قرأت اليوم خبر رحيل الفنان الهندى عرفان خان، وهو ممثل حقيقي، قد لا يراه البعض نجما مثل شاروخان ولا سلمان خان وغيرهما من أبناء جيله، لكنه فى رأيي كان الممثل الأكثر صدقا فى هذا الجيل، وكان رحيله بمثابة "حادث محزن" يجعل الواحد منا: يتساءل للمرة المليون عن جدوى الحياة ويتأمل فى عبثية العيش.
شعرت بحزن عندما قرأت الخبر وتذكرت فيلمه المميز lunch box الذي يعد واحدا من أفضل الأفلام فى السينما الهندية، والفيلم يتحدث عن فكرة الوحدة والحزن وإعادة النظر فى معنى الحياة، ويبدأ الفيلم عندما ترسل امرأة ما "صندوق الطعام" الخاص بزوجها إليه فى عمله، لكن الصندوق ذهب عن طريق الخطأ إلى رجل آخر يقوم بدوره "عرفان خان" فأكل الطعام وترك لها فى "الصندوق الفارغ" رسالة يشكرها، فشعرت المرأة بالامتنان.
هذا الفيلم جعلنى أشعر بالامتنان لأشياء صغيرة فى الحياة، كنت أظنها غير ذات أثر حتى غابت، فعرفت قيمتها، وتمنيت عودتها، منها ضحكة وجلسة مع الأصدقاء، منها مناقشة كتاب أو قراءة قصيدة، كما عرفت قيمة الأشياء البسيطة ومنها النظر فى عين امرأة تحبها، وفى رأيي هكذا يكون الفن، أن يثير فى نفسك جديدا، أن يدفعك للتأمل ويمنح نفسك فرصة جديدة لتأمل ذاتك.
حزنت من أجل "عرفان خان" لأن أحلامه لم تكتمل، أصيب بمرضه فجأة، وكانت تصريحات سابقة له توحى بأنه سينجو، كان واثقا من ذلك، قال إنه لن يستسلم، وتم تأجيل فيلم له بسبب مرضه، لكنه لم ينجو كما تمنى وانكسر حلمه فجأة، وأنا أنزعج من الأحلام المبتورة، أعرف أن أصحابها يرحلون وفى قلوبهم غصة حقيقية من الحياة.
نعم حزنت من أجل "عرفان خان" لأن الحياة فاجأته بأسوأ شيء وهو الموت، وأنا لا أحب المفاجآت الحزينة.