فى الأفق البعيد، قد تصبح الصورة غير واضحة، حين ترى سيدات ترتفع لافتات أسمائهن على طاولات قمم عالمية، يقررن مصير الأمم ، ويضعن ميزانية أخرى، لتختفى كواليس كل واحدة منهن وراء صمودهن وإصرارهن أن يصبحن كما قررن الأقوى والأفضل، فى 30 حلقة متوالية، سنسرد كواليس حياة نساء أوروبيات، ما بين ربات منازل أصبحن من قادات العالم، وأخريات حلمن أن يكن رؤساء دول، وملكات وضعت صورهن على العملات المعدنية، قصص وصولهن إلى السلطة وحكايتهن الشخصية فى سلسلة " هن من أوروبا" .
تحدثنا فى الحلقة الماضية عن زوزانا شابوتوفا، محامية الفقراء التى دعمت حقوق الأقلية وناصرت البيئة، حتى حصلت على جائزة دولية،والتى قادت احتجاجات مقتل صحفى وخطيبته رميًا بالرصاص فى منزلهما، لتكون بعد ذلك أول امرأة ترأس سلوفاكيا.
وإليكم الحلقة الثالثة:
رئيسة وزراء الدنمارك
ميتي فريدريكسون أصغر رئيسة وزراء في تاريخ الدنمارك، منذ نعومة أظافرها، وهى سياسية الهوى والأفعال، بعد أن ترعرعت في عائلة عاملة، ابنة لعامل بمطبعة هو فليمينج فريدريكسن والمعلمة أنيت فريدريكسن، تزوجت وانفصلت بعد إنجاب طفلين، وتعيش حاليًا قصة حب مع مخرج ومصور سينمائى، وتسببت الانتخابات البرلمانية فى تأجيلها.
ميت فريديكسن
ولدت ميت فريدريكسن في ألبورج 19 نوفمبر 1977 مواليد برج العقرب، وتميز المنزل بقيم عائلة عاملة كلاسيكية، وسرعان ما تعلمت ميت أهمية الحصول على وظيفة والعمل بجد والحفاظ على المواعيد، في الوقت نفسه، تم التركيز على قيم مثل التضامن والتعاون، وإذا كان أي شخص في الدائرة الاجتماعية للعائلة فى مشكلة، فسيتم حلها دائمًا حول طاولة مطبخ الوالدين.
رئيسة الدنمارك ميت فريدركسن
وبسبب المنزل الاجتماعى الاشتراكى التى نشأت فيه ميتى، تولد لديها الوعى السياسى فى سن مبكرة، وعندما كانت تبلغ من العمر 12 عامًا، انضمت إلى حركة جنوب إفريقيا المناهضة للفصل العنصرى، وبحلول الوقت الذى وصلت فيه إلى سن المراهقة، كانت نشطة في كل شيء تقريبًا يمكن اكتسابه من عمل السياسة الاجتماعية.
وخلال دراستها، أصبحت رئيسة مقاطعة نورجلاند، وكانت نشطة في مجلس الطلاب في مدرستها الثانوية، أثناء الرعاية النهارية، ومجلس الشباب الدنماركى المشترك.
من 2000-2001 ، كانت مستشارة شبابية في LO ، كما تم انتخابها كعضو في البرلمان من أجل الاشتراكية الديمقراطية في مقاطعة مقاطعة كوبنهاجن، وبعد ذلك تم تعيينها نائبة لرئيس لجنة السياسة الخارجية والأمنية للديمقراطيين الاجتماعيين، وكذلك مقررة للثقافة ووسائل الإعلام والمساواة بين الجنسين من 2001 إلى 2005.
