محمد أحمد طنطاوى

كورونا فى بيتك

الثلاثاء، 28 أبريل 2020 11:18 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

سائقو التاكسى من الفئات التى دائما ما تكون لديها وجهات نظر واعتقادات تجاه بعض القضايا والأحداث التى يمر بها المجتمع طول الوقت، وبغض النظر عن صحة أو خطأ ما تعتقده هذه الفئة، إلا أنها مؤشر لما يدور فى الشارع المصرى ومقياس لمستوى الوعى الموجود لدى جزء كبير من الجماهير.

قصتى مع سائق التاكسى اليوم مختلفة، فقد بدأت منذ رؤيته زجاجة المطهر فى يدى، عندما صعدت إلى السيارة، وهذا ما دفعه لسؤالى:" هل ده ملمع أسطح ولا مطهر؟! فأجبته باستغراب: لا مش ملمع أسطح، ده مطهر عشان كورونا..  فما كان من الرجل إلا أن سألنى: هل فيه كورونا فى مصر؟ وهل أنت مصدق الموضوع ده؟ فقلت: "آه مصدق"، إلا أنه استمر فى نفس فكرته قائلا:" أنا شايف إن دى سياسة، فقاطعته: ايه علاقة السياسة بالموضوع ده؟ وكان الرد سريعا من جانب السائق وكأنه يحفظ الإجابة سلفا:" الدول العظمى من حولنا مصابة ومليانة حالات، وعشان كده إحنا لازم نعلن ونقول إن فيه كورونا في مصر، وما ينفعش العالم كله يبقى فيه وإحنا نقول ما فيش".

وبعيدا عن سذاجة الطرح الذى قدمه السائق، إلا أنه لا شك كلام يدور في الشوارع والبيوت وبين والناس بصورة أو بأخرى، ويمثل ثقافة سائدة تجاه بعض فئات المجتمع نحو كورونا ومدى انتشاره وخطورته على المجتمع فى الوقت الراهن، فالدليل الذى يستند عليه السائق فى فكرة غياب كورونا عن مصر أنه لم ير أحدا مصابا بالفيروس حتى الآن، ولا يعرف أى من أقاربه وأصدقائه يعانى أعراضه، وقد أجبته بأنه لو أن هناك من يعرفه مصاب بكورونا سينقل له الفيروس، لذلك عليه أن يتخذ الإجراءات الاحترازية المناسبة لحماية نفسه وعائلته، خاصة أن مهنته تقوم على التعامل مع الناس واستضافة أشخاص لا يعرفهم، ولا يمكنه أن يتأكد إن كانوا يحملون فيروس كورونا أو لا.

قبل نهاية الرحلة القصيرة مع سائق التاكسى أخبرنى أنه يسكن فى قرية المعتمدية بالجيزة، وقد جن جنونى عند سماع هذه العبارة، فالقرية كانت تحت العزل الإجبارى من جانب محافظة الجيزة، بعد ظهور عدد من الحالات الإيجابية لفيروس كورونا بها، ووفاة عدد من الحالات، وقد كنت فى أشد درجات الاستغراب أن الرجل يعيش داخل الأزمة وكورونا موجود بالقرب من منزله، ومازال يرى أن الموضوع مجرد مؤامرة أو سياسة كما يدّعى، وأن الموضوع طبيعى ولا يوجد أصل أو أساس للفيروس.

الوعى أهم سبل مواجهة فيروس كورونا فى الوقت الراهن، لذلك علينا أن نتسلح به جيدا خلال الفترة المقبلة، فلا أمل لنا فى مواجهة هذا الفيروس إلا بوعى حقيقى لدى كل أفراد المجتمع بخطورة هذا الفيروس وتهديده للبشرية بصورة مقلقة، خاصة أن مساعى العالم كله لم تنجح حتى الآن فى إنتاج علاج أو لقاح فعال لهذا الفيروس المستجد.







مشاركة



الموضوعات المتعلقة

خطة مكافحة الملل

الأربعاء، 22 أبريل 2020 11:46 ص

"مبروك.. أنت بقيت مدير"

الخميس، 16 أبريل 2020 11:27 ص



الرجوع الى أعلى الصفحة