محمود عبدالراضى

برامج المقالب في رمضان

الثلاثاء، 28 أبريل 2020 01:11 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ارتبط رمضان في أذهاننا ببعض الأعمال الدرامية والتليفزيونية القديمة التي كنا ننتظرها كل عام بمجرد حلول الشهر الكريم، حيث نلتف حول التلفاز لمشاهدتها، لا سيما البرامج الطريفة التي ترسم البسمة على الوجوه، وتتعالى معها الضحكات، مثل برنامج "الكاميرا الخفية" الذي ظل لعدة سنوات طقساً من طقوس رمضان في التليفزيون.

ومع مرور الأيام والسنوات تبدل الحال، وحلت برامج المقالب بديلة للبرامج الطريفة، حيث يحاول القائمون على هذه الصناعة جلب أكبر عدد من المشاهدين، الذين يكتشفون أن مقدمي هذه البرامج والضيوف على علم مسبق بتفاصيل المقلب، فالجميع يمثل، والمشاهد ربما يمثل الضحك أيضاً.

وبعيداً عن أجواء التمثيل الواضح في هذه البرامج، حيث يسعى الضيف للحصول على المال جراء ظهوره في الحلقة، ويحاول مقدم البرنامج السخرية منه والتهكم عليه "لأنه دافع له"، يبقى هناك جانباً كارثياً وهو التدشين لثقافة العنف وظهور وصلات الردح.

وبالرغم من حالة الرفض الشديد من المواطنين لهذه البرامج التي في ظاهرها الرحمة وفي باطنها العذاب، إلا أنها تظهر في كل عام ويتم الترويج لها بشكل كبير.

الملفت في الأمر، أن هذا العام انطلقت صرخات قوية من المواطنين للمطالبة بوقف هذه البرامج التي ترسخ لصفحات الحوادث، حيث وصلت أصداء هذه المطالبات للمسئولين، لا سيما بعدما طالبت مستشفى الصحة النفسية التابعة للأمانة العامة للصحة النفسية التابعة لوزارة الصحة والسكان بفتح تحقيق عاجل والتدخل الفوري لوقف عرض هذه البرامج.

هذه البرامج تحمل الكثير من العنف والتعذيب والسخرية والاستهانة بالضيوف والتلذذ بالآلام التى يسببها للآخرين، فضلاً عن وجود تهديدات على الصحة النفسية للطفل، حيث أن الطفل يميل إلى تعلم سلوكياته بالتقليد، وميل العديد من مقدمي نوعية هذه البرامج إلى بعض الممارسات والتي تعد أعراضا لاضطرابات نفسية مثل التباهي بممارسة نفوذهم وهى النرجسية".

علموا أولادنا وأطفالنا ما يفيدهم، وقدموا ما "ينفع الناس ويمكث في الأرض"، فلا تجعلوا الحصول على المال وسيلة لقتل البراءة وترسيخ العنف لدى الصغار وتشويه مجتعمنا، استقيموا يرحمكم الله.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة