"شفت الموت بعنيا".. قصة ممرضة بجامعة المنصورة أصيبت بكورونا وخرجت من مستشفى العزل بعد شفائها.. دنيا: رأيت الموت بعينى ولا أقبل ابنتى.. والأهالى استقبلونى بالورود.. و الفيروس صعب فخافوا على أنفسكم

الإثنين، 27 أبريل 2020 04:00 ص
"شفت الموت بعنيا".. قصة ممرضة بجامعة المنصورة أصيبت بكورونا وخرجت من مستشفى العزل بعد شفائها.. دنيا: رأيت الموت بعينى ولا أقبل ابنتى.. والأهالى استقبلونى بالورود.. و الفيروس صعب فخافوا على أنفسكم قصة ممرضة بجامعة المنصورة أصيبت بكورونا
الدقهلية - شريف الديب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"نداء الواجب و دورى فى محاولة لإنقاذ مريض كان يحتضر، كان السبب فى إصابتى بكورونا".. كانت هذة أولى كلمات دنيا عبد الكريم ممرضة بمستشفى جامعة المنصورة لـ"اليوم السابع" بعد تعافيها من فيروس كورونا.

تقول دنيا 27 سنة أعمل فى مستشفى جامعة المنصورة، كنت فى زيارة مع ثلاثة من زملائى لوالد زميلة أخرى لنا سمعنا أنه أصيب بجلطة، وتم نقله لمستشفى النقاهة المجاورة لنا، وذلك أثناء عملنا بالقسم وأثناء تواجدنا نحن الثلاثة وجميعنا من هيئة التمريض، فوجئنا أثناء الزيارة، بتدهور حالة أحد المرضى بالغرفة المجاورة، وتم طلب تمريض للمساعدة، ولأننا كنا الأقرب فتوجهنا بسرعة إلى الغرفة المجاورة، لإنقاذ المريض، ولم نكن نعلم بأن المريض مصاب بفيروس كورونا، وعقب وفاته تم أخذ مسحة منه وتحليلها ليثبت إيجابية الإصابة بالفيروس.

وعقب ذلك علمت أن تلك الحالة محولة من مستشفى الطوارئ، وبعد انتهاء اليوم عدت إلى منزلى وبدأ ظهور الأعراض علينا أنا وزميلتى من ارتفاع فى درجة الحرارة وتكسير فى العظام، وسريعا ما ظهرت على الأعراض، وفى ثانى يوم ارتفعت حرارتى أكثر وذهبت للمستشفى وأنا مريضة، وشرحت للأطباء حالتى، وتم أخذ مسحة منى، وعقب ذلك تم عمل إشاعات على الصدر واستمر ارتفاع الحرارة لمدة يومين.

وبعد ذلك وجه الدكتور الشعراوى كمال مدير المستشفى، بعمل مسحات لـ 24 من هيئة التمريض والأطباء المخالطين بقسم 11 جراحة ليتم غلق القسم، كما ثبتت إيجابية إصابة زميلتى بالفيروس أما زميلتنا الثالثة، وهى التى كنا فى زيارة لوالدها لم تظهر عليها أى أعراض وكانت نتيجتها سلبية لأنها مريضة روماتيد وتتلقى علاج لتقوية المناعة فهى لم تصاب.

وتابعت: على الفور تم عزلى فى مستشفى 15 مايو بحلوان لمدة 21 يوما والتى كانت من أصعب أيام حياتى، وخاصة أول 4 أيام كنت أشعر بضغط شديد، لأنه كان معى فى نفس الغرفة مريضة مسنة خرجت من العناية المركزة، وتدهورت حالتها ليعيدوها مرة أخرى للعناية ومما تسبب فى هبوط روحى المعنوية، وتكرر الأمر مع مريضة أخرى فقد شاهدت الموت بعينى أكثر من مرة، والحمد لله الذى نجانى من الموت لأرى ابنتى ذات الثلاث سنوات.

وأضافت: واسانى دخول مريضتين بحالة جيدة، وخففوا عنى كثيرا لأننى كنت محبوسة بين "أربع حيطان" ولا يوجد أى عمل أقوم به سوى الصلاة وقراءة القرآن وأهاتف أهلى وزملائى، وحصلت على مضاد حيوى لمدة 3 أيام فقط وعلاج الملاريا والتاميفلو وبارامول، وأحمد الله أن أول أيام إصابتى لم اختلط بابنتى، ولا بزوجى فقد كنت قلقة على أسرتى، وكانت ابنتى عند والدتى وزوجى كان فى عمله.

وتابعت: خرجت من المستشفى بعد 21 يوم عزل لأعود لابنتى ولأهلى وأقوم حاليا بعزل نفسى فى المنزل 14 يوما حتى أننى لم أقبل ابنتى ولا احتضنتها، وقام الفريق الطبى بالمستشفى بدور رائع فى علاج المرضى ولكننى كنت أتمنى من فريق التمريض بالمستشفى أن يراعوا نفسيتنا فقد كانت المعاملة "من على الباب" والحمدلله إن ربنا عافانا وقبل خروجى من المستشفى تم أخذ مسحتين لى وكانت النتيجة سلبية.

واضافت: حاليا اطمئن على زميلتى الأخرى المصابة ومحتجزة فى المدينة الجامعية بالمنصورة، وذلك عقب عودتها من مستشفى العزل بمرسى مطروح، والحمدلله كانت نتيجة المسحة التى أجريت لها سلبية وتنتظر حاليا نتيجة المسحة الثانية، وأخيرا اتمنى من الناس أن يحافظوا علينا، وعلى نفسهم و"بلاش خروج" فعزلتهم بمنازلهم ووسط أبنائهم أفضل مليون مرة من عزلهم بالمستشفيات، وتعرضهم للموت فيجب أن يهتموا لانى أرى كثير منهم مستهتر و اتمنى أن يحافظوا على أهاليهم و على الجميع.

وأوضحت: عند عودتى لقريتى ميت الصارم لم أكن أتوقع هذا الاستقبال وكنت مرعوبه ومصممه أدخل البلد فى الفجر فقد كنت فى حالة ذعر مما حدث للطبيبة التى توفيت بكورونا اثناء دفن جثمانها بقرية أخرى واعتراض الأهالى و لكننى عندما نزلت من السيارة قابلنى أهالى البلد بالترحاب وقاموا بإهدائى مصحف وعلبة شيكولاتة وآية قرآنية، وعلمت أن أصحاب الفكرة هم مجموعة من شباب البلد، وجميعهم خائفون على ويطالبوننى بالحرص لأن مناعتى ضعيفة.

وكان قد استقبل أهالى قرية ميت الصارم التابعة لمركز المنصورة ابنتهم بالورود واللافتات، فى منظر حضاري، ووجهوا لها التحية، عن ما قامت بها وأداء واجبها الوطني، وكتب الأهالى على اللافتات: "إن قرية ميت الصارم فخورة بأحد كوادرها الطبية، قلبا وقالبا مع جيش مصر الأبيض، عودا حميدا، ونورتى قريتك".

وقد اصطف أهالى القرية على جانبى مدخل القرية فى ساعة متأخرة من الليل بعد أن علموا بميعاد الوصول، و معهم عدد من أطفال القرية يرتدون زى رجال الإسعاف، ليقدموا التحية لها، وبعض الهدايا التذكارية من بينها مصحف وباقات من الورود، كما تم رفع لافتات تحيا مصر.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة