لايزال تمثال أبو الهول، مسار جدل كبير بين علماء الآثار والدين أيضا، حيث تجدد الخلاف حول هوية النبى إدريس المذكور في القرآن الكريم، والتي ذكرته التوراة باسم "أخنوخ" وحول إذا كان التمثال الفرعونى الشهير يجسد وجه نبى الله إدريس، للاعتقاد أن الأخير عاش في العصور القديمة وكان أول من علم الناس الكتابة.
لكن أبو الهول نفسه، رغم أنه ارتبط بالحضارة المصرية بشكل كبيروتجسيدته المختلفة في العصور الفرعونية القديمة والوسطى والحديثة، ولم يصل إلى رأى واحد ثابت حول التمثال القديم، حيث اختلفت الآراء فيما يمثله هذا التمثال، فالرأى القديم أنه يمثل الملك خفرع جامعا بين قوة الأسد وحكمة الإنسان، وبعض علماء الآثار يعتقدون أن الملك خوفو هو الذى بناه حيث وجه أبو الهول يشبه تمثالا لخوفو، (ولا تشبه تماثيل خفرع)، والواقع أن مسألة من هو بانى أبو الهول لا زالت مفتوحة للبحث.
لكن رغم الارتباط المصرى بأبو الهول، إلا أنه انتقل وظهر في حضارات أخرى بعيدة جغرافيا وفكريا عن الحضارة المصرية، وكانت له تجسيدته الخاصة بالشكل الفني المميز لهذه الحضارة، لكن مع الاحتفاظ مع التيمة الأساسية للتمثال من وجه إنسان وجسد أسد، رمزا للقوة.
الحضارة الإغريقية
وفى العصر الرومانى الإغريقى ظهرت 3 طرز "أشكال" مختلفة لتماثيل أبو الهول، أحدها الطراز المصرى الخالص وهو طراز لم يتغير عن شكل أبو الهول التقليدى الذى عرف فى العصور السابقة، أما الثانى فهو الطراز الإغريقي الخالص وتظهر فيه التماثيل فى صورة أنثى ومجنحة فى الغالب، أما الثالث فكان مزيجا بين المصرية والإغريقية فلباس رأس التمثال يكون مصريا خالصا أما المخالب والأرجل المتقاطعة فهى إغريقية، أما فى العصر اليونانى فأغلب ما مجد كان عبارة عن مطبوعات على عملات معدنية صغيرة. "تعذر الحصول على صور جيدة.
أبو الهول فى ميسينا واليونان
لم يستقر أبو الهول فى آسيا ولكن مضى تصميمه إلى ميسينا واليونان، حيث شغف به اليونانيون كما شغف به الإغريق من قبل، حيث ظهر فى طراز خاص دون أن يفقد خواصه التى تنم عن أصله المصري، ولعل أبرز ظهور له ذلك الذى ظهر فى أسطورة "أوديب"، حيث صور على هيئة وحش ضارب فى بأرضهم ويفرض جزية على المارين من الضحايا، وقد تأثر النحاتون والمثالون اليونايون بالحضارة المصرية القديمة فى أعمالهم وكان أبرزهم النحات اليونانى فيدياس.
أبو الهول فى آسيا
كان أول ظهور لأبو الهول فى آسيا بشكل على هيئة أسد له رأس وجناحين لطائر من الجوارح، ثم ظهر تمثال من العاج لنمرود بأشور، كما تطور شكل أبو الهول فى العصور السابقة وتغير الوجه كان عناك تمثال لأحد الملوك الآشوريين وقد شمل التغيير فى شكل أبو الهول هذه المرة الجسد فظل الوجه الآدمى وتبدل جسد التمثال من جسم أسد إلى ثور له أجنحة.
أبو الهول في الصين
موقع CGTN ذكر أنه تم العثور على صخرة، تشبه أبا الهول فى الملامح، تتكون من ثلاثة أحجار مختلفة، فى شرق الصين، باحدى ضواحى مقاطعة شاندونج، لم يذكر الموقع أى تفاصيل أخرى عن الصخرة التى عُثر عليها مؤخرا، ولكن يبدو أنها أصبحت مزارا لكثير من الصينين، والجنسيات الآخرى.