في عام 2007، حصلت ميتى على درجة البكالوريوس في الإدارة والدراسات الاجتماعية من جامعة ألبورج، وفى عام 2009 حصلت على درجة الماجستير فى الدراسات الأفريقية في جامعة كوبنهاجن.
mette_frederiksen_
وعندما تم انتخاب ميتي فريدريكسن للبرلمان الدنماركى فى عام 2001، كانت صغيرة تبلغ من العمر 24 عامًا فقط وكانت أصغر امرأة في مجموعة برلمانية تضم 52 عضوًا ، كما أنها لم تكن خائفة من أن تتعارض مع خط الحزب وتختلف معه كما هو الحال عندما اقترحت حظرًا على منع الدعارة المشتراة واستمرت في الاقتراح حتى بعد الانتقادات الداخلية.
وفى الانتخابات البرلمانية في عام 2005، أعيد انتخابها بـ 18،219 صوتًا شخصيًا وفي الانتخابات العامة لعام 2007 حصلت على تصويت شخصي بـ 27،077 صوتًا ، مما جعلها رقم سبعة في قائمة العشرة الأوائل من السياسيين الدنماركيين بأكثر الأصوات الشخصية.
ومع ذلك، أصبحت الانتخابات البرلمانية في عام 2005 خاصة بالنسبة لميت فريدريكسن عندما خسر رئيس الحزب الديمقراطي الاجتماعي موجنس ليككتوفت أمام أندرس فوج واختار الاستقالة بعد ذلك كرئيس، وتمت مشاهدة ميتى وهى تبكى خلال خطاب الوداع الذى قام به موجنس ، الذى صرح فى مقابلة تليفزيونية فيما بعد تفكيره فى ميتى في أنها ستكون هي التي يمكن أن تقود هذا الحزب عاطفيًا وسياسيًا بحتًا، ومع ذلك لم تكن ميتى جاهزة بعد وانتقل المنصب إلى ثورنينج سشيمتدت، وأصبحت هى نائبًا لرئيس المجموعة البرلمانية.
وفى مايو 2010 ، تم الكشف عن أن ابنة فريدريكسن مع أطفال العديد من السياسيين الاشتراكيين الديمقراطيين البارزين الآخرين كانت تتعلم في مدرسة خاصة، واتهمت الصحافة الدنماركية، إلى جانب زملائها، فريدريكسن بالنفاق، حيث رأى حزبها منذ فترة طويلة تعزيز التعليم العام على أنه سياسة رئيسية.
في عام 2005، انتقد فريدريكسن علناً الآباء الذين أرسلوا أطفالهم إلى المدارس الخاصة.
وردت فريدريكسن على الانتقادات بقولها إن رأيها في التعليم الخاص أصبح أكثر دقة منذ ملاحظاتها في عام 2005 ، وأنه كان من النفاق أن تضع حياتها السياسية الخاصة قبل مصلحة ابنتها.
ميت فريدريكس برج العقرب
فى 20 يونيو 2015 ، تم انتخابها رئيسة للاشتراكيين الديموقراطيين، بعد أن اختارت هيللي ثورننج شميت الاستقالة بعد نتيجة انتخابات مخيبة للآمال، وشهد الحزب تقدمًا كبيرًا فى رئاستها.
وقدمت زعيمة الحزب الديمقراطى الاشتراكي حكومتها للملكة مارغريت الثانية، إثر فوز حزبها في الانتخابات على الحزب الليبرالي، بعدما تبنت صرامة أكثر في سياسة الهجرة.
ولدى خروجها من القصر الملكي، رفقة فريقها الحكومي المشكل من 19 وزيرا، قالت فريدريكسون للمهنئين إن فريقها يعمل بجد وإخلاص لخدمة البلاد بأكملها.
وتفاجأ مراقبون من أن حكومة فريدريكسون لا تضم إلا 7 نساء، وعلى الرغم من أن البرلمان الدنماركي فيه 70 امرأة من أصل 179 نائبا فإن المراقبين يشيرون أيضا إلى أنه البرلمان الوحيد في دول شمال أوروبا الذي ليس فيه نسبة 40 % من النساء.
صورة لها وهى شابه
حياتها الشخصية
تحكى ميتى فريدريسكن أصعب الأوقات التى مرت بها، في عام 2013، توفت والدتها بعد صراع طويل مع المرض، وفي العام التالي في عام 2014، طلقت زوجها الذى عاشت معه 11 عامًا، إريك هار، مدير الاتصالات في جمعية الصيدلة الدنماركية، والتى لديها منه طفلين إيدا فيلين 18 سنة وماجن 14 سنة.
ابنتها وزوجها الاول
ارتباطها بالمخرج والمصور السينمائى
وما لبثت ميتى، أن تعافت نفسيتها فى نفس العام حين ارتبطت بالمصور السينمائى بو تينجبرج، الذى سبق وأن تزوج الممثلة ترين باليسن ولديه طفلين، وتعيش معه حاليًا قصة حب كشفتها وسائل الإعلام المحلية.
حبيب ميتى
وقالت ميتى عنه، إنه شخص محبوب جدا مرح، متفائل بطبيعته ويتقبل الواقع كما هو ، إنه هادئ للغاية ويتماشى ذلك أيضًا مع حقيقة أنني كبرت في السن لدرجة أن "الهدوء" أصبح جذابًا بالنسبة لي.
وتتطلع ميتى إلى الزواج قريبًا من بو، حيث قالت إن الزواج كان سيتم الصيف الماضى إلا أنه تأجل بسبب الانتخابات البرلمانية.
خطيب ميت فريدريكسون
وبوتنبرج هو مصور سينمائى ومخرج، وقد ساهم فى عدد من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية الشعبية، منها فيلم "أب لأربعة" بالإضافة إلى المسلسل التلفزيوني "TAXA" و "نيكولاج وجولي" .
خطيب ميت فريدريسكن بو
وعلى صعيد حياتها الشخصية، فإن ميتى لازالت تطبخ الكارى، وتغسل الملابس وتذهب إلى اجتماع الآباء، حيث طفليها، وقالت ميتى: لحسن الحظ ، أنا أولاً وقبل كل شيء أم في أعين أطفالي، وأحب التنظيف والخبز والطبخ، ثم أحب أن أعتني بنباتاتى.
كما تخرج ميتى فريدريكسن كل يوم سبت بعد أن تتضع خطة وجبات الأسبوع المقبل ، ويتم شراء جميع العناصر في نفس الوقت، ومن ونفس الأماكن، كل أسبوع.
أثناء تسوقها فى السوبر ماركت
سياستها الصارمة فى قانون الهجرة
أعلنت العام الماضي عن خطة لتحديد عدد المهاجرين "من خارج الدول الغربية"، بما في ذلك اللجوء ولم شمل العائلات، على أن يصوت البرلمان على ذلك كل عام، واقترحت إرسال طالب اللجوء إلى مراكز خارج الاتحاد الأوروبي، في دول شمال أفريقيا مثلا، لدراسة ملفاتهم.
زوجها السابق
موقفها الشهير مع دونالد ترامب
اتجهت الأنظار إلى رئيسة وزراء الدنمارك ميتي فريدريكسون، التي رفضت بشدة عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشراء جزيرة جرينلاند وذلك بعد أن أعلن ترامب عن رغبة الولايات المتحدة في شراء الجزيرة التي تعتبر إقليما دنماركيا مستقلا.
ازمتها مع ترامب
ووصفت رئيسة الوزراء الدنماركية ميت فريدريكسن، الاقتراح بأنه "سخيف"، مؤكدة أنها تأمل ألا يكون دونالد ترامب جادا فيما يقول، ليأتى رد ترامب بإلغاء رحلته إلي كوبنهاجن المخطط لها خلال أسبوعين إلي أجل غير مسمى ليلغي بذلك الزيارة التي كان مقررا لها بدعوة من الملكة مارجريت الثانية، ووصفها بالبذيئة.
خطيب ميت مع زوجته السابقة التى أنجب منها طفلين
رئيسة وزراء لدنمارك
ميت فريدريكسن
ميت وصديقها المصور
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة