أسبوعيا على صفحتها الرسمية على موقع "فيس بوك".
ووفقا للموقع الرسمي للجمعية الوطنية للمسلمين الإيطاليين، تم بث خطبة الجمعة عبر صفحتها "ANMI" بموقع "فيس بوك" عبر الإنترنت، في 17 أبريل الماضي، وسيستمر بث خطب الجمعة طوال شهر رمضان عبر الصفحة، ويلقيها الشيخ محمود السيد من منزله في مدينة ميلانو شمالي البلاد.
وتسعى الجمعية الوطنية للمسلمين الإيطاليين من هذه المبادرة، إلى إشعار جاليتها في إيطاليا بالتقارب، حتى في ظل هذه الفترة العصيبة التي تمر بها البلاد والعالم أجمع.
ولن تقتصر مبادرات الجمعية في شهر رمضان على خطبة الجمعة الإلكترونية فقط، بل أطلقوا أيضا مبادرة مشاركة لصلاة تراويح من المنزل، من خلال وضع رابط مساء كل يوم على صفحتهم الرسمية على فيس بوك لكل المسلمين الراغبين في تشارك الشعائر الدينية، حتى وإن كانت على الإنترنت فقط.
وسيظهر الرابط عبر صفحة الجمعية على "فيس بوك" مساء كل يوم نحو الساعة و10 ونصف بالتوقيت الإيطالي.
بالإضافة إلى ذلك، في منتصف الصلاة، سيشرح الأئمة بعض آيات القرآن الكريم المقروءة في تلاوتهم، لتفسيرها وتيسيرها للمسلمين، وتلك الخدمات والمبادرات يسعى من خلالها رئيس الجمعية الوطنية للمسلمين الإيطاليين رافايللو يازان فالليني إلى جعل الجالية المسلمة في إيطاليا تشعر بالوحدة والقرب حتى في ظل هذه الظروف الطارئة.
في ألمانيا أيضا، حيث لا تزال المساجد مغلقة على الرغم من الرفع التدريجي للقيود في الأسابيع المقبلة، أعدت أماكن العبادة في برلين "تلاوة القرآن" و"الصلوات" و"الخطب عبر الإنترنت". وسيطبق الأمر نفسه في هولندا التي لا تفرض العزل الكامل، حيث ستبث صلاة رمضان عبر الانترنت.
و"الإفطار عن بعد" كانت من أهم المبادرات الإلكترونية التي أطلقت بالتزامن مع أول أيام الشهر المبارك، بهدف تجميع الصائمين على برنامج "zoom" الإلكتروني لمشاركة وجبة الإفطار.
وسلط موقع "بيزنيس إنسايدر" الأمريكي الضوء على هذه المبادرة، موضحاً أن فادومو عثمان من أطلقها، ومقره مدينة منيابولس في ولاية مينيسوتا الأمريكية.
وقال صاحب الفكرة: "أهداف برنامج الإفطار عن بعد ليس فقط جمع الناس لتناول الطعام معاً، لكن أيضاً لمشاركة أفكارنا وكيف نشعر في غياب هذه المحادثات التي عادة ما تحدث في قاعات المساجد أو في المنازل".
ودعت كاميلا يوسف وهي كندية من أصل نيجيري تعيش في كمبوديا، أصدقاء من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك نيويورك وباريس ونيودلهي، إلى تحضير الإفطار ومشاركته رقميا خلال الأيام الأولى من شهر رمضان.
أما مدينة جلوستر البريطانية، فخططت الجالية المسلمة لإقامة حفلات إفطار جماعية ومحادثات افتراضية عبر الإنترنت خلال رمضان، باعتبار "الافتراضية" الوسيلة التي وجد فيها مسلمون عزاءهم لقضاء الشهر الفضيل بالقرب من أسرهم حتى وإن كان فقط "عبر الإنترنت".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